آراءموضوعات رئيسية
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه… / المرتضى محمد أشفاق

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الحمد لله الذي جعل عمر بن الخطاب يأمر أبا سفيان بن حرب في بطن مكة فيطيع..
في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسع أبو سفيان بن حرب، مساحة منزله، وحرك الصخور إلى جيرانه قسرا (و لعل منها ظاهرة الكزره) اليوم اسما وفعلا، وقيل أقام ردما حبس الماء في منازل البعض، فتضررت من السيول، لكن ما حيلة هؤلاء، وهل تمكن محاججة زعيم مكة؟
انتظر الناس، حتى حج أمير المؤمنين عمر، فشكوا إليه أبا سفيان…
لم تصل أبا سفيان برقية مستعجلة من الديوان الأميري تعلمه بزيارة أمير المؤمنين، ليبعث في القبائل حاشرين، فتتنافس في الحشد، وجمع المال، مساهمة معلنة في ضيافة أمير المؤمنين، وتدفقا في السر إلى جيوب النافذين، وتصطف الخيول والجمال، وتنقر الدفوف، ويسكر الشعراء في شعاب مكة، وفوق جبالها، احتفالا بقدوم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..
لم تخرج الجماهير من مكة لتقف في الطوابير على الطريق تستقبل عمر،
فيلوح لها بيدين نصف مفتوحتين، وراء نظارات ظل سميكة…
لم تعلق على الكعبة لافتات مكتوب عليها أن بني عدي، وبني أمية، أسرة واحدة، ويرحبون بأمير المؤمنين، لم تظهر مبادرة نسائية تقودها هند بنت عتبة لدعم عمر، والإشادة بإنجازاته، ليسكت عن زوجها، ويعطل حكمه فيه…
لم يعلن والي مكة، ومدير الديوان، ورئيس الحزب أن عمر سيعقد اجتماعا بأطر مكة، ووجهائها، ليتنافس الناس على تسجيل أسمائهم، ويدفعوا في سبيل ذلك ما شاء الله لهم أن يدفعوا..
لم تحضر السيدة الأولى أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب في موكب خاص تحيط بها الماشطات، والمحنيات. والمنافقات، يتملقها الولاة، والحكام، والوجهاء..
لم يخطب عمدة مكة أمام عمر ليقول إن جبل أبي قبيس قد صار بحرا يحتوي على أجود أنواع السمك بفضل جهود أمير المؤمنين، وإن مكة ما رأت خيرا قط قبل عمر، بل إن الإسلام ما عرف رجلا مثل عمر..ولهذا فإن أهل مكة يطالبون بتمسية عبد الله بن عمر أميرا للمؤمنين بعد عمر..
وصل عمر وفي يده الدرة، لا في غابة مستشارين، ولا في موكب من الوزراء، والوجهاء، والمنتخبين الصوريين، وقطيع من المكلفين بمهام، ولم يصل في حراسة فرق حربية مسلحة، وصل وحيدا، ونادى أبا سفيان بصوته الجهوري، وأصدر إليه أمرا مباشرا لم تنزل حروفه باهتة على ورق منكمش، تنتظر الترقيم، ولم تزحف إلى أمين الخواتم ليماطل في الختم، والأرشفة، ولم ترسل إلى وكيل التنفيذ ليسوف ويعطل برشوة، أمير المؤمنين نفسه بصوته الفخم المدوي، ينادي أبا سفيان أن اخرج إلى بسرعة..
لم يقف أبو سفيان طويلا أمام المرآة، ليذر على وجهه بودرة تلميع معطرة، ولم يأمر الغلمان بتهييء موسى الحلاقة، لا أبدا، إن ابن الخطاب يصيح عليه أن رد الحجارة إلى مكانها فورا، لم يتردد أبو سفيان وكيف له أن يتردد، أو يسوف، لم يناد الخدم لحمل الحجارة، وهل يستقيم أن يحمل وجيه مكة الحجارة كالحمالين، لا، لا وقت لأبي سفيان، إن أمير المؤمنين واقف ينتظر التنفيذ الفوري والحرفي لأمره، شمر أبو سفيان عن ساعديه وحمل الحجارة حجرا، حجرا، والوقت هجير، والعرق يتصبب على جسمه بغزارة، وعمر ينظر إليه..
رد أبو سفيان الحجارة إلى مواقعها الأصلية، حتى رضي الناس واستقامت الطرق..
فقال عمر: الحمد لله الذي جعل عمر بن الخطاب يأمر أبا سفيان بن حرب ببطن مكة فيطيع …
الإسلام يبني ولا يهدم، الإسلام لا يلغي بعنف لكنه يصحح برفق…
هل سمعتم كما سمعت كيف ذكَّر أمير المؤمنين في كلمته الموجزة بمكانة أبي سفيان، وزعامته في مكة قبل الإسلام، هل رأيتم معي اعتراف أمير المؤمنين في عبارته بصدق، وتواضع، باستحالة صدور تلك الأوامر منه إلى أبي سفيان، لولا نعمة الإسلام، أليس في ذلك إبقاء لشيء من عز يسر به أبو سفيان، بدل أن يهان…
عمر يعرف أن المتكلم فيه هو عدل الإسلام، والآمر فيه هو حكم الإسلام، والقوي فيه هو سلطان الإسلام…
فكان عمر الإسلام، ولم يكن عمر الإنسان.
المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضى محمد أشفاق.
في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسع أبو سفيان بن حرب، مساحة منزله، وحرك الصخور إلى جيرانه قسرا (و لعل منها ظاهرة الكزره) اليوم اسما وفعلا، وقيل أقام ردما حبس الماء في منازل البعض، فتضررت من السيول، لكن ما حيلة هؤلاء، وهل تمكن محاججة زعيم مكة؟
انتظر الناس، حتى حج أمير المؤمنين عمر، فشكوا إليه أبا سفيان…
لم تصل أبا سفيان برقية مستعجلة من الديوان الأميري تعلمه بزيارة أمير المؤمنين، ليبعث في القبائل حاشرين، فتتنافس في الحشد، وجمع المال، مساهمة معلنة في ضيافة أمير المؤمنين، وتدفقا في السر إلى جيوب النافذين، وتصطف الخيول والجمال، وتنقر الدفوف، ويسكر الشعراء في شعاب مكة، وفوق جبالها، احتفالا بقدوم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..
لم تخرج الجماهير من مكة لتقف في الطوابير على الطريق تستقبل عمر،
فيلوح لها بيدين نصف مفتوحتين، وراء نظارات ظل سميكة…
لم تعلق على الكعبة لافتات مكتوب عليها أن بني عدي، وبني أمية، أسرة واحدة، ويرحبون بأمير المؤمنين، لم تظهر مبادرة نسائية تقودها هند بنت عتبة لدعم عمر، والإشادة بإنجازاته، ليسكت عن زوجها، ويعطل حكمه فيه…
لم يعلن والي مكة، ومدير الديوان، ورئيس الحزب أن عمر سيعقد اجتماعا بأطر مكة، ووجهائها، ليتنافس الناس على تسجيل أسمائهم، ويدفعوا في سبيل ذلك ما شاء الله لهم أن يدفعوا..
لم تحضر السيدة الأولى أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب في موكب خاص تحيط بها الماشطات، والمحنيات. والمنافقات، يتملقها الولاة، والحكام، والوجهاء..
لم يخطب عمدة مكة أمام عمر ليقول إن جبل أبي قبيس قد صار بحرا يحتوي على أجود أنواع السمك بفضل جهود أمير المؤمنين، وإن مكة ما رأت خيرا قط قبل عمر، بل إن الإسلام ما عرف رجلا مثل عمر..ولهذا فإن أهل مكة يطالبون بتمسية عبد الله بن عمر أميرا للمؤمنين بعد عمر..
وصل عمر وفي يده الدرة، لا في غابة مستشارين، ولا في موكب من الوزراء، والوجهاء، والمنتخبين الصوريين، وقطيع من المكلفين بمهام، ولم يصل في حراسة فرق حربية مسلحة، وصل وحيدا، ونادى أبا سفيان بصوته الجهوري، وأصدر إليه أمرا مباشرا لم تنزل حروفه باهتة على ورق منكمش، تنتظر الترقيم، ولم تزحف إلى أمين الخواتم ليماطل في الختم، والأرشفة، ولم ترسل إلى وكيل التنفيذ ليسوف ويعطل برشوة، أمير المؤمنين نفسه بصوته الفخم المدوي، ينادي أبا سفيان أن اخرج إلى بسرعة..
لم يقف أبو سفيان طويلا أمام المرآة، ليذر على وجهه بودرة تلميع معطرة، ولم يأمر الغلمان بتهييء موسى الحلاقة، لا أبدا، إن ابن الخطاب يصيح عليه أن رد الحجارة إلى مكانها فورا، لم يتردد أبو سفيان وكيف له أن يتردد، أو يسوف، لم يناد الخدم لحمل الحجارة، وهل يستقيم أن يحمل وجيه مكة الحجارة كالحمالين، لا، لا وقت لأبي سفيان، إن أمير المؤمنين واقف ينتظر التنفيذ الفوري والحرفي لأمره، شمر أبو سفيان عن ساعديه وحمل الحجارة حجرا، حجرا، والوقت هجير، والعرق يتصبب على جسمه بغزارة، وعمر ينظر إليه..
رد أبو سفيان الحجارة إلى مواقعها الأصلية، حتى رضي الناس واستقامت الطرق..
فقال عمر: الحمد لله الذي جعل عمر بن الخطاب يأمر أبا سفيان بن حرب ببطن مكة فيطيع …
الإسلام يبني ولا يهدم، الإسلام لا يلغي بعنف لكنه يصحح برفق…
هل سمعتم كما سمعت كيف ذكَّر أمير المؤمنين في كلمته الموجزة بمكانة أبي سفيان، وزعامته في مكة قبل الإسلام، هل رأيتم معي اعتراف أمير المؤمنين في عبارته بصدق، وتواضع، باستحالة صدور تلك الأوامر منه إلى أبي سفيان، لولا نعمة الإسلام، أليس في ذلك إبقاء لشيء من عز يسر به أبو سفيان، بدل أن يهان…
عمر يعرف أن المتكلم فيه هو عدل الإسلام، والآمر فيه هو حكم الإسلام، والقوي فيه هو سلطان الإسلام…
فكان عمر الإسلام، ولم يكن عمر الإنسان.
المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضى محمد أشفاق.