غزواني ومأمورية التحرر من الاكراهات/ شيخنا محمد سلطان
استدل الستار على الانتخابات الرئاسية بفوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بنسبة مقبولة ديمقراطيا لكنها أظهرت أن أكثر من 40 % من مواطنيه غير راضين عن أدائه في الخمسية الماضية.
تشكل المأمورية الثانية دائما فرصة جيدة لتحرر الرؤساء من الكثير من الاكراهات كما تمكن المجتمع من اكتشاف كفاءة الرئيس وجديته في الإصلاح وخدمة وطنه.
أمام الرئيس في مأموريته التي بدأها من فاتح تموز وهو شهر ثورات الضباط الوطنيين تحديات جمة :
_تماسك الجبهة الداخلية والقدرة على ضبط إيقاع نفوذها تلك الجبهة المكونة من فلول نظام عزيز والدولة العميقة وبقايا هياكل نظام معاوية الذين اخرجهم غزواني من الأحداث سراعا والمؤلفة قلوبهم من زعماء المعارضة الذين اختاروا الانبطاح ونزلوا عن جيادهم فارين من معارك المعارضة و جبهة الإسناد تواصل التي أبلت بلاء حسنا في الانتخابات ، فكانت أول من اعترف بفوز الرئيس قبل إعلان النتائج الأولية من طرف اللجنة المستقلة للانتخابات !!!!!!
_التخفيف من احتقان الشارع . أتاحت مهرجانات الحملة الانتخابية على امتداد التراب الوطني فرصة كبيرة للرئيس للاطلاع على درجة الاحتقان التي وصل إليها الشارع كما أدرك الرئيس حجم فشله في مأموريته السابقة وتكشف له مستوى فساد وزرائه ومنظومته ، فالأرقام الفلكية التي اقنعوه بذكر استثمارها رأى بأم عينه أنها كانت سرابا بقيعة.
_الوفاء لرجال الأعمال الذين اجبروا على أن يقتصر دعمهم على حملته في سابقة غير مألوفة في مسارنا الديمقراطي وهو ما سيجعلهم جزءا أصيلا من المنظومة الحاكمة بدل أن كانوا داعمين فقط كما اصبحوا خصوما تقريبا لنصف المجتمع. -الملف الأمني ببعديه الداخلى حيث سيبدأ تطبيق اتفاقية الهجرة مع الأوروبيين بعد فترة جمود أملاها الظرف الانتخابي للبلد وما سيترتب على تطبيق الاتفاقية من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وأمنية. الاشكال الأمني على الحدود مع مالي والمغرب.
_تنافس القوى الدولية الكبرى على البلد بسبب موقعه الاستراتيجي فنحن اليوم نشكل خط التماس للصراع بين الشرق والغرب كذلك أطماع كل الأطراف في ثروتنا الغازية وخشية بعض المنتجين للغاز من أن نأثر على حصصهم في السوق إن لم نشكل بديلا لهم.
_القدرة على التسيير المعقلن للثروتين الغاز والنفط وأي مقاربة سيسلكها النظام : المقاربة الخليجية المتمثلة في الدولة الريعية التي تضمن رفاهية المواطن وارتهان البلد للنفوذ الغربي أم المقاربة الروسية بناء الدولة القوية وضمان مستوى من العيش المتوسط للمواطن أم المقاربة النيجرية التي لم تبن الدولة ولم تجلب الرفاهية لمواطنيها بل أفضت إلى الحرب الأهلية. محاربة الفساد التي كانت أحد أهم شعارات الرئيس في الحملة وبمن سيحارب الفساد بالمفسدين أم بالمكنسة.
-الخروج الآمن للرئيس بعد انقضاء مأموريته الثانية وليس أكثر أمانا له من الانحياز نحو مصالح الشعب وتطبيق القانون ساعتها لن يخشى من تصرف من سيخلفه معه. تلك تحديات من بين أخرى أردت إثارتها ونحن نعيش اليوم الأول من آخر مأمورية للرئيس غزواني. جعلها الله مأمورية خير واستقرار ونماء على هذا الشعب المطحون والذي اصبحت طاقة صبره تحت الصفر. شيخنا محمد سلطان.