هل تشكل الجزائر إقليم قاعدة للمغرب العربي؟/ شيخنا محمد سلطان
هل تشكل الجزائر إقليم قاعدة للمغرب العربي؟ ما يشهده العالم اليوم من تحولات استراتيجية وإعادة تموقع للقوى الدولية الكبرى إضافة إلى التحديات الأمنية الناتجة عن استخدام ظاهرة تفريخ الإرهاب في شبه المنطقة واستخدامه كأداة لتفكيك الدول وإعادة احتلالها ،ضف إلى ذلك ظاهرة الهجرة الغير الشرعية و ما تسببه من إكراهات على بلدان العبور المغاربية وصل إلى حد اغراق تلك الدول بموجات من المهاجرين أصبح وجودهم يضغط على اقتصاديات تلك البلدان ويجعلها تحت تأثير مخططات أوروبية تسعى لجعلها موطنا لا معبرا للمهاجرين حماية لحدود أوروبا.
وفي ظل الشلل الذي أصاب البيت العربي وانفراط عقد الجامعة العربية وعجزها عن أن تلعب أي دور فيما يعانيه الوطن العربي من أزمات وصراعات واقتتال داخلي ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية. في وضع كهذا يصبح لزاما على بلدان المغرب العربي التفكير بشكل جدي في تشكيل اتحاد مغاربي للمحافظة على كياناته القطرية. ثلاث دول قد تشكل نواة ذاك الاتحاد هي موريتاني ،الجزائر وتونس لما تعيشه هذه البلدان الثلاث من استقرار نسبي وتماثل في شكل الأنظمة وتحرر نسبي من التبعية للقوى الكبرى بالإضافة إلى ما تزخر به هذه البلدان من إمكانيات إقتصادية هائلة إن احسن استغلالها قد تجعل منها إقليما عربيا قويا وقادرا على حماية نفسه . يتمتع هذا الإقليم بعوامل تكامل كبيرة من موارد بشرية تسخر بها تونس تحتاج إلى موارد طبيعية من طاقة متوفرة لدى الجزائر وموريتانيا إضافة إلى سهول شمامة وضفة نهر سينغال التي ستضمن السلة الغذائية للإقليم.
فالجزائر بثقلها البشري وموقعها الوسطي بين البلدان الثلاث وجيشها القوي نسبيا يمكن أن تشكل إقليم القاعدة للبلدان الثلاث . هذا الاتحاد يجب أن يكون على شكل كونفدرالي تحافظ فيه البلدان الثلاث على كامل استقلالها في جميع الميادين باستثناء السياسة الخارجية والدفاع بالاضافة إلى إلغاء جميع الحواجز المعيقة لحرية التنقل والسكن والتملك و إصدار جواز سفر موحد وإلغاء جميع الرسوم الجمركية بين بلدان الاتحاد . الاتفاق على إقامة برلمان اتحادي ينتخب بشكل مباشر من طرف الشعب يعني بالتشريعات الاتحادية ومفوضية اتحاد منتخبة من البرلمان الاتحادي . ما لم تتكتل البلدان المغاربية في إطار إتحادي فإن فرصها في البقاء محافظة على هويتها العربية وحدودها الإقليمية ستتضاءل مما ينذر بإمكانية اختفاء دولها الصغيرة وزعزعة كيان الكبرى منها. شيخنا محمد سلطان.