أزمة الثورة العربية تتجسد في تشتت الاتجاهات وشيوع الحيرة /التراد ولد سيدي
أزمة الثورة العربية تتجسد في تشظى وتشتت الاتجاهات وشيوع الحيرة والشك في جدوى البحث عن المخارج ،للذين وجدوا انفسهم في واقع متصحر خال من رموز النضال وشعارات النهوض،
لقد اعتبر من كانوا فريبين بشكل او آخر من الاحزاب و الحركات الثورية أو التقدمية أن سقوط الانظمة وانحراف البعض وتلاشى الآخر انه إيذان بنهاية مرحلة التطور والتقدم لإكمال إنجاز متطلبات المرحلة النضالية التي هي التحرير والتوحيد والبناء عبر مرحلة متدرجة من النضال المستمر الذي لاهوادة فيه ولا توقف ولا تردد ، لقد سيطر على جمهور الثورة المنتكسة فكرة مفادها أنه لا أمل لهم بعد الانتكاسة . وأن ماعجز عنه من ذهبوا لن يقدر عليه المتأخرون وأنه لن يكون مثل ماكان وأحرى ان يكون أفضل وأكثر مدعات للامل ..
إن مشكلة فلول بقايا المتشبثين ببعض شعارات الثورة العربية هو انعدام الامل عندهم فى المستقبل، واعتبارهم ماكان قد تحقق في الماضي منتهى الإنجاز والإبداع وان ضربه والقضاء عليه يعنى كارثة مطلقة ،ونهاية مرحلة وانه لن يقدر أحد ان يبلغ مابلغه القادة الذن ذهبو ،فما تحقق سيظل أفضل مما سيكون في المستقبل ،وأنه لن ياتى الآخرون بما لم يقدر على تحقيقه الاولون.
إن القوة التي تتوق لحمل راية الثورة المضروبة في كل مكان جعلت مهمتها تمجيد الماضي والعيش فيه ،والاتهاء ببقايا صراعات ضد خصوم بغضهم كان في الماضى في خصام مرحلي مع سلفهم وتغيرت الظروف وتغيرت الاولويات وهم عن كل ذلك نيام ،لان الفكر مشلول والرؤية غبشية لاوضوح فيها ،وبعضهم يكتفي بالتغني بماض انتهى ولم يبقى له أثر ،إنهم جميعا موجودون وجودا غير فاعل ومستمرون ينامون في سباتهم الشتوى الطويل !!!