العودة لكتاب شفاهي غير منشور / .أحمد باب عبد الجليل
وطني
في ليل السهر المزمن المسكون بكوابيس اليقظة القاسية
فتحت كتابك وقرأت
في صفحاتك القليلة الاول رايت حلما بعطر الاقحوان في مسارب تيرس يوم ندي ومطر
ولكنها أوراق معدودات اصفرت من طول ما غطاها الكتمان المر.
يوم الإعلان تحت الخيمة كان فكرة طوباوية ولكن تجسدت لان الشغف تسانده الدنيا كلها كما يزعم كاتب برازيلي يعاني من لوثة نفسية حد الإكتئاب ويكتب دوما أغاني للامل.
ذلك اليوم كان صفحة مستحقة وأصيلة
ومن أيام الله يوما استبدلت فيه عملة قديمة متداولة بعملة تزدري أخماسها .
صباحاتك تلك التي تلت حجب الشمس بحول حين توجهت الابصار للأعلي عل الأشعة تنفذ من بين ثنايا القمر المكابر في رحلة تحرش قصيرة وعابرة بالشمس.
تلك السنين المتتالية يوم تحررت عربات القطار المسن البطيء من سيطرة الصلبان الغريبة وحمل في سعيه الدؤوب حجارة سوداء مختلطة بحمرة دم رجال ايديهم ملوثة بالفحم ومتشققة حد الليونة المفرطة.
تلك الشذرات في المتن لم تكتمل ولا حاشية لها
يتيمة تلك الورقات المحجوزة في جفت من رصاص وبارود هو ختامها الذي هب من الشمال نهارات شتاء مغبر باارد حزين
ثم تاهت الحروف بعد رسمها بأيد لم تحمل قلما إلا بعد ان ناءت بحمل رشاش بليد.
صفحات متشابهة بلون بني كئيب تلك التي هذبتنا ثم…قتلتنا بها وتلك التي محيت فيها اميتنا ثم دمقرطتنا فعبدتنا، وتلك التي سوقت فيها لنا محاسبة الفساد فأفسدتنا ، وهذه التي عادت لتهذبنا كسابق عهد لخصوصيتنا فأفقرتنا.
لم اجد في كتابك غير متفرقات
ما أدركت عقدة روايتك ، وما اكتشفت عدم انتظام سردك .
أنت مجرد متفرقات بدون صور مفرحة لشباب يتسلقون بوابات بعيدة وفقراء يتسلقون ليالي الجوع المساكن المقيم، وطلاب يد رسونك فيذهلوا لكثرة غير الدارسين السعداء الاغنياء فيك فيزهدوا في دراستهم لأجلك ويرغبوا في جهلهم ليرتقوا في سلالم تقديرك .
كتابك وطني مكتوب في البدء بلغة غريبة عني لا أفهم رطانتها ولغتك الجميلة تغني بلحن رديء في مناسبات موسمية .
كتابك الذي لم يكتب بلسان عربي مبين لنفهمه من النهر للبحر ومن السهل للجبل لا احمرارله بالبولارية البليغة ولا الولفية الطليقة ولا السونونكية العتيقة.
فمتي يكون لنا أن نقرأفيك ونرتقي
متي تكون شاملا
ومتي تكون ميسرا
ومتي تكون كتابنا؟
في انتظار نشرك دون طيك
وفي انتظار انتظامك دون تفرق أوراقك وحبكك
سأعود لكتاب شفاهي سبقك
لاحبا فيه
ولكن حتي تقوم قيامتك.