الازواديون يعلنون “انتصارا كبيرا” على الجيش وأسر عناصر من فاغنر الروسية
فرانس24/ أ ف ب
بعدما فقدت السيطرة على مناطق عدة شمال مالي في نهاية 2023، قالت مجموعة من الانفصاليين إنها حققت “انتصارا كبيرا” على جيش البلاد وعناصر مجموعة فاغنر الروسية. وجعل المجلس العسكري، الذي يتولى السلطة في مالي منذ 2020، استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته. ويستعين المجلس بعناصر مجموعة فاغنر التي تلاحقها اتهامات دولية بانتهاكات حقوقية، وبأنها يد خفية لروسيا.
عد ثلاثة أيام من “قتال عنيف” في بلدة تينزاواتن القريبة من الحدود الشمالية المالية مع الجزائر، أعلن الانفصاليون الماليون الأحد تحقيق “انتصار كبير” على جيش البلاد المدعوم من قبل مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية.
وبعدما استعاد السيطرة على أنحاء عدة شمالي البلاد، أعلن الجيش المالي مطلع الأسبوع الماضي أنه سيطر على منطقة إن-أفراك الاستراتيجية الواقعة على بعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال في إقليم أزواد، الذي يطالب المتمردون الطوارق باستقلاله عن باماكو.
ويذكر أن المجلس العسكري الذي يتولى السلطة في مالي منذ 2020 جعل من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.
وقال المتحدث باسم تحالف جماعات انفصالية، يهيمن عليها الطوارق، محمد المولود رمضان في بيان “دمرت قواتنا بشكل نهائي قوات العدو السبت، وتم الاستيلاء على عربات وأسلحة مهمة أو إتلافها. وأسر عدد قليل من الناجين من صفوف فاماس وميليشيا فاغنر (الروسية)”.
والخميس، اندلعت معارك غير مسبوقة منذ أشهر في بلدة تينزاواتن بين الجيش وحلفائه من مرتزقة فاغنر من جهة، وتنسيقية حركات أزواد من جهة أخرى، وهي تحالف جماعات انفصالية يهيمن عليها الطوارق.
وفي صفوف القوات المسلحة لتنسيقية الحركات الأزوادية، قتل سبعة جنود وأصيب اثنا عشر بجروح، بحسب البيان.
وأضاف البيان أن تحالف الجماعات الانفصالية “يشيد بهذا النصر الذي حققه رجاله، مدعوما بصور ومقاطع فيديو خلال كل هذه المعارك”.
وتابع “لا يمكن لأي مجموعة أو أي دعاية أخرى معادية لالتزامنا أن تسرق انتصارنا الكبير”.
صمت رسمي
ولم يعلن الجيش المالي وحلفاؤه الروس عن حصيلة، في حين أرسل المتحدث باسم الانفصاليين مقاطع فيديو إلى وكالة الأنباء الفرنسية تظهر جثثا عديدة تعود لأفراد في هذا المعسكر. ويظهر في بعض مقاطع الفيديو جنود بيض بين الأسرى.
وبالإضافة إلى الانفصاليين، أكد مسؤول محلي منتخب وموظف سابق في بعثة الأمم المتحدة في منطقة كيدال شمال مالي لوكالة الأنباء الفرنسية أن “الجيش المالي انسحب”، وأن 15 من مقاتلي فاغنر على الأقل قتلوا أو أسروا، لافتا إلى أنها حصيلة مؤقتة.
وأكد موسى آغ إنزوما أحد قادة الحركة الانفصالية أن “عشرات من أفراد فاغنر وفاما قتلوا وأسروا”.
وأكد الجيش المالي في بيان “ليلة 26 إلى 27 تموز/يوليو 2024، بدأت وحدات فاما التي تقوم بدوريات في قطاع تينزاواتن منذ ثلاثة أيام، تراجعها”.
وأضاف أن المنطقة “تخضع للمراقبة وتتم متابعة الوضع عن كثب”، لافتا إلى أنه “تم التعامل بنجاح مع خمسة أهداف إرهابية بواسطة طائرات فاماس”.
ونادرا ما يعلن الجيش المالي خسائره. وأدى الضغط الذي تمارسه الجماعات المسلحة والجيش الحاكم إلى إسكات معظم مصادر المعلومات المستقلة في مناطق العمليات.
وفقدت الجماعات الانفصالية المسلحة السيطرة على عدة مناطق في الشمال منذ عام 2023، بعد هجوم شنه الجيش المالي أدى إلى الاستيلاء على كيدال، معقل الانفصاليين.
وأدى الهجوم في شمال البلاد إلى مزاعم عديدة لحصول انتهاكات ارتكبتها القوات المالية وحلفاؤها الروس ضد المدنيين منذ عام 2022، وهو ما تنفيه السلطات المالية.
وفقدت الجماعات الانفصالية المسلحة السيطرة على مناطق عدة شمالي مالي في نهاية 2023، بعد هجوم شنه الجيش وبلغ ذروته بسيطرة قوات باماكو على مدينة كيدال، معقل الانفصاليين، والتي توجد في إقليم أزواد الذي يطالب المتمردون الطوارق باستقلاله عن باماكو.
وأدى ذلك الهجوم إلى ظهور مزاعم عديدة عن انتهاكات ارتكبتها القوات المالية وحلفاؤها الروس ضد السكان المدنيين منذ 2022، وهو ما تنفيه السلطات المالية.
وتعاني مالي منذ 2012 من أعمال عنف ترتكبها جماعات مرتبطة بتنظيمي القاعدة و”الدولة الإسلامية” وعصابات إجرامية.