آراءموضوعات رئيسية
قيامة أخرى تُعيد رسم المنطقة.. نعم الاسد ديكتاتور.. لكنه ديكتاتورنا المفضل/ د. لينا الطبال
انها التكنولوجيا التي غيرت وجه هذه الحرب فهي التي تعيد رسم الجغرافيا السياسية وهي التي تحدد مستقبل الصراعات. في سوريا، تتسارع الأحداث على الأرض، المدن تسقط الواحدة تلو الأخرى حتى دمشق … لقد سقطت كافة مدن سوريا بينما ما زلت انتظر رد من صديقي على رسالة واتس آب منذ يوم الجمعة الفائت.
منذ العام 2000 وتحرير الجنوب اللبناني سجلت المقاومة انتصاراتها على إسرائيل برغم الدمار الهائل الذي لحق بلبنان. ذلك الانتصار لم يكن ثمرة تفوق عسكري تقليدي، بل جاء بفضل استراتيجية الحرب غير المتوازية التي تنتهجها كل المقاومات حول العالم، وتوظف الموارد المتاحة بطرق غير تقليدية وتفرض واقع جديد على الأرض.
غزة اليوم تسير على نهج مماثل، ولكن مع تطور وابتكار في الوسائل والأدوات. حماس، التي اعتادت على أساليب المقاومة التقليدية، قدمت في السابع من أكتوبر نموذجا جديدا في العمل المقاوم. اتى “7 أكتوبر” كشاهد على هذه التكنولوجية الحديثة. استغلت حركة حماس عنصر المفاجأة بذكاء وحققت نتائج أولية صدمت إسرائيل وبقية دول العالم.
النجاح الخاطف الذي حققته في “طوفان الأقصى” لم يكن ليتحقق لولا عامل التكنولوجيا والأمن السيبراني، هذا البعد الجديد في المقاومة أضاف عمقا إلى المواجهة، حيث أصبحت التقنيات الحديثة جزءا لا يتجزأ من معادلة الصراع حتى الآن على الأقل.
المقاومة في لبنان تكيفت مع هذه الابتكارات الجديدة في مواجهة العدو، لكن هل ظنت انها قادرة على قلب المعادلات؟ لقد كان أسلوب المقاومة اقرب الى الحرب غير المتوازية في تضخيم الدعاية الإعلامية وإعلان العبور الى الجليل في اللحظات الأولى من المواجهة …
لكنها ايضا تمكنت من تهديد أمن إسرائيل بوضوح، لقد اخترقت مسيرات “الهدهد” المجال الجوي الإسرائيلي، ووصلت المقاومة إلى غرفة نوم نتنياهو. “اليس هذا دليلا على أن المقاومة في لبنان تمتلك تكنولوجيا متقدمة تُستخدم بذكاء لاختراق الأنظمة الأكثر تطورا؟”
-بكل تأكيد، لكن الابتكار التكنولوجي بقي محدودا.
ولكن، أليس من البديهي أن تدرك المقاومة أن إسرائيل، باعتبارها واحدة من أكثر الدول تقدما في مجال التكنولوجيا، تمتلك بدورها وسائل تقنية متقدمة وربما أكثر تطورا؟
دعني اكرر نفس السؤال بطريقة أخرى: لماذا تجاهلت المقاومة في لبنان تفوق إسرائيل التكنولوجي؟
ما جرى انه قد تم الاستخفاف بقدرات العدو، رغم أن مواجهة خصم مثل إسرائيل يتطلب ما هو أكثر من الجرأة والمهارة، فكل خطوة في هذا الصراع تكون محسوبة بعناية فائقة.
اطاحت إسرائيل بـ 3500 مقاتل وقامت بتصفية الصفوف الأولى للمقاومة، بما في ذلك الأمين العام الرمز، وذلك في أقل من أسبوع. واليوم، سقطت سوريا، وبنفس الوتيرة… لا لا اريد ان اعتقد بتسلم وتسليم للبلد. اما المفاوضات والتفاوض فهي كانت لالهائنا. التكنولوجيا المتقدمة هي من حسمت الميدان… بالطبع كان هناك ضعف وفساد وعمالة ونقصا هائلا بقوات الجيش… لكن صدقني ان التكنولوجيا هي التي حسمت الامر. – فكيف لك ان تواجه شيئا لا تملكه أصلا؟؟؟
رَوَج الجيش لسردية بانه حشد قواته في الجنوب تحسبا لأي مواجهة محتملة مع إسرائيل، وهذا احتمال وارد. هل توافقني الراي؟؟ وأنه بحاجة إلى المزيد من الوقت لإعادة تموضعه بشكل كامل.
- لكن لا وقت لديك للتموضع والواقع على الأرض يكشف أن المنطقة اليوم أمام جيوش وقوات نخبة مدربة تمتلك معلومات مسبقة عن كل الثغرات وتراقب أي تحرك للجيش السوري.