من أين يبدأ الحراك لتصحيح الأمور والمواقف في سوريا؟..

بسام ابو شريف

عند الثالثة صباحا صباح السبت 21/12 تحركت قافلة امريكية باتجاه آبار النفط والمعسكرات الامريكية المحيطة بها كي تنهب ما تنهبه عادة كل يوم وكل ليلة اثناء عهد بشار الاسد تتابعه الآن اثناء عهد القائد الجديد للفوضى الجديدة في سوريا ابو احمد الجولاني ،

لماذا تحركت في الثالثة صباحا فجر السبت لانه في هذه الساعة تزامن ابلاغ المحطات التي يجب ابلاغها بان الجولاني تعهد بعدم التعرض او ضرب اي اهداف امريكية في سوريا وهذا يعني ان القائد الجولاني اعطى الولايات المتحدة ضوءا اخضر لنهب سوريا غازا ونفطا وقمحا وهذه كلها من حوض الفرات شمال شرق سوريا نحن نعلم ان هذا الثمن دفع سلفا لازالة اسم الجولاني وزمرته ومجموعنه من لائحة الارهاب الامريكية وبذلك تعطيه الضوء الاخضر ليتحرك بسهولة ويتصرف كقائد لسوريا ويحضر للانتخابات مثله مثل اي مواطن عادي ورغم ان بايدن حذر من اعادة تنظيم داعش في سوريا لم يذكر بايدن ماذا فعلت داعش في سوريا وماذا ستفعل في سوريا على كل حال جاء القرار الاميركي المستند لقرار الجولاني في اللحظات التي سرب فيها من انقرة الخبر بان اردوغان رئيس تركيا سوف يزور دمشق خلال الاسبوع القادم وكان قد انهى كما ذكرنا في المقال السابق مباحثات عسيرة وطويلة مع الاوروبيين ممثلين بوزير خارجية المانيا الذي زار انقرة تباعا بعد زيارة رئيسة الاتحاد الاوروبي الالمانية للرئيس اردوغان وتباحثت معه حول مستقبل سوريا ،

الاحتلالات الاسرائيلية اجبرت من لا يشعر بان يشعر بان الجنود الاسرائيليين اصبحوا على عتبة باب بيته احتلال ما تبقى من الجولان والتمدد بعد خط وقف اطلاق النار الذي اقر في العام 1974 ان عبور القوات الاسرائيلية لتلك الخطوط يعتبر تقدما نحو العاصمة دمشق واذا كان التقدم نحو العاصمة دمشق فماذا تبقى للشعب السوري بان يشعر بان اسرائيل غزت سوريا وان التبدل الذي صار والذي حصل ليس متعلقا ببشار الاسد او بمنافسه الجولاني بل الموضوع هنا هو سوريا ارض سوريا ثروات سوريا عاصمة سوريا الشعب السوري الموقف السوري مركز سوريا الثقلي والاساسي في محور يحمي بلدان العرب من مخططات الصهاينة التي ما في شك انها وصلت بالجميع خلال زيارات بنيامين نتنياهو للجولان ولجبل الشيخ وللاراضي السورية المحتلة حديثا اي بعد المنطقة العازلة باتجاه العاصمة دمشق لا بد ان الامر وصل الى كل سوري ،

والآن نرى احواض المياه كيف سيطر عليها من حوض اليرموك الى الاحواض التي تخضع لجبل الشيخ الى حوض الفرات الى احواض التفصيلية وكانت اسرائيل قد قصفت السدود التي تخزن ماء للاراضي السورية التي تجف عادة عندما تقصر نبض الضخ فيها الحكومة التركية ،

مرة اخرى نقول للذين فهموا ام للذين لم يفهموا ليس الموضوع هنا موضوع بشار الاسد والصور المفبركة او غير مفبركة للسجون وليس هنا محاسبة الجولاني على من ذبح بالسكين عندما كان يترأس القاعدة ثم عندما كان يترأس داعش ثم بعدما ترك داعش واين سجون الفصائل المسلحة التي يبلغ عددها اكثر من عشرين فصيلا وماذا تفعل هذه الفصائل الآن في ظل حملة الاعدامات والاغتيالات التي تشنها اسرائيل وعلمائها على كل عالم سوري في اي مجال من المجالات العلمية على كل سوري ذي قيمة علمية هامة لسوريا وليس لبشار الاسد للشعب السوري وليس لعائلة الاسد وكذلك الامر للشعب السوري وليس لعائلة الجولاني او الشرع كما يريد عائلة الشرع تمتد من شمال الاردن الى شمال شرق سوريا الى لبنان الى الجزيرة فهي عائلة كبيرة جدا ونستطيع اختيار اي اسم منها لنتسمى به المهم هنا ليس الشرع المهم سوريا وعندما نحاكم الامور سواء اثناء وجود بشار الاسد او اثناء وجود الجولاني فاننا نحاكم من منطلق موقف الشعب السوري الذي يريد الحرية والديمقراطية وحماية البلد وسيادتها ويريد ايضا تحرير الجولان وتحرير حوض اليرموك ومساندة الشعب الفلسطيني لتحرير ارضه أليس هذا هو الموضوع ام ان الموضوع هو من هو اكمل جسدا او عقلا بشار الاسد ام الجولاني نريد ان نفترض نحن ان الشعب السوري سيحتاج لوقت طويل ليعد دستورا جديدا وينتخب رئيسا جديدا هل نترك الارض السورية تنهب من قبل الولايات المتحدة كما جرى الآن عندما اعطى الجولاني الضوء الاخضر للقوافل الامريكية لنقل النفط والغاز دون ان يتعرض لها احد هل نقبل بهذا بشار الاسد لم يكن ليقبل بهذا ولم يكن قادرا على فعل شيء كثير ضده ولكن في ظل النظام الجديد هنالك موافقة علنية ابلغت للامريكان ونتيجة لذلك انطلقت في الثالثة صباحا قافلة امريكية لنهب مزيد من الغاز والنفط السوريين ،

لننادي جميعا عربا كنا وسنبقى وسنظل عربا ولن نسمح لعروبتنا بان تذل او ان تقهر او ان تستغل …

نحن امة عربية واحدة مهما تغيرت الانظمة جوهر الشعب واحد جوهر الامة واحد ولذلك لن يرحب الشعب السوري باردوغان الذي سيزورها الاسبوع هذا بل سيقول رأيه بوضوح ان الجيش التركي يحتل ارضا سورية تماما كما احتل الاسكندرون قبل عشرات السنين ،

نستطيع القول هنا جازمين بان الامر في سوريا لن يستقر على هذه الحال وسنرى صراعات دموية بين فصائل تنضوي تحت لواء الجولاني وعلم الجولاني سنرى دماء تسيل وسنرى خلافات مع تركيا وسنرى ان الاكراد جائوا ليقدموا للجولاني على طبق من فضة رؤوسهم مقابل ان يوافق على حصة لهم كاكراد من النفط والغاز الربح من سيربح هذه المجموعة العميلة للامريكان والاسرائيليين والتي ارادت ان تقسم سوريا وما زالت لكنها الآن تخضع للجولاني وتقترح عليه تقاسم الثروة سؤال مهم والامريكان قفزوا عن الاكراد ولم يقفزوا عن النفط والغاز بدليل ان المباحثات بينهم وبين الجولاني اوصلت الى اتفاق اتاح للامريكان ارسال قافلة جديدة لنهب مزيد من النفط والغاز بينما الاكراد لا علاقة لهم بهذا الاتفاق لا بل قال ترمب بكل وضوح ان مفتاح سوريا بيد انقرة وليس بيد الاكراد .

كاتب فلسطيني