قمة بوتين الأسد.. هل يؤدي الاتفاق السعودي الإيراني إلى تطبيع العلاقات السورية التركية.. ام العكس؟/ د. إيمان شويخ
يبدو أن الاتفاق السعودي-الإيراني الذي وقع برعاية صينية سيغير المشهد الدولي و الإقليمي ويعيد خلط الأوراق ويساهم في ترميم ما تشظى نتيجة القطيعة السعودية الإيرانية حيث انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران عام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيّ معارض يُدعى نمر النمر.
وأول غيث هذا الاتفاق كان اللقاء الذي جمع الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، في أول زيارة للأسد إلى روسيا منذ عامين.
وصحيحٌ أن العلاقات الروسية السورية لم تنقطع لكن أسئلة كثيرة تطرح حول وقوف روسيا على الحياد إزاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا وكان آخرها على مطار حلب، خاصةً أن روسيا التي أعلنت تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، تملك قواعد كثيرة على أراضي حليفتها، ومعها قوات قتالية، واستخبارات، وشرطة عسكرية، ومؤخراً قوات من مجموعة فاغنر العسكرية الشهيرة التي بدأت تلعب دوراً محورياً في الحرب الروسية الأوكرانية.إضافةً إلى امتلاكها قواعد عسكرية فإن روسيا كانت ممتعضة من موقف إسرائيل التي قدّمت منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تعاطفاً إعلامياً مع أوكرانيا، واقتصر الدعم المادي على مساعدات إنسانية، وحرصت على أن تبقى في منأى عن تقديم دعم عسكري مباشر في البداية، لكن تصريحات نتنياهو عن تفكيره في تقديم مساعدةٍ عسكريةٍ بجدّيةٍ كبيرةٍ لأوكرانيا و قوله في التصريح نفسه، إنه مستعدٌّ للوساطة في الصراع، يظهر نوايا إسرائيل الداعمة لأوكرانيا، وبالتالي وإذا كانت روسيا لا تريد قطع شعرة معاوية مع إسرائيل، هل تسمح لسوريا بعد قمة الأسد-بوتين استخدام منظومات الأسلحة لصد الهجمات الإسرائيلية على أراضيها.