شخصيات وأحزاب سياسية صغيرة تشكل تيارا مؤيدا للقذافي
نواكشوط – الشيخ بكاي
فيما أعلنت مجموعة من الشخصيات و الأحزاب السياسية الصغيرة في موريتانيا تشكيل تيار مؤيد لليبيا أطلقوا عليه ” التيار الناصري الجماهيري”، أنهي ثلاثة من زعماء المجموعة التي بايعت الزعيم الليبي معمر القذافي في مارس الماضي زيارة للجماهيرية الليبية هي الأولي بعد البيعة؛ وقالت مصادر قريبة منهم إنهم قابلوا قائد الثورة الليبي معمر القذافي.
وعاد إلي نواكشوط صالح ولد حننه رئيس حزب ” حاتم” الذي يضم ضمن آخرين بعض الناصريين من الجيل الثاني والثالث، وعمر ولد رابح رئيس حزب ” الديمقراطية المباشرة” وهي تشكيلة سياسية تتبني “الكتاب الأخضر” للزعيم الليبي، وعبد السلام ولد حرمه رئيس حزب ” الصواب” وهو محسوب علي البعث العراقي.
ولم يدل القادة الثلاثة بمعلومات علنية عن فحوي اتصالاتهم الليبية الحالية لكن يعتقد أنها جاءت لإبلاغ المسؤولين السياسيين المعنيين في ليبيا بالعلاقات مع الجماعات السياسية في العالم العربي بتفاصيل تشكيل مجموعة البيعة لمنسقية أطلقت عليها ” منسقية العمل القومي الاسلامي”.
وتأتي هذه التحركات ضمن مساع ليبية لتوحيد التيارات القومية تحت رعايتها.
وبعد البيعة الاولي في مارس الماضي التي شملت شخصيات وأحزابا صغيرة ياتي الاعلان هذه الايام عن مبادرة جديدة ضمت ثلاثة من الاحزاب التقي قادتها مؤخرا بمسؤلين ليبيين في طرابلس، وعددا من الاطر المحسوبة علي التيار الناصري المقسم بين عدد من الأحزاب ولم يتمكن من تشكيل حزب خاص به رغم كثرته العددية.
وقال أصحاب المبادرة التي حملت اسم ” التيار الناصري الجماهيري” إنها تسعي إلي خلق إطار موحد تنصهر فيه القوي القومية. ولم يفت علي المراقبين أن كلمة “الجماهيري” جاءت لاعطاء إشارة إلي ” الجماهيرية” الليبية أن المبادرة قريبة منها.
وسيكون من الصعب أن تحقق المبادرات النتائج المطلوبة منها نتيجة انقسام التيارات القومية لكن أيضا لكون أصحابها كشفوا عن نياتهم الخاصة بليبيا فما كل قوميي موريتانيا علي استعداد لتبني “النظرية العالمية الثالثة” التي نادي بها القائد الليبي.
ومنذ نهايات ثمانينيات القرن الماضي ظلت الانظمة العسكرية وشبه العسكرية التي تعاقبت علي حكم موريتانيا تسجن الناصريين حينما تسوء علاقاتها مع الجماهيرية الليبية، وتتهم ليبيا حينما تريد أجهزة الامن الانقضاض علي ” التنظيم الوحدوي الناصري” السابق لمجرد جمع معلومات ، أو لعقاب علي تحركات مدرسية أو توزيع منشورات.
وقال الناصريون مرارا إنه لم تربطهم علاقات بليبيا. وقال مؤرخ للتيار الناصري الموريتاني لـ ” العرب اليوم” إن “القيادات التي كانت لها السيطرة من 1981 إلي 1984 سعت إلي محاصرة الوجود الليبي في الشارع”.
وقال إنه ” بالرغم من تلك المساعي ظل لليبيين أنصارهم خارج التنظيم الوحدوي الناصري في شكل جماعات وشخصيات ، وحتي داخل التنظيم نفسه كان للبعض ميوله الليبية التي لم يكن يستطيع التعبير عنها”.
وظلت ” التهمة الليبية” تؤرق نوم كثيرين من قادة التنظيم ومناصريه لأن ترجمتها في الواقع كانت السجن والجلد حينما تريد السلطة ذلك، ونعت ” العمالة” في شارع “ما زال للقيم فيه آنذاك معني” كما يقول هذا المؤرخ.
ومنذ سقوط الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع بدأت “العقدة الليبية” تخف. ويبدو أنها الآن آخذة في الزوال.
ويعلل البعض ذلك بجملة من الأمور منها أنه للرئيس محمد ولد عبد العزيز ما يشغله عن مطارة أنصار هذه الفكرة أو تلك، ومنها علاقاته الجيدة بقائد الثورة الليبي الذي وقف معه حينما كان كثيرون يرفضونه أيام الفترة الانتقالية، ولعل الأهم أنه أيديولوجيا لا يبدو أن لعزيز علاقات سابقة أو خلفيات تدفعه لمعاداة القوميين العرب عكسا لما كان عليه الحال بالنسبة إلي الرئيسين السابقين محمد خونه ولد هيداله ومعاوية ولد الطايع فقد كان هيداله- كما يقول البعض – واقعا تحت تأثير جماعات يسارية أحيانا، وإسلامية أحيانا أخري معادية للقوميين، في حين يعتبر بعض المؤرخين للجماعات السياسية الموريتانية أن معاوية في فترة من حياته كان قريبا من ” نادي” ” الحركة الوطنية الديمقراطية” ، وظل طيلة حكمه محاطا بشخصيات ذات ماض أو صلة بها، وظلت له صلاته غير المباشرة بهذه الحركة من خلال بعض الشخصيات المرموقة في قيادتها .
العرب اليوم 30 يونيو 2010