الدعوة المتكررة لوحدة القوميين وغياب لزوم ما يلزم/ المنجي الشعري
إذا كنا نريد حقا الفلاح في توحيد التيار القومي في الأقطار العربية فيتوجب علينا الهروب من فكرة التجميع وتعويضها بالنواة المركزnoyau dur أو القوة الجاذبة ،لان تجميع المتناقضات غير ممكن في غياب الوحدة الفكرية والحركية والتنظيمية.
ويستتبع ذلك الإجابة على الأسئلة التالية.
ما هو الموقف من الوضع القطري الراهن؟
ماهو الموقف من الربيع العبري؟
ماهو مصير العمل القومي بعد التشتيت الممنهج الذي أقامه البعض ويحاولون تسويق أنفسهم على أنهم قادة المرحلة.؟
وضع التيار القومي في الوطن العربي حليف هنا وعدو هناك؟
ما هو الموقف من الدولة الإقليمية التي لا تزال تكبح جماح التقدم إلى الوحدة وينظر لها البعض على أنها الحل لمشكلات الشعب العربي في مرحلة ما بعد الربيع ؟
حلف الصهاينة من الدول القطرية ، كيف التعامل معه أصدقاء هنا وأعداء هناك.؟
ما هي الثوابت التي نبني عليها تحديدا موضوعيا إن بقيت لدى البعض فهناك متفرنس ومتأسلم ومتمركس وليبرالي.داخل المشروع. كيف الخلاص.؟
لعبة الديمقراطية والخوض في المجهول. في ظل الدولة الإقليمية وكيفية التعامل معها.
وفي نفس السياق اقترح إعادة قراءة التجارب السابقة من منظور سوسيولوجي تحليلي وليس وصفي ونقلي كما يفعل البعض. فالدراسات الكمية العددية الإحصائية لا تصلح لتقييم التجارب السياسية.
الانتباه إلى بعض الإطراف المجهرية التي تريد أن تتموقع وتبحث لها عن دور مفقود وهي المسؤولة عن التشتت بالركض وراء أشخاص ثبت فشلهم في تجميع القوميين .
المناضل الحقيقي لكي يكون قائدا يجب أن تكون لديه القدرة على الاستشراف.والتجميع .والتخطيط والبناء.دون ذلك هو حرث في الماء.
إن المحاولات اليائسة في تجميع القوميين لم تقف عند السؤال لماذا نحن نزداد تشتتا؟.في حين يقترب الآخرون من أهدافهم ، رغم الدعوة المتكررة إلى توحيد الصفوف على الأقل تقييم ما وقع في الأقطار العربية.
اعتقد أن الأزمة هيكلية و ليست متوقفة على النوايا الحسنة للأشخاص المشاريع الكبرى لها ثوابت وأسس إذا انحرفنا عنها أو حرفنا عنها لن تتحقق الوحدة المطلوبة.
فالتوحيد له آلياته التي يجب العمل على إيجادها فان لم تتوفر تلك الآليات فلا مجال للخوض فيه أصلا….ولكن ما هو المطلوب مرحليا؟
أولا.التحرر النهائي من التبعية للأشخاص مهما كانت عبقريتهم.والتخلص من الشرعية التاريخية التي حطمت البناء.لأنها لا تفتح المجال أمام الأجيال الجديدة للعمل.
ثانيا تنظيف الصفوف.وتنقيتها من كل الانتهازيين.والدخلاء على الفكر والعقيدة.
ثالثا استقلال القرار القومي ووحدته في التعامل مع الواقع.القطري والقومي وعدم لبس لباس الإقليمية هنا ونزعه هناك.
رابعا المقياس الموضوعي للفرز هو الأداء وليس الولاءات العمياء لأوهام العظمة.
خامسا الوحدة الفكرية وهي أهم عنصر يغيب عن البعض وعلى عكس ما يعتقد البعض بان الوحدة الفكرية متحققة.فان هناك قضايا فكرية لم تحسم بعد.
سادسا الوحدة الحركية وهي العمل الميداني المشترك.
سابعا بتوافر الوحدة الفكرية والحركية يمكن العمل على برامج ظرفية ومرحلية تؤسس للوحدة التنظيمية.والله الموفق إلى الطريق القويم. والسلام.