قرية موريتانية أهلها عميان يتحدون العمى والفتيات فيها تواجهن العنوسة
نواكشوط- “دال گمبة2” (شرقي موريتانيا)- من هدى الميزيزي
عميان لكنهم من ذوي “الكرامات كما يقول السكان القريبون منهم، فهم ينقبون عن المياه بحاسة الشم ويعرفون الاشخاص من روائحهم، ويزاولون أعمالهم اليومية في شكل طبيعي ومنها الطبيخ والشواء ومختلف أنواع الوجبات التي تعدها فتيات لا تعترفن للعمى بقوة تمنعهن من أداء العمل.. مشكلهن الوحيد هو “العنوسة” كما يقول مسؤول حكومي..
وتبلغ نسبة العميان في قرية”دال گمبة2″ الواقعة على بعد 65 كيلومترا إلى الجنوب من تمبدغة شرقي البلاد 90% ،
وقال مدير مركز التكوين والترقية الاجتماعية للاطفال ذوي الإعاقة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سيدي ولد بياده ل”مورينيوز” إنه تسكن هذه القرية عشر أسر تنحدر من أسرة مكفوفة يعتقد أنها أورثت السكان العمى.
و قال: “تتكون هذه الأسر من آباء مكفوفين وأمهات مبصرات ، وبالنسبة للأبناء فلكل أسرة شخص واحد يرى بشكل طبيعي وبقية الأفراد مابين مكفوف وضعيف النظر”.
وأفاد المسؤول بأنه أجريت” بحوث طبية من قبل باحثة في المجال، وتوصلت إلى وجود اختلال في الجينات وهذا الاختلال قابل للعلاج، إلا أن هذه الساكنة تأقلمت مع هذه الاعاقة حيث لم تكن هناك محاولة للعلاج إلا لحالتين وكانت النتيجة في وفاة اصحابها”.
ويضيف: “ساعد الهلال الأحمر التابع لدولة الامارات هذه الساكنة ببناء قرية بها مدرسة ومركز صحي وأربعين منزلا، وكذا الدولة الموريتانية قامت بدمج هذه الساكنة بوزارة العمل الاجتماعي ليكونو جزءا تابعا لميديرية التكوين والترقية الاجتماعية، وذلك للإستقادة من ماتستفيد منه ذوي الاحتياجات الخاصة حيث انشأت في القرية مدرسة للمكفوفين وغير ذلك من الاستفادات المادية والمعنوية “.
وقال المدير: “اصحاب هذه القرية خصهم الله بحواس نادرة ، حتى تمت تسمية هذه الاحاسيس من قبل الساكنة في المنطقة الشرقية المجاورة لهم ب”الكرامات” مضيفا أنهم “يستخدمون حاسة الشم للبحث عن المياه الصالحة للشرب، كما يستخدمونها في أمور أخرى كشم الاشخاص والكشف عن هوياتهم عن طريق الشم، حتى وصفو بالكلاب البوليسية نتيجة ارتفاع هذه الحاسة لديهم، يزاولون جميع أنشطتهم اليومية بشكل طبيعي، تتولى نسائهن عملية الطبخ من شواء للحم إلى تحضير باقي الوجبات،فيما يقوم رجالهم بعملية الذبح “.
وتواجه هذه المجموعة مشاكل من أبرزها “تتممثل أساسا في مشاكل إجتماعية” حيث يؤكد أنه ” لاتوجد في القرية فتاة مكفوفة متزوجة، وذلك نتيجة عزوف الرجال عن الزواج بالمكفوفات، معللين ذلك بصعوبة التعايش في أسرة مكفوفة بالكامل”، ولهذا السبب” توجد سيدات بلغن مرحلة اليأس حتى اصبح موضوع الزواج لديهن أمرا مستحيلا”.
وأوضح أنه “توجد في القرية خمس وعشرين فتاة في سن الزواج غير متزوجات”، و قال إن الحكومة الموريتانية تسعى من خلال في وزارة العمل الاجتماعي “ان تجد حلا لهذه المعضلة”.
، ومن أبرز الجهود التي قررت الوزارة القيام بها “إنشاء مشاريع مدرة للدخل للفتيات عسى ذاك ان يكون وسيلة للحد من عزوف الشباب عن الزواج بهن” حسب قوله.
وفي السياق نفسه قالت وزيرة العمل الاجتماعي صفية منت انتهاه في تدوينة لها إنها “تتعهد بأن يقوم قطاعها بالعمل على الرفع من المستوى المادي للفتيات الكفيفات من خلال تمويل حزمة من المشاريع لهن”وكذا “تنظيم دورات تدريبة تتماشى مع نوع إعاقتهن”.
وقالت منت انتهاه إن قطاعها “على استعداد لدعم أي فكرة تنبع من الأهالي لمعالجة تأخر الزواج لدى الفتيات الكفيفات”.