-“سأدفنكِ وأستريح”، قال في إحدى نوبات الوعي التي تنتابه أحيانا، موجها الكلام إلى الجثة المتحللة التي تقبع داخل قلبه..
غرز الميتُ -كعادته منذ مات – مخلبا حادا في جدار الوجع .. حركه إلى أعلى وأسفل .. وصاح بأعلى أصوات الميتين:
-” لن تستطيع…”.
طغى “الدم” موجا أغرق “المدفن”، وامتزجت رائحة الدم بالحَنوط..
قال مدفن: ” أمن العدل أن يعذب القبر بدلا من الميت ؟”
سمع صوت نفخة..
رأى النفخة تدور حول كفن أبيض صقيل تدحرجه…
امتلأ أنفه برائحة “الحَنوط”، وشعر بضيق قاتل وأنفه يشرب الكافور والعنبر من القطن المتطاير حوله..
من بين صرير الريح، و روائح الموت، هفَّتْ نسمة تحمل نفحة عطر يعرفه تمام المعرفة..
انتفضت عظام الميت.. كُسيتْ وردا، وسافرت في الماضي…
عاد إلى الغياب في صحراء القلق أنينا على شفة نايٍ حزين..
زر الذهاب إلى الأعلى