آراءموضوعات رئيسية
عامل سوریا ومعادلة المنطقة.. ومحور المقاومة/ د. امینه سلیماني
لا شك بأنّ الواقع العسكري في سوريا هو معقد بعض الشيء في هذه المرحلة وأنّ الكيان الصهيوني يحاول من خلال قواعد الاشتباك المرسومة في سوريا استغلال نقطة قوة لاستهداف بعض النقاط التي تعتبر حيوية واستراتيجية بالنسبة إلى محور المقاومة وخاصة بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية في إيران. هذه النقطة اعتقد أنّها في المرحلة المقبلة لن تكون قابلة للتحقق والتطبيق في المفاهيم الإسرائيلية؛ لأنّ الملفّات في المنطقة ترتبط فيما بينها وبالتالي المسارين الّذي تسير عليهما الجمهورية الإسلامية في إيران لحلّ بعض المشاكل مع الإخوة العرب وأقصد هنا السعودية مثلاً والمسار الآخر هو مسألة إضافة نقاط قوة أو عنصر قوة في فلسطين المحتلة وما يحصل في فلسطين المحتلة وبالتالي ما يحصل في فلسطين المحتلة وما يحصل في الأقصى يرتبط بالملف اللبناني، يرتبط بالملف السوري وبالتالي ربط الملفات سيغيّر قواعد الاشتباك في سوريا.
إنّ تغيير قواعد الاشتباك في سوريا يعطي قوى المقاومة في سوريا نوعاً ما دافعاً أكبر لأن يكون هناك استقراراً عسكرياً وأمنياً أكبر من ناحية ومن ناحية أخرى إضافة عنصر قوة لتهديد الكيان الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة. لا اعتقد أنّ الكيان الصهيوني قادر على منع هذه الحالة أو الوصول إلى هذا الواقع لثلاثة أسباب: السبب الأوّل هو أنّ الكيان يُعاني من أزمة داخلية وهذه الأزمة حادّة يتخلّلها انقسام إيديولوجي في النظرة إلى المستقبل الإسرائيلي. السبب الثاني هو أنّ قدرة ردع الإسرائيلية قد تآكلت والجيش الصهيوني يعيش أيّام يستحال بها أن يكون عنصراً أساسياً في عملية التغيير في البيئة المحيطة. السبب الثالث هو أفول الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مؤثرة في العالم وخصوصاً في منطقة غرب آسيا وبالتالي عندما نريد أن نضيف إلى التحرك الصهيوني قوة أمريكية ينبغي على أن يكون التسلط الأمريكي واضح ومدعوم بشكل أساسي ورئيسي على شكل مباشر على الولايات المتحدة الأمريكية وأن يكون التدخل الأمريكي مباشر وليس بالطريقة التقليدية التي عوّدت الولايات المتحدة الأمريكية الكيان الصهيوني فيها على ذلك.
لذا الواقع في سوريا مرتبط إذن بنقطتين أساسيتين، أوّلاً ربط الملفات فيما بينها وثانياً: قدرة إسرائيل على شنّ حرب في أي زاوية من زوايا محور المقاومة وبالتالي: المرحلة المقبلة سوف نشهد تغييراً إمّا بالسلوك الصهيوني اتجاه سوريا وتراجع الضربات التي تحاول من خلالها استهداف نقاط القوة لمحور المقاومة وإما أن يكون هناك اتجاهاً أمريكياً إسرائيلياً مشتركاً للتصعيد إن كان في سوريا أو إن كان في جنوب لبنان وهذا الأمر يعتمد على مدى قدرة الولايات المتحدة الأمريكية الذهاب في منطقة غرب آسيا إلى هذا اللهيب وكون هذه المنطقة عاملاً مهمّاً ومؤثّراً رئيسياً وجوهرياً في حركة الاقتصاد العالمي. هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تحمّل تبعات حرب في هذه المنطقة ومن هذا النوع أيضاً. أعتقد أنّ لا شكّ أنّ المرحلة المقبلة تحمل في طياتها أحداثاً لا يُمكن الهروب منها؛ لأنّ العالم يتّجه إلى انقلاب في الصورة والمشهد واعتقد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على تحمّل خسارة ملفات أخرى في هذا العالم.
اعلامیة من طهران