إتفاق وقف النار آخر فرصة للبنان/ عرفان نظام الدين
مرّ اليوم الاول لإتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بسلام وحذر مع بعض الإشكالات مع تدفق آلاف النازحين لتفقد منازلهم وممتلكاتهم بسبب الخلاف على المناطق المسموح بالدخول اليها مثل كفركلا وغيرها.
حدث تاريخي نفرح به رغم الآلام التي تسبب بها العدوان الاسرائيلي وحجم الدمار الهائل والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات وامتزجت الدموع بين الحزن والاسى والأمل بنهاية هذا الكابوس الاجرامي الذي لم نعرف له مثيلاً.
تراوحت ردود الفعل في الداخل والخارج حول هذه المفاجأة بين مصدق ومكذب وبين مقتنع ومشكك بعد نضوب نفحات الأمل بوقف القتال ورحيل المعتدين لكن الخوف من مرور مهلة الستين يوماً دون التوصل إلى حسم الأمور الخلافية وتثبيت الاتفاق النهائي ٠ ولابد من توعية شباب حزب الله والرأي العام بأن الاتفاق هو لمصلحة لبنان وهذا ما وافقت عليه قيادته وتخلت عن وحدة المسارات وأعطت الضوء الأخضر لإنهاء المحنة لأن البديل كارثي.
وكان من الطبيعي وجود قلق على مستوى الدولة والمنطقة لأن الفشل يعني الرجوع إلى دوامة النسف والقصف والقتل والإجرام والنهاية المفجعة. ولهذا السبب طُرحت اسئلة كثيرة تتناول جوهر الإتفاق والوضوح في البنود المتناقضة والتي يدخل في تفاصيلها شياطين الأنس والجن وأعرُضُ هنا بعض الاسئلة:
*ماهو الثمن الذي قبضه بنيامين نتانياهو ودفعه للموافقة واقناع كابينته المتطرفة بالموافقة بعد الضجة التي أثاروها ا هل هي صفقة السلاح الحديث الذي كان محظوراً بيعه؟ أم هو وعد خبيث بالسكوت عن ضم قطاع غزة او نصف القطاع الذي أُفرغَ من سكانه؟ أم العمل على جمع مليارات الدولارات من دول الخليج العربي للتعويض عن خسائر اسرائيل ولبنان؟ وهناك اسئلة غيرها طُرحت منها وصول الوضع الاقتصادي الاسرائيلي إلى حافة الانهيار مع خسائر بمئات الملايين من الدولارات اضافة إلى انهيار الوضع الاجتماعي ورحيل الالاف من الشباب؟ وهل ان وراء الرضوخ حجم الخسائر بين الضباط والجنود والمستوطنين في غلاف غزة وجنوب لبنان بعد ان إشتدت المعارك إلى مستوى المسافة صفر بين المعتدين والمقاومين؟
• مامصير قيادة حزب الله بعد استشهاد المئات؟ وماذا سيحدث للأعضاء وماذا سيحدث إذا قاموا بعمليات او ضُبط معهم سلاح ، من سيعتقلهم وأين ستتم محاكمتهم؟ وماذا عن تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية اللبنانية وما هو الموقف من سورية وهل سيشملها الاتفاق؟
أما ايران فموقفها يحتاج إلى مقالات خاصة لأن موقفها ملتبس بين معارض وموافق؟وهل صحيح انها رضخت ووافقت على وقف اطلاق النار بعد ان حاولت المستحيل لحمل اللبنانيين على الرفض؟ لكن هذا لا يمنع استعداده تخريب الاتفاق وإعادة لبنان إلى حالة التبعية والسيطرة على مقاليده وقراراته٠
أسئلة كثيرة ومعقدة الا أن اخطر ما في الاتفاق منح الاسرائيليين ضمانة أميركية للتنسيق وتبادل المعلومات والعمل
على مقاومة نشاطات ايران المزعزعة في لبنان، مع الاعتراف الاميركي بحق إسرائيل في الرد على التهديدات الإيرانية والقيام بتحليق طائرات الاستطلاع شرط أن لا تكون مرئية بالعين المجردة ولا تكسر جدار الصوت ؟
وهناك اسئلة اخرى كثيرة تُسهم في توضيح المواقف لهذا علينا ان نتفاءل ونردد إنما الأعمال بالنيات ، والنوايا الاسرائيلية غير صافية وغير سليمة ؟
