بشائر النصر/ شعر محمد عبد الله البوصيري
بشائر نصر الحق لاحت فتوحهـا **
وشيدت على قوس الزمان صروحُها*
يذودُ بها القسّامُ عن جذع نخلة **
بغزة تَدْمَـي رُوحها وجُروحها*
بها يرفعُ القسّامُ رأسا لأمة * بخير ولَّى رَوْحُها ومروخها
تَبَِتَّلُ في محراب زُلْفَىقريظةٍ* فيُحْلَب من ذَيْلِ المُسَادِ”صبوخها
تخطتْ رقاب الذل ترْقَى صفوفَه *لتِرْسبَ في قاع الضلالة روخها
فَوَا رحْمَتَا للضّاد.. تلهو وتحتفي **
وأمتهَا كل الدنا تستبيحها *
ترى شجر الخابور جف بِغزّة ٍ ** فيورق من خَلْف البساتين شُوحُها *
عيونُ مها الزيتون ريعت بنحْرها **
دموعُ مآسٍ لا يكفُّ سَفوحها*
وفي بيت حانونٍ زهورٌ نديَّـــــــةٌ *
عليها من اللأْواء ما لا يُريحها*
وتلُّ الهوى غرقى به العِينُ في الدَّما **
على تلّة جرداء حُمْرٍ سُفُوحها *
تجر على سيل النّجيع ذيولها **
ومن لُجّج الهيجا محالٌ نزوحُها*
تراقب شطآن العروبة هل ترى*
منارةَ ميناء يُواسِي لَمُوحهـا
فلا طارق تَلْقى بيارقَ جيشه *
مراكبُه ضاعتْ وطال جُنوحها *
شراع صلاح الدين زُرْقٌ خطوطُه **
ومن نجْم داوودٍ تُغَطَّى سُطوحُها
وتسبح من جالوتَ عينٌ كليلةٌ **
يخاف من الأعماق دهرا سَبوحها
فمعذرة يا غز..! ليس لنا سوى **
غوامض حرفٍ ليس يجْدي وُضوحُها*
ولكن هنا القسام.. تلك بنودها **
يلامس سقف الخافِقيْن طُموحها*
هي الشعر مشروحا بغير لُغاتنا ** صوارمه تضْني الأعادي شروحها *
تُّطل على الزيتون والنخل بالإبا ** وروحِ فداءٍ لا يُرَد جموحها *
هنا.. وهنا.. القسام في كل نبْتة * * تَضوّعَ للّيمون بالأمْنِ ريحُها
هنا.. وهنا القسام .. سِفْرُ خلودها * شهيدُ حِماها.. جُرْحُها.. وجريحُها
بها كتب التاريخ في وجْنةِ المَدَى: **
بشائرُ نُصر الحق لاحت فتوحها