على اللازوردي/ سيدي محمد XY
من تلك الشرفة المطلة على الشاطئ اللازوردي رأيت المكان يوغل في المساء، كنت أقرأ قصة “paula” للكاتبة “isabel allende” توقفت وأنا أقرأ قولها :
” إن الأوغاد يشكلون ألذ جزء في الحكايات ” وتذكرت بعض مقالاتي واكتشفت أن من ألذ تلك المقالات فعلا هو ذاك الذي تضمن نتفا من سير بعض أعلام الأوغاد في المنتبذ.
أحسست بوجع إنساني لاحدود له وأنا اتابع مع الليندي فصول معاناة ابنتها باولا، فوضعت الكتاب على الطاولة وأرسلت ناظري عبر النافذة نحو الأفق البعيد الذي لاحدود له.
بحر لجي يفصل بيني وبين المنتبذ القصي أرجعت البصر خاسئا وهو حسير لمصير ذلك المنتبذ، الذي أحرق أبناءه اليأس فطوحوا في البلاد تتعاطاهم المنافي.
يقال إن الحكومات الجيدة إذا لم تخلق الوظائف فإنها تخلق الأمل، وبلدنا يخلق البطالة واليأس.
أرجعت الكتاب للمكتبة ووقع بصري على كتاب آخر من أفضل الكتب مبيعا وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، إنه كتاب:
” أحلام من أبي – dreams from my father “
قصة عرق وأرث – a story of race and inheritance
المؤلف باراك أباما – barack obama
أبحرت مع أوباما في ميلودراما شيقة.
تحدث عن العنصرية ذلك الداء القديم الذي كان السود ضحايا له في أمريكا.
تذكرت المنتبذ حين تحدث أوباما عن أناس من السود لا يقلون في تعصبهم عن عتاة العنصريين من البيض وخُيل إليّ مرة أنه يتحدث عن “بعض رموز إيرا”.
فلئن كان بعض البيض عنصريا فإن بعض السود قدم فكرة سيئة عن السود.
من الصور النمطية التي كانت سائدة عن السود أنهم يتعاطون المخدرات ويحترفون النشل، يقول أباما:
” نصبح ممتنين للغاية ونحن نفقد أنفسنا في الزحام، في سوق أمريكا السعيد عديم الهوية ولا نستشيط غضبا أبدا مثلما يحدث لنا عندما تتجاهلنا سيارة الأجرة حين تمر من أمامنا، أوعندما تُحكم السيدة في المصعد قبضتها على حقيبتها، ليس هذا لأننا منزعجون من حقيقة أنه على الملونين الأقل حظا أن يتحملوا مثل هذه الإهانات كل يوم من أيام حياتهم، مع أن هذا مانقوله لأنفسنا، ولكن لأننا نرتدي حلة تحمل العلامة التجارية بروكس براذرز، ونتحدث بلغة إنجليزية صحيحة، ومع ذلك يخطئ البعض ويعاملوننا على أننا زنوج عاديون ..
كنت أعلم أنني أقسو على المسكينة جويس الحقيقة أنني كنت أفهمها هي والسود الآخرين الذين كانوا يشعرون بما تشعر به، فكنت أرى في أسلوبهم وحديثهم وقلوبهم الحائرة أجزاء من نفسي وهذا بالتحديد ماكان يخيفني فحيرتهم جعلتني أشك في معتقداتي العنصرية من جديد .. “
وضعت الكتاب وفتحت شرفة على الروح، نازعتني الأشواق للمنتبذ وتلك حالة إذا اشتد وطؤها عند ناشئة الليل فإنني أجاذب شركها إذا علق الجناح بحكاية لبتيت والتجول في زوايا معانيه، وهنا وجدت نفسي مع الشيخ ولد مكين في نجع من أخواله في “افريگ السودان” ونازلا معه في نجع ” چَگْـمَ چُوفَ” وهو نجع يعيش سكانه على السطو.
تذكرت تلك السيدة التي وصفها أوباما في المصعد وهي تحكم قبضتها على حقيبة يدها، وليس الذنب هنا ذنبها ولا ذنب أولئك السود، لكن درج بعض السود على نشل الحقائب في الأماكن العامة فانسحب الحكم على الجميع، ودرج بعض سكان افريگ السودان على التلحمس على الماشية.
وقد وصف أوباما السيدة وبرّر مخاوفها، ووصف الشيخ ولد مكي الحالة العامة في “افريگ السودان” ونجع “چَگْـمَ چُوفَ”:
افْريگ السودان المتگاد :: فالتّيْلِيدْ أحْرارْ ءُ عَبّادْ
نازلْ فالشرگي من لبْلادْ :: واخبارو فيها معروفَ
مرّتْ فيهْ إنَّ يالجواد :: (اثْنيّ) ماهِ موصُوفَ
فالشّمّيشْ ءُ مَرْ إنّ زادْ :: (اجدع) متعدلْ و(اخروفَ)
ءُ مرتْ عاگب ذَاك افمِيرادْ :: أسراحُ (سِدْسَ) ملگوفَ
واسكتنَ منْ جِيهتْ لمْگادْ :: واتْعامَيْنَ، خوفْ الشّوْفَ
واكْتِنْ وَلَّ لخريفْ ءُ عادْ :: امنْ الخيرْ اتْروحْ اظروفَ
شَكّيْنَ عن خلْگ التسياحْ :: واتْنازلْنَ چَگْـمَ چُوفَ
عادتْ تُوغدْ گاع افْلمراحْ :: هاذَ ماهُ لاهِ يَوْفَ !!
كامل الود