آراءموضوعات رئيسية
مستقبل الرموز العشائرية في مئوية الدولة الأردنية الثانية / د.آمال جبور
” لا دولة الا دولة الحرية، ولا عقل الا العقل الحر” هكذا يبدأ المفكر المغربي عبد الله العروي تجلياته في تناوله لمفهومي الحرية والدولة، مشيراً إلى أن أهم رموز الحرية في الثقافة العربية تتجسد داخل العشيرة والقبيلة اللتين شكلتا حصناً للفرد، وأصبحتا فيما بعد ترسانة للتعبيرعن الأزمات الاقتصادية ورفض للسياسات والمخاطر المجحفة، في مواجهة الدولة الحديثة.
هذه العشيرة التي بحكم وجودها التاريخي، ساهمت بدور اساسيٍ في بناء الدولة ومؤسساتها، تواجه الآن تحولات مختلفة يرتبط بعضها برموزها العشائرية، فيما يرتبط الجانب الآخر في علاقتها مع الدولة نفسها.
والعشيرة، التي انتجت تاريخياً رموزاً اتصفت بالحكمة والحنكة القبلية والسياسية منذ تأسيس الدولة الأردنية، وحققت توازنا ًيتوافق مع مكانتها داخل القوى الاجتماعية المختلفة من جهة ، وضبطت ايقاع عقل الدولة مع العقل العشائري من جهة أخرى، بدأت تفقد دورها لأسباب مختلفة كما يراها بعضهم.
وفي السياق ذاته فان الدولة التي بدأت اخيراً مشوارا في الإصلاحات السياسية والاقتصادية لترجيح كفة العقل السياسي الحزبي المنظم على عقل القوى الاجتماعية المختلفة ومنها العشائرية، اختل توازنها أمام الأحداث الاخيرة في الأردن، وانتقل الفعل السياسي من الدولة وادواتها الى القوى التقليدية، لتعود الكفة العشائري محركا رئيسا في الحياة السياسية والاجتماعية الأردنية.
ad