الرَّجُل القُرْآن/ أدي آدب
يا أحْمَدَ الأنْبِـــــــيَا.. يا رَبَّ كُلِّ يَدِ
بيْضاءَ.. في “بيْعَةِ الرِّضْوَانِ”..خُذْ بِيَدِي
يا سِرَّ مُعْتَقِدِي.. والنور في خَلَدِي
والرُّوح في جَسَدِي.. والحُبّ في كَبـــِدِي
شِعْرِي جَسُورٌ.. إذَا مَا اعْتَامَ قافيةً
فإنْ تَعَبَّدَ شِعْـــرِي- فِـــــــــــــيكَ- يَرْتَعَدِ
أقولُ: يـا… فيفيضُ الحُبُّ.. أغْنِيَةً
قبْلَ المُنَـــــادَى، إذا مـــا كنْتَ مُقْتَصَدِي
مِنْ أيْنَ أكْتُبُ حُـبِّي؟ كيْفَ يَكْتُبُنِي؟
فأنتْ مُعْجِزَةً.. فُصْحَـــــــى.. مَدَى الأبَدِ
يا سَيِّدَ الكَلِمَاتِ.. الطَّيِّبَاتِ.. أفِضْ
منْ سِرِّكَ القُدُسِي.. في الرُّوحِ.. يا مَددي
لأجْتَنِي بِدَعَ الأشْعَارِ.. فيكَ.. حُلًى
منْ سِدْرَةِ المُنْتَهَى.. في الفضْلِ، والرَّشَدِ
أقولُ: أحْمَدُ.. يْهْمِي-في فَمِي-عَسَلٌ
من أحْرُفِ النُّورِ، يزْهُــو- نَشْوَةً- خَلَدِي
يَخْضَرُّ صمْتُ القَوَافِي، مِلْءَ أخْيَلَتِي
يَزْهَـرُّ مَدْحُـكَ.. فـوْقَ الكيْفِ، والعَـدَدِ
تِيهِي- بـ “سُورَةَ طه”-“سُورَةَ الشُّعَرَا”
وكوْثِرِي كُلَّ “بَحْرٍ”.. فــاضَ بالزَّبَدِ
خُلاصَةَ الرُّسْلِ، يا سِرَّ النُّبُوءَةِ، يا
أنْشُودَة الدَّهْرِ، في أمْسٍ.. مَضَى.. وَغَدِ
إشْرَاقَةَ الأمَلِ المَوْعُودِ.. من أزَلٍ
فِي الخَتْمِ.. فـــاتِحَةَ المُسْتَقَبَلِ الأبَــــــدِي
أحُبُّ وجْهًا.. تَجَلَّى-لِلوَرَى- قَمَرًا
سَعْدَ السُّعُـــودِ.. بَــــــدَا.. مَعْ غُرَّةِ الوَلَدِ
ما زالَ يَكْبُرُ ذاكَ النُّورُ.. مُكْتَمِلا
يَمْتَدُّ.. للعُدْوَةِ القُصْــــــــوَى.. مِنَ الأمَدِ
ما شَعَّ فِي بَلَدٍ..إلا ازْدَهَى.. وَغَدَا
بالخيْرِ.. من بَلَدٍ.. يَسْـــرِي.. إلـــــى بَلَدِ
يا أيُّها الرَّجُلُ المَوْلـــودُ مُعْجِزَةً
بِسِرِّ صَرْخَتِكَ.. الأولَــى.. الضلالُ هُدِي
تكثَّفَتْ في صَــــــداها أيّما لُغَةٍ
حتى ازْدَهى الوحْيُ.. في مَزْمُورها الغَرِدِ
بكَ استعادَ السما والأرضُ وصْلَهُما
فأيْنَعَ البــشْرُ.. بعْدَ البُــؤْسِ.. والنَّـــكَدِ
نَشَأْتَ طفْلًا.. يَلُـــــوثُ الغيْمَ عِمَّتَه
فيغْتَدِي رَمَضُ الصحْــــــــراءِ كالبَــرَدِ
تمْشِي، فيَخْضَرُّ وجْهُ الأرْضِ،مُبْتَهِجًا
لمْ يَمْشِ-مِثْلُكَ-فوْقَ الأرْضِ منْ أحَدِ
يا أيُّهَا الرَّجُلُ القُــــــرْآنُ.. يا سِيَرًا
مُثْلَـــى.. ويــا سُــــــوَرًا.. قُدْسِيَّةَ السَّنَدِ
يا بَسْمَةً للْحَــزَانَى.. رَحْمَةً نزلتْ
للأرْضِ.. يــــا نهْضَةَ الأرْوَاحِ.. بالجَسَدِ
يا ثَوْرَةَ النُّور.. بالمُسْتَضْعَفِينَ سَمَتْ
مَدَّتْ صَـدَى “أحَدٍ”.. للواحِدِ.. الصَّمَدِ
فاسَّــــاقطتْ كلُّ أوْثــــانِ الدُّنا.. بَدَدًا
واسَّاجَدَ العَدَدُ.. المَعْبُــــــــودُ.. للأحَدِ
ويَا يتيما.. غَــدَا- للعــــــــــلَمِينَ- أبًا
الناسُ- بعْدَكَ- أيْتــــــــــامٌ.. بــلا سَنَدِ
فصَرْصَرُ الريح- في الأكواخ- نادِبَة
مَشْرُوعكَ المُصْطَفَى.. وَلَّى.. ولمْ يَعُدِ
الهـاربـونَ.. منَ الأوْطــــان ما فَتِئُوا
“أيْــدِي سَــــبَا”.. بَدَدًا.. وا لَعْنَةَ البَدَدِ
خــرائطُ الوَجَعِ.. الحمْــراءُ من دَمِنَا
رمْزٌ.. لأُمَّتِكَ.. الموْفُــــــــــورَة العَدَدِ
فانفثْ على الأرضِ روحَ الله ثانيةً
الأرضُ- بَعْدكَ – ثكْـلى، ترْتَجِـيكَ: عُدِ!
صَلَّتْ عليْكَ القوافي.. الكوْنُ.. قاطِبَةً
يَفْدِيكَ، يا مَنْ بكَ الكوْنُ الكبيرُ فُدِي