كتاب عربموضوعات رئيسية
نوبل الإسرائيلية بدلًا من نوبل النرويجية.. واستراتيجية “ماما زمانها جايه” / هاني الكنيسي

بهتافات التهليل والدعاء بطول الأجل للرئيس الأمريكي، وبصيحات الاستهجان والدعاء بقصف العمر لرئيس الوزراء النتنياهو، تفاعل عشرات آلاف الإسرائيليين الذين احتشدوا الليلة الماضية (السبت) في “ساحة الرهائن” بقلب تل آبيب، مع الخُطب “الحماسية” للثلاثي الأمريكي (الصهيوني) ‘ستيف ويتكوف’ و ‘جاريد كوشنر’ وزوجته ‘إيفانكا’ ابنة الرئيس ترمب.
وفي سماء الساحة التي تحولت إلى “مقر رمزي” للتظاهرات الشعبية المتواصلة منذ نحو عامين (احتجاجًا على تضحية حكومة الائتلاف اليميني المتطرف بمصير ذويهم المحتجزين في غزة من أجل مواصلة حرب الإبادة)، رفرفت لافتة ضخمة تصف ترمب بـ”الرئيس نوبل” (تعبيرًا عن أحقيته بجائزة السلام الدولية التي طلبها علنًا لكنها ذهبت للمعارضة الفنزويلية ‘ماريا كورينا ماتشادو’).
ويبدو أن “الامتنان” الإسرائيلي للرئيس “المكسور خاطره” سيتجاوز رفع اللافتات وحتى مراسم الاستقبال “التاريخية” صباح الإثنين (قبيل إلقائه خطابا “تاريخيًا” في الكنيست يسبق ببضع ساعات وصوله شرم الشيخ لإطلاق قمة سلام “تاريخية” أيضًا)، إلى “المزايدة” على لجنة ‘نوبل’ النرويجية وإطلاق حملة “إعلامية – شبه رسمية” لمنح ترمب جائزة “نوبل الإسرائيلية”!!
إذ يتزعّم رجل الأعمال المعروف بصهيونيته ‘روني دويك’ Ronny Douek، والحائز على “جائزة إسرائيل” التي تمنحها الدولة للإسرائيليين فقط، حملة ترشيح الرئيس الأمريكي -بشكل استثنائي- لأرفع جائزة رسمية في إسرائيل (تُمنح سنويًا تكريما للمميّزين في مجالاتهم وممن أسهموا بشكل بارز في خدمة الدولة العبرية)، تحت بند “الإنجاز مدى الحياة” lifetime achievement.
وجاء في مسوّغات الترشيح المقدم إلى وزير التعليم ‘يوآف كيش’ لاعتماده، أن “الرئيس ترمب أظهر من خلال أفعاله، أكثر من أي زعيم آخر، التزامه المطلق بأمن دولة إسرائيل وبحق الشعب اليهودي للعيش بسلام في الشرق الأوسط”.
يعني باختصار الصهاينة قرروا تعويض الزعيم البرتقالي (بطل الحرب والسلام في نظرهم) عن خسارة جائزة نوبل “المستوردة” بجائزة “محلية الصنع” .. على غرار لقطة فؤاد المهندس في فيلم قديم اسمه “سفاح النساء” (إنتاج 1970) عندما أراد تطييب خاطر السفاح المختل عقليًا (جاسر) بإعطائه دمية بلاستيكية عوضًا عن العروس الفاتنة شويكار التي اشتهاها لنفسه، قائلاً له بمنتهى الاستهبال والاستظراف: “خد العروسة دي أحسن” .. وماما زمانها جايه.
هاني الكنيسي.
وفي سماء الساحة التي تحولت إلى “مقر رمزي” للتظاهرات الشعبية المتواصلة منذ نحو عامين (احتجاجًا على تضحية حكومة الائتلاف اليميني المتطرف بمصير ذويهم المحتجزين في غزة من أجل مواصلة حرب الإبادة)، رفرفت لافتة ضخمة تصف ترمب بـ”الرئيس نوبل” (تعبيرًا عن أحقيته بجائزة السلام الدولية التي طلبها علنًا لكنها ذهبت للمعارضة الفنزويلية ‘ماريا كورينا ماتشادو’).
ويبدو أن “الامتنان” الإسرائيلي للرئيس “المكسور خاطره” سيتجاوز رفع اللافتات وحتى مراسم الاستقبال “التاريخية” صباح الإثنين (قبيل إلقائه خطابا “تاريخيًا” في الكنيست يسبق ببضع ساعات وصوله شرم الشيخ لإطلاق قمة سلام “تاريخية” أيضًا)، إلى “المزايدة” على لجنة ‘نوبل’ النرويجية وإطلاق حملة “إعلامية – شبه رسمية” لمنح ترمب جائزة “نوبل الإسرائيلية”!!
إذ يتزعّم رجل الأعمال المعروف بصهيونيته ‘روني دويك’ Ronny Douek، والحائز على “جائزة إسرائيل” التي تمنحها الدولة للإسرائيليين فقط، حملة ترشيح الرئيس الأمريكي -بشكل استثنائي- لأرفع جائزة رسمية في إسرائيل (تُمنح سنويًا تكريما للمميّزين في مجالاتهم وممن أسهموا بشكل بارز في خدمة الدولة العبرية)، تحت بند “الإنجاز مدى الحياة” lifetime achievement.
وجاء في مسوّغات الترشيح المقدم إلى وزير التعليم ‘يوآف كيش’ لاعتماده، أن “الرئيس ترمب أظهر من خلال أفعاله، أكثر من أي زعيم آخر، التزامه المطلق بأمن دولة إسرائيل وبحق الشعب اليهودي للعيش بسلام في الشرق الأوسط”.
يعني باختصار الصهاينة قرروا تعويض الزعيم البرتقالي (بطل الحرب والسلام في نظرهم) عن خسارة جائزة نوبل “المستوردة” بجائزة “محلية الصنع” .. على غرار لقطة فؤاد المهندس في فيلم قديم اسمه “سفاح النساء” (إنتاج 1970) عندما أراد تطييب خاطر السفاح المختل عقليًا (جاسر) بإعطائه دمية بلاستيكية عوضًا عن العروس الفاتنة شويكار التي اشتهاها لنفسه، قائلاً له بمنتهى الاستهبال والاستظراف: “خد العروسة دي أحسن” .. وماما زمانها جايه.
هاني الكنيسي.



