من العولمة إلى الحرب غير الباردة/ النجاح بنت محمذفال
لم يكد العقد الاخير من القرن العشرين يستهل حتى انهارت ظاهرة الحرب الباردة التي نشأت بعد الحربين العالميتين ،على أزيز الآلة العسكرية الأمريكية وهي تغزوا دولا وتسطو على اخرى حاملة ابناءها في جيوش جرارة نحو تلك الدول-الهدف أفغانستان ، العراق ..
لم يكن سهلا على الجميع ان تسقط دول إرضاء لنزوات أخرى
ومع أن الكثيرين سلمو في صمت بالعتو الأمريكي العربي الخليجي
صمت قطعه وزير دفاع فرنسا جان بيير شيفنمان، في 29 يناير 1991 دون غيره من رسميي العالم ، غير أنه لم يجلب إلى مائدة الرافضين لابتلاع الدول
ما عداه …
فالتأمت حجب الظلام وما اسفرت إلا عن وجه قبيح هو تفرد دولة واحدة بقيادة المعمورة الارضية
تفرد صنعه الغرب الذي ظل يحافظ على نمط من البقاء ضمن حلف شمال الأطلسي كونه الحلف الأوحد في العالم ! فى نشوة مستورة بغياب حلف ” وارسو” وانهيار جدار برلين
نشوة ظن الاوربيون انها متعة القرن لكنهم لم يفيقو بعد ثلاثة من العقود إلا على التفرد الامريكي بالقرار وكانت قضية أوكرانيا كافية لجعل أوروبا تصغى للغة الولايات المتحدة : انت من دوني لا شي هكذا رسمت لوحاتك بإنزال النورماندي وهكذا سأرسم باقي اللوحات
انا “دافنشي لوحات السياسة !
أحضرتك عنوة يا اوربا لافغانستان والعراق وتحت نار الهزيمة داعبتك بألقاب اللوحات وهربتُ وهربتِ…. اتفهمين ؟
اليوم تنهمر الدموع الأوروبية على ماض تولى لن يعيده الانين !
اليوم تنكسر فرنسا في إفريقيا بكل خزي الميتين الفاسقبن !
فسقا بمواثيق الجمهورية الخامسة و نكوصا عن المواثيق “الدولية ”
وباياد مغلولة دون المنافع مبسوطة على باب الشرور تكبل فرنسا إفريقيا
لا تعليم لا صحة وطن فرنسي لايدخلها من الافارقة إلا حديد موريتانيا ويورانيوم النيجر وذهب مالي ولا تقدم تلك الاياد المغلولة إلا قوانين المثلية المنافية لدين البشر وقيمه والفطرة السليمة
هل يحوز الأفارقة هدايا المغلولين المقتصرة على قوانين المثلية ؟
ام يحتمون بعصابات فاگنر لبعض الوقت حتى تتمكن فرنسا من استعادة كل الملفات من أمثال ملفات الجنرال افدرب و الجنرال گورو؟
أم أن فرنسا قد تتمكن من تجاوز عقدة الاستعمار القديم نحو انفراج الجمهورية الخامسة وارى ان ذلك احتمال غير وارد بالنظر إلى المعطيات الحالية …
وهل هناك ما هو متاح للافارقة فى مواجهة الايادى الفرنسية المغلولة خيرا والمبسوطة شرا ؟
إن المقبل على مواجهة فرنسا كالمقبل على القيامته بلا إيمان
إن مواجهة فرنسا قيامة سياسية
وهي حتمية كيوم القيامة لكنها تحتاج زادا يقينيا و رصيدا إيمانيا وآلة عقلية ..
لذلك فإن كل الدول المعنية بازمة النيجر مدعوة لتجاوز الكثير من المطبات التي كانت فى الأصل ملفا فرنسيا اخص هنا الجزائر والمغرب اللتان تنهمكان فى نزاع الصحراء ومع ذلك لم تنازعا فيها إسبانيا يوما فيما يمكن اعتباره امرا غرببا..
وهما قادرتان على تفعيل عمل دبلوماسي
من شانه إبعاد اتفاقية الجزائر حول الصحراء 1989
ومن غير المعقول الآن ان تستمر الجزاىر في التنسيق مع فرنسا وهي تواجهها فى حرب !
كما انه ليس واردا ان تحاربها دول اخرى تنغمس فى ازمات هي من صنع فرنسا او حليفتها امريكا مثل موربتانيا التي تعيش ازمة مديونية بسبب سياسات المرسسات النقدية برعاية امريكا و فرنسا
الوضع إذا مقلق والدول المعنية عليها ان تهتم بإصلاح ذات بينها ، وعليها ان تتتفق على نمط جديد من التعامل مع الظاهرة الفرنسية فى إفريقيا
الامرالذي يتطلب طرحا جديدا بموجبه تتحقق بعض أمور يتوق إليها الرأي العام في المنطقة منها: – مراجعة اتفاقيات التعاون وإلغاء بعضها
- رفض كلى لقوانين المثلية
- وقف احتكار العلوم والمعارف
إلى غير ذلك
ويبقى التساؤل
هل من الحكمة بمكان إحداث تحول حقيقي فى العلاقات الاطلسية الإفريقية ام ان هذه العلاقات أصبحت عصية على الترميم .