canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

قراءة في قصة الشيخ بكاي القصيرة جدا ” رسوم”/ النجاح محمذن فال

القصة:

” .. وهل بقي سوى رسوم…؟”..

قال صدى جسد جميل…

أطل وجه محمود من وراء وجنة القمر ، ورنم مبروك حداء كان الحلم…

سافرت أطلال أجساد في الزمن الذبيح …

قال صدى لآخر: ” أسمع نوح طائر صدٍ…”

رد الثاني: ” سيشرب عواء الريح في عين هابيل”…

عانق اليأس الحنين وطفقا يجْرعان الحميم …

القراءة:

الرسوم من لوازم الأدب العربي حيث تولدت منها المقدمة الطللية للقصيدة العربية التي طالما ناحت المكان وأطلقت العنان لبوح لاتحدث عنه إلا إشارات الزوال الا وهي الرسوم فقد عبر بها عنترة العبسي عن مأساة الفراق الماحق للحب في شعور بالإعياء أليم :

أعياك رسم الدار لم يتكلم

 حتى تكلم كالأصم الاعجم

 وهنا تأتي الجملة الاستفهامية “وهل بقي سوى رسوم “ بمثابة تسويق أولي لما سيبديه البطل ( الصدى ) الموسوم بالجمال “جسد جميل” ؛ والمنسوب إليه ذلك الشعور بالضياع العاتي  المنبعث من كونه لا يملك  من الحياة إلا مجرد كونه صدى لجسد جمل  فيما يوحي بالقهر.. والقهر أعظم شعور بالإعياء مما يناسب القصة القصيرة جدا من تعاسة المعاناة  خاصة حين يغدو الفرد مجرد صدى تتناقله الرواة :(محمود ، مبروك ) كل يطل بترنيمته تبشيرا بوجنة القمر التي هي رمز لحضور بطل ثان في القصة أضاء المشهد وترنم رواة بحَكاياه (أطل وجه محمود من وراء وجنة القمر ، ورنم مبروك حداء كان الحلم…) ترمز وجنة القمر هنا للأنثى؛ و للوجنات تاريخها في الفتك بالمحبين على سبيل تحقيق الأحلام  كما فى  قول محمد بن سليمان التلمساني (الشاب الظريف) 

    لاتجزعن فلست اول مغرم.     

   فتكت به الوجنات و الاحداق

ولكن الحلم أفلت من يد البطل وسافر كأطلال في غياهب زمن اعتبره البطل ذبيحا ..… 

  أما وقد انتقل البطل  في القصة من صيغة الغائب “قال صدى ”  إلى كونه الراوى  (سافرت أطلال أجساد في الزمن الذبيح ) فإنه أعدم بعض ابطال القصة :

– القمر  

  -الراوي )  

  ليَتفرد( الصدى) المحيل إلى غابر الزمن بثُنائيته المستنسخة منه  تكثيفا و إبهاما من خلال مونولوچ أقَامه  ليتفرد فيه بسماع نوح طائر صد.. ولطالما كان صوت الطيور مبعث الشجن والشجى عند شعراء العربية :       حمامة الروض قد هيجت أشجاني 

  لما شدوت بلحن منك أبكاني :     (قال صدى لآخر: ” أسمع نوح طائر صدٍ…) واقع يمكنه من التفرد بالإصغاء لنوح طائر صدٍ إسقاطا لتعطش للقاء غاب  وطيف غدى رسوما ؛ أو حكايا رواة (محمود مبروك)   احتضنها عويل الريح  كما فى المونولوچ الذي أَتاحه الصدى في ثنائيته الكثيفة “(قال صدى لآخر) …

  ورغم كل القرابين فإن البطل يغدو هو الضحية كما في قصة هابيل الذي قدم قربانا متقبلا لكن القربان كان سببا فى الغدر به من قبل أقرب الناس إليه,, وهي قصة تحضر بقوة في القصة القصيرة جدا رسوم بما فيها من رجع لأصداء الزمن الذبيح وغدر المحبين  وإسقاط حالة الطير (نوح طائر صدٍ) تفرد الصدى بسماع نوحه وهو يحيل إلى حضور الغراب الذي كان سببا فى مواراة جسد “سوءة “هابيل..

تبعث القصة رسوم على عالم تراجيديا الفنية  ضمن العالم الروائي وتستجيب لخصائص تراجيديا من حيث غوصها في المفاهيم التقليدية كاستلهامها من الموروث الديني والثقافي ومأسَاويتها ، ومن حيث خاصية اكتمالها حيث  تصدرتها الحياة ممثلة بتشخيص القمر فى وجنته  وأكثر من ذلك فى تراجيديا الحياة المستمدة من قصة ابن النبي آدم هابيل الذي هو بداية الكون  فى تلاق مع آخر نقطة كونية عبرت عنها لقطة اخروية ( وطفقا يجْرعان الحميم …)..

     وتظل قصة رسوم تتشبث بتراجيديتها بإيقاعها الذي يناسب مختلف الصعاب المأساوية ،وهي  فى نهايتها تبعث على الشفقة والخوف لدى المتلقى (عانق اليأس الحنين وطفقا يجْرعان .الحميم …)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى