انطباعات مقترع / باب سيد احمد سيداتي
استيقظت حوالي الساعة الخامسة فجرا، و مباشرة أعددت نفسي للذهاب و خرجت مسرعا إلى المدرسة رقم 2، بحي رأس الإيمان( أكراع النصراني شهرة )، أخذت الطريق الرئيسي باتجاه وسط المدينة، و عندما انعطفت باتجاه دار الضيافة، وجدت الطريق مغلقا، فاوقفت السيارة و ترجلت إلى المدرسة.
وجدت رجالا قد سبقوني هناك و قد استعدوا للذهاب إلى المسجد، و بعد الصلاة في مسجد رأس الإيمان المجاور، عدنا إلى المدرسة، و حاولنا ترتيب المقترعين حسب المكتب و وقت الوصول، قبل أن يمنعنا عناصر الدرك المتوترين، الذين أصروا على منعي من البحث للمواطنين عن أرقام مكاتبهم عن طريق موقع سيني، و أخذوا في تنظيمنا في طابور طويل على الشارع العام، و لم تجد محاولاتنا لإقناعهم بالسماح لنا بالدخول و الإصطفاف أمام المكاتب، بل و لم يسمحوا حتى لأعضاء المكاتب و ممثلي المرشحين بالدخول، طالبين منهم إحضار بادجات دخول ، التي بدا أن سيني لم تزودهم بها، و بعد تزايد أعداد المواطنين و صعوبة تنظيمهم في شارع ضيق، وصلتهم الأوامر أخيرا بالسماح لنا بالدخول، و بسرعة بدأنا في تنظيم أنفسنا أمام المكاتب، كنت الرقم 2 من طابور الرجال أمام المكتب رقم 1، الذي تصادف أن رئيسه كان أحد أشهر مدوني مدينتنا و أحد أصدقائي الإفتراضيين المحببين.
و عند الساعة السابعة إلا خمس دقائق، خرج إلينا رئيس المكتب و فتح الصندوق، ليثبت خلوه من اي بطاقات، و بدأ تنظيم التصويت في الوقت المحدد و بمهنية و نظام.
عندما حان دوري دلفت إلى مكتب التصويت، و لم يستطع أعضاء المكتب العثور على بطاقة تصويتي، لكنهم و ممثلي المرشحين، وافقوا على تصويتي، بالنظر لوجود الإسم و وضوح الصورة على اللائحة، و قد حرص الرئيس مشكورا على أن أدخل اصبعي في قارورة الحبر ( الصورة ).
لاحظت أن عناصر الدرك كانوا متوترين، و يبدو أنهم لم يتعودوا على العمل في مكاتب التصويت، كما أن تخوفهم المعبر عنه، تصريحا و انعكاسا في سلوكهم، من الفوضى و الخروج على النظام، بدا غير متناسب مع هدوء المواطنين و حرصهم على الطمأنينة و انسيابية التصويت .
لاحظت كذلك و قد خرجت من مكتب التصويت عند الساعة السابعة و 34 دقيقة، أن ثلاثة ممثلين فقط لمرشحي الرئاسة قد حضروا، و لم اشأ السؤال عن هوية من يمثلون من المرشحين.
بقي أن أشير إلى أن فتاتين تحملان شعار المرصد و قد كتبت على ملابسهما كلمة مراقب بصفة بارزة، قد ولجتا إلى المكتب و خرجتا بسرعة قبيل دخولي إليه .
آمل أن تسير الإنتخابات بهدوء و أن تتم بشفافية تامة، حتى تكون نتيجتها محل اتفاق بين كل الفرقاء، و ان ينتخب الموريتانيون الأصلح و الأقدر على حل مشاكل بلدهم و خدمة امنه و تقدمه و تحقيق العدالة و التنمية و الإزدهار لمواطنيه .