يوم تمرد المسجون على السكين/ د.أحمد باب عبد الجليل
في يوم 7 اكتوبر انتفض السجين في أكبر سجن تحت سماء مغطاة بالطائرات في العالم في غزة وحاول تحدي السكين التي تحز في عنقه منذ أكثر من خمسين سنة..
انتفض شعب محاصر مجوع مطحون بدائرة الإغتيال والقتل والقصف الممنهج وحاول أن يسكت بعض مصادر النيران ومطلقيها في غلاف من الموت والكراهية والعنصرية يحيط بغزة حد ضيق التنفس.. في يوم 7 اكتوبر خرج طوفان غزة طلبا للحياة وتمردا علي سكين الموت والذابحين للإنسانية..
احتجز مجاهدوا القسام عسكريين ودمروا آليات ومدافع كانت تقصفهم دوريا ودمروا منظومات تجسس كانت تتبع أنفاسهم لحظيا وعادوا غانمين …
كان رد الكيان العنصري الصهيوني دمويا مدمرا قاتلا بلا رحمة … كان هجوم الكيان لأزيد من خمسين يوما وما زال قتلا بلا تمييز وتدميرا بلاتمييز وإسكاتا لكل حياة في غزة بلا تمييز .
أكثر من 15000 شهيدا ارتفعوا للجنان من تحت الركام، نساء في غالبيتهم وأطفالا، في شهادة علي الوحشية وانتفاء لكل ضمير …
سجل أخي وأنت تتبع أعداد الشهداء الفلسطينيين الأبرياء يوما بعد يوم أن حكومة المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية مشا ركة في هذا الدم، وأن أغلب حكوما ت الغرب وبعض حكامنا متواطؤون مع المعتدي العنصري المجرم في المجزرة..
سجل أخي أنهم يقتلون الفلسطينيين مرتين:
– مرة باستهدافهم مباشرة بصواريخ ومدافع مدمرة، ومرة بجرحهم وإصابتهم، ولكن بقتل من كان جديرا بأن يسعفهم و يداويهم وينقذهم من هلاك محقق…
سجل أنه نتيجة هذا الإعتداء الدموي: استشهد حتي الآن أكثر من207 من الكوادر الطبية أطباء وممرضين و26 من المسعفين .
سجل انه في قطاع غزة خرج 26 مستشفي تماما من الخدمة و55 مركزا صحيا منها ؛ وأنه لم يتبقي في كل غزة العظيمة علي صغرها غير1300 سرير من أصل3500 سرير كانت موجودة قبل حملة الإبادة هذه..
سجل أن4 مستشفيات فقط في غزة وحدها هي التي مازالت قادرة علي إجراء عمليات جراحية، وأن 11 مركزا صحيا هي فقط الباقية في جنوب غزة.
# ا
– الطبيب الذي قتلت زوجته فحمل ابنيه للمستشفي علهما ينجوا من المصير الدامي فرأوا الموت في كل مكان.
– صورة مدير بنك الدم وهو يقول بأن لا دم موجود لإنقاذ الجرحي فدم الشهدا استنزف لإنقاذ الوطن والعرض والكرامة. – صورة مدير مستشفي الأندنوسي وهو يبكي فقد دمر الصهاينة القتلة مولدات الكهرباء واحتلو المستشفي وخربوه ثم انسحبوا تاركين المرضي يئنون بلا أمل أمام مدير طبيب إنسان عاجز عن مد يد عون مهما كانت محدودة فلم يجد غير مشاركتهم الأنين.
– صور مجمع الشفاء الطبي وقد قصف بعد أن أصبح ملجأ للجرحي ومدفنا للشهداء وأمل نجاة للنازحين فاحتله الصهاينة المجرمون واحتجزوا وعذبوا طواقمه الطبية ومثلوا بجثث الشهداء وقتلوا النازحين له..
ثم انظر إلي صور تعكس بعض الضمير في العالم
– صورة الأطباء البيريطانيين محتجين أمام رئاسة وزرائهم وهم يحملون لا فتات لأسماء 200 من الطواقم الصحية قتلوا في غزة .. ثم تذكر: (أن المستشفيات والعاملين بها يحظون بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني وعلي جميع أطراف النزاع حمايتها).. ثم تأكد أن القانون الدولي هو قانون للأقوياء يطبقونه حسب المصلحة لا القناعة وحسب اللون والجنسية لا الإنسانية .
نعم دمر العنصريون القتلة النظام الصحي في غزة وقتلوا الطواقم الصحية داخل المستشفيات وفي بيوتهم وأثناء نقل المرضي ودمروا المستشفيات ومنعوا وصول الوقود للمولدات والأدوية وخيوط الجراحة والاجهزة والمعدات ولكن إيمان الفلسطينين المدنيين الشهداء في بيوتهم لا مثيل له. وإيمان الطواقم الصحية بقضيتهم وواجبهم نحو بلدهم والإنسانية لا مثيل له. وإيمان المجاهدين الفلسطينيين في دفاعهم عن أرضهم وعرضهم ودينهم معجزة تخرج عن كل قياس وتمثيل. …..
في غزة تحت الحصار والقتل والإبادة قتل المجرمون:
-د.شهرزاد ااخراص/د.محمود الامور/أسامة أبو صافية/تيسير الغوثي/ د.عبد الله الحلو/د.منتصر أبو سارية/حاتم عواد/ د. ابو نجيلة/ د. السحار/…… ومئة يزيدون غيرهم ولكن غزة باقية وفلسطين باقية والرباط مستمر والإيمان يزيد ولا ينقص. ….. فلنكن دعما لهم بما استطعنا وفي كل حين ولنسعي أن نكون في إيماننا بوطننا وأمتنا وديننا علي مثل دربهم سائرون . ☆وما كان قولهم إلا أن قالوا : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا علي القوم الكافرين☆
ولله الأمر من قبل ومن بعد.