مقالان/ محمدمحمود ولد بكار
قرأت مقالين عن موريتانيا هذا الأسبوع، واحد في جريدة لوموند الاسبوعية الرصينة جدا، وآخر في مجلة الانتلجانسيا الأفريقية الوثيرة.
الأول يتحدث عن عملية فشل أمني مرتبط بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة، ويتحدث عن رشوة مثبتة عن فريق من سبعة أشخاص برتب عالية في الشرطة. ويعتبر الدولة مقصرة في التعاطي مع ذلك الفشل أو تلك الرشوة الكبيرة. وهو الفشل الذي كان يجب أن تتحمل الدولة مسؤوليته وتصححه بإجراء قوي مؤثر، يوحي بالثقة في الشراكة: أي إجراء أقوى من الإجراء الذي تم اتخاذه . والثاني هو تقييم لرئاسة غزواني للاتحاد الأفريقي، يكشف عن ضعف الديبلوماسية الموريتانية وأركانها وعدم استعانة الدولة بخبراء دوليين في المجال، ومن المنظمة نفسها. وقد حصلت على معلومات من أن ثلاث شخصيات موريتانية ذات تجربة وخبرة كبيرتين في المنظمة عرضوا مساعدة وخدمات مجانيّة للبلد من أجل المساهمة في رفع حصيلته بشكل أفضل والتي لا تراها المجلة كبيرة. يبدو أن الكثيرين من المستويات العالية والمتنوعة إصيبوا بنفس الخيبة من التعاطي معهم بشأن البلد .
المقالان يثيران فشلا على نحو معين، أمني وديبلوماسي. أي القطاعان المنوطان بالرئيس حسب التقليد الدولي واللذان أوكلهما لأشخاص موثوقين بالنسبة له من فريقه الذي لا يحول ولا يزول .ورغم أن المقالين صدرا عن مؤسسات إعلامية مهنية جدا وواسعة الانتشار وسط النخبة، ولها وزنها وقراؤها من الكبار في العالم، وتساهم في خلق الصورة عن أي بلد، لكنهما ليسا مقالين صحفيين فقط، بل يطرحان استفهامات عديدة تتعلق بالحكامة والدبلوماسية والأمن، وبالتالي يظل مهما أن نعرف تقييم بلدنا أو موقفه من هذه القضايا، وكيف يجد نفسه في ضوء هذه الانتقادات اللاذعة خاصة صورته في تلك الأوساط .