canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

المسجد والدعوة في المنظور الناصري: حين يتحول النور إلى زخرف / قاسم صالح

في الفكر القومي الناصري، لم يكن الدين طقوسا معزولة، ولا المسجد جدارا صامتا، بل كان منارة للتحرير، ومنبرا للعدالة، وميدانا لتأهيل الجماهير وقيادتها نحو النهوض الوطني والقومي. لقد كانت الرسالة المحمدية – كما فهمها عبد الناصر وجيله من الثوار – دعوة لتحرير الإنسان من الخوف والجهل والتبعية، لا لتكريس عبوديته باسم القداسة.

في زمن مضى، كان المسجد قلب الأمة النابض. لم يكن مجرد محراب للصلاة، بل مدرسة للفكر، ومنبرا للحرية، وساحة يتشاور فيها الناس، وتصاغ فيها قرارات المصير. من دخله خرج حاملا وعيا جديدا، وموقفا يعانق قضايا أمته.

أما اليوم، فكثير من المساجد تحولت إلى قصور مهيبة، مفروشة بأفخم السجاد، تعلوها مآذن مزينة… ولكن بلا أثر، بلا دور، بلا موقف. نصلي فيها، نعم، لكن عقولنا مشغولة بالأحذية عند الباب، لا بما بعد الصلاة. غاب المعنى، وبقي الشكل، وصرنا نعبد الطقوس بدلا من أن نحيا الرسالة.

ما أبشع أن ترتكب المجازر باسم الطائفة، وتشرعن الانقلابات باسم الدين، ويمنح المستبد صك الغفران من فوق المنبر! تحولت الطائفية إلى خنجر في خاصرة الأمة، وأضحى الدين عند البعض أفيونا يسكت المظلوم بدلا من أن يوقظه.

الثورات تسرق حين يسبقها الجهل، والدعاء يصبح خيانة حين يستعمل لصرف الناس عن الفعل. ليست هذه دعوة ضد الدين، بل دعوة لاستعادة روحه الحقيقية: الحرية، العدل، الكرامة.

في المدرسة الناصرية، المسجد ليس عزلة، بل مواجهة؛ ليس تبريرا للاستبداد، بل مقاومة له. لذلك نفر الناس من بعض الخطباء والوعاظ، لأنهم وجدوا فيهم مجرد أبواق للسلطة، لا ضميرا للأمة. فهل يلام الناس إذا ابتعدوا عن منبر لم يناصرهم في محنتهم؟

نحن بحاجة إلى إعادة القرآن إلى الحياة، لا إلى قبور الجنائز فقط. نحتاج أن نقول للباطل لا، ولو لبس عباءة، وأن نحترم العقل، لا أن نقمعه باسم التسليم.

الدين الذي لا يحرر الإنسان من الخوف، ولا يفتح أمامه دروب الوعي والنضال، ليس دينا يليق بالأحرار، ولا يعبّر عن رسالة محمد بن عبد الله، بل هو نسخة مشوهة صنعتها السلطة وخدمها.

وقد مات جاري بالأمس من الجوع، وفي مأتمه ذبحت الخراف. هذه ليست نكتة، بل مرآةٌ صافية لزمنٍ تتقدّم فيه الطقوس وتتأخّر فيه الضمائر.


قاسم صالح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى