canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
ثقافة وفنموضوعات رئيسية

انحدرَ النهارُ وحلَّ على الأرواحِ هدوء عميقٌ.. / الغاليه بنت ابيه

انحدرَ النهارُ وحلَّ على الأرواحِ هدوء عميقٌ، تتسرب في الهواء رائحة الموج. هل للموجِ فعلا رائحة؟
بدت الشمسُ المتواريةُ أقل حدةً، لبضعِ ثوان يهدأُ البحرُ في خفةٍ لافتة ثم لا يلبثُ أن يهيج.
تتوسطُ غِيَّمٌ داكنةٌ السماءَ وتتسارعُ لحظات الغروبِ على الشاطئ كالأيامِ الزَّلقةِ التي تتسربُّ من بين أيدينا دون أن نحس، كيف يقفزُ الزمن؟

بخطواتٍ وئيدةٍ يلتهمها المدُّ بسرعةٍ تتقدمُ في وجَِلٍ نحو الماء شابةٌ تملكُ ملامحا حلوة وحادة وبريئة وما إن يحتدم صوت الموج حتى تركُضَ في الإتجاه الآخر.
تتحدثُ على الهاتف بلكنةٍ شمالية بدونِ كثيرِ تحفظٍ عن معاناتها العاطفية جرّاءَ الإنفصال الأخير.

في عالمٍ لم يبلغ بعدُ نضجَ التقبُّل لا تزال الإختلافات تُقابلُ بالريبة وتُفسَّرُ بمقاييس ضيقة، لذا ظل البشرُ عاجزين عن تقبل اختلاف طرقهم في رؤية الأمور وتفاوت مرونتهم في التعامل معها والمشاعرِ التي ولّدت ذلك التعامل وتلك التي من أجلها كان، كجزءٍ من هذا النسيج الإنساني الفَجِّ لا أجدُ حرجا في عجزي عن استيعابِ الكثيرِ من المشاعرِ والرؤى التي مارسها وطوّرها البشر حتى وصلت درجة البداهة.

بالإذنِ من الإنسان مهما بدا البشرُ ودودين وقريبين جدا وفي غاية اللُّطف ومهما حاولوا -أو ربما وصلوا- ملامسةَ أرواحنا إلا أنهم ليسو مصدر راحةٍ وليس في الإمر إساءة مقصودة غيرَ أن البشر في الغالب يحتاجون سقفا معينا من التواصل للحفاظ على الود وبالرغم أني على قدرٍ مقبولٍ من المرونة إلا أنني أعتقد أن الإنسانَ كائنٌ متطلبٌ جدا فيما يخص التواصل وهو أمرٌ -بالنسبة لي- غير مريح.

بالإذنِ منهُ أخرى، أعجزُ عن فهم الحاجةِ الملحَّةِ للإحساسِ بالأمانِ من مصدرٍ خارجي بيدَ أن الأمان الحقيقي يأتي من الداخل ولا يُكتسب بالوسائل التي يستخدمها البشرُ في الغالب للبحثِ عنهُ، ثم كيف للإنسان أن يتعاطى الإهتمام جُزافا؟ يمنحهُ ويستقبلهُ وفي ظروف أسوأ يطلبهُ دون أن يعي أنهُ بذلك يُعطي من ذاتهِ ما لا يُستردُّ بسهولة.
كيف أمكنهُ أن يلغي مسافةَ أمانهِ بالتماهي الكليِّ في هذا الإهتمام وربط سلامهِ الداخلي بسلوكِ الآخر الخارجِ عن إرادته؟

بالإذنِ منهُ أيضًا، أودُّ الإعتراف بعدم استيعابي -مع تكرار المحاولة- خوفَ غالبية البشرِ غير المبرر من العزلة والذي يدفعهم للإنخراط في أي “شيء” بصرفِ النّظر عن مستوى ارتياحهم لهُ فقط من أجل البقاءِ مُحاطين بالبشر.
أوَلا يكونُ الإنسانُ على سجيتهِ حالَ عزلتهِ؟
ماذا حصل مع الإنسان حتى توجّسَ من ذاته؟

على حافة الغروب كانت الفتاة لا تزال تتحدثُ بتؤدةٍ وقد اكتسب حديثها شيئا من التحفظ، ومن كل كلمةٍ تقولها وتأفف كان يظهرُ سوءُ ما آلت إليهِ الأمور معها.

في نهايات العلاقات العاطفية يبدأ الطرفان بتفاوتٍ في تعظيم ماضيهما وتلميعهِ وإحاطةِ علاقتهما المنتهيةِ بهالةٍ من الذكرياتِ الحلوةِ نادرةِ الحدوث وهو أمرٌ لا أستوعبهُ مطلقا شأن إعطاءِ الفُرص مرة ثانية لعلاقةٍ عاطفيةٍ سابقة.

سرتُ بعيدا عنها، مررتُ من خلال الباب الجنوبي ثم خرجتُ من المنتجع وأنا مستغرقةٌ في التفكير، يسكنُني السؤال:
أكانَ على الإنسان أن يُعقِّدَ الأمورَ إلى هذا الحد؟


المصدر: الفيسبوك – صفحة Ghalia ebbuh.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى