canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

في محراب التعب… يُكتب سفرُ الخلود / كبرياء رجل

من فتات الصخر، ومن حُرقة الطين، ومن أنين المعاول إذا التقت بالعظام، خرجتم كالأناشيد المدفونة في حنجرة الأرض…
أنتم — يا من للتراب بصمةٌ في كفّه، وللعَرقِ هويةٌ على جبينه —
لا تُعرّفكم اللغة، بل تنحني لكم،
ولا تحتويكم الحروف، بل تتيبّس دهشةً في حضرة أسمائكم.

أنتم نداءُ البذور حين تنام الأرض،
وزفرةُ المعادن حين تُصاغ الحياة،
أنتم صيغة الجمع في مفرد الأمة،
وحروف العِلّة في جسد الحضارة،
فلا تقوم مدينة إلا على أكتافكم، ولا تُضاء نوافذ إلا بشقائكم،
ولا يُولد الوطن من رحم الخراب إلا حين تشهقون في الظلّ، ليزفر النور في العلن.

تخطّون الأزمنة بأظافر الإرادة،
وتنسجون الدروب من خيوط التعب،
كأنكم كُتّابُ الغيم، وخيّاطو الريح،
وكأنَّ المطرقة حين تسكن في أيديكم، تصبح نايًا من نار، يُغني للجبال أن تُمهد.

أنتم — يا من جبهته محراب، وراحته منبر —
تُصلّون على مدار الساعات دون سُجود،
وتسبّحون بعَدِّ الخطى، وركعات السعي، ووضوء الغبار.

وجوهكم ليست وجوهًا… بل خرائط تعب،
تشقّها الشمس لا لتؤذي، بل لتكتب،
تنقشها الأيام لا لتبلي، بل لتؤرّخ،
فأنتم النصّ في كتاب الأمة، والمُعلّقة في ديوان الكرامة.

كلماتكم قليلة، لكنها تشقّ الماء،
وخطاكم ثقيلة، لكنها تُسقِطُ الصمت عن جدران السكون،
وعيونكم لا تسأل، لكنها تُفهم الحياة أن معناها لا يُخلق في المكاتب،
بل في العراء، تحت جفن السماء، حيث لا ظلّ إلا ظلّ الصبر.

عيدكم ليس مجرّد تقويم، بل تتويجٌ صامتٌ، يتوّج الشقاء على عرش السيادة،
لا بالذهب، بل بندوبٍ تلمع تحت الضوء كأنها أوسمةٌ من عنفوان.

أنتم أنبياء المِهنة، وسدنةُ الجهد،
من صمتكم نسمع أناشيد الأرض،
ومن عَرَقكم نرتوي حين تجفّ القيم،
ومن وقوفكم — رغم الانحناء — نتعلّم كيف تعلو الهامات لا بالقول… بل بالفعل.

فكل عام وأنتم جذر المعنى، ورافعة الوطن،
وكل عام وأياديكم، المشقّقة كأرضٍ عطشى، تروي الحلم، وتزرع الضوء، وتُنجِب الغد.


المصدر: الفيسبوك – صفحة كبرياء رجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى