استأت كثيرا وأنا أتابع الأمواج البشرية.. / المرتضى محمد أشفاق

استأت كثيرا وأنا أتابع الأمواج البشرية تتدفق على منزل مسؤول كبير يوم تسميته..رأيت أمة من الناس أعرفها تتزاحم، وتتدافع إلى الرجل تدافع الحجيج إلى الحجر الأسود..
رأيت أمما من بسطاء الناس ليسوا بالمحل الذي يستطيعون به رؤية الرجل، أما مصافحته فدونها تقبيل الأقزام لجبين الثرياء..
تذكرت وأنا أتابع فصول مسرحية المنافقين ما قاله التلميدي ولد سيد حرمه لأحمد ولد سيدي باب في ألاك، قال أنا لا أفكر في لقاء الرؤساء إلا في حالتين، عندما يخرج الرئيس من القصر معزولا، أو عندما يدخل القبر وحيدا، في هاذين الوضعين لن بمنعك حرس. ولا مدير ديوان. ولن تحتاج إلى طلب لقاء..
أصبح المشهد بدعة متبعة، تعمل بها الغوغاء والنخب، وصارت التسمية لعنة، ومصيبة لما يصيب المسمى من احرنجام الناس عليه، وما يترتب على ذلك من إتلاف المال، وتضرر أثاث الدور بما يتركه الجالسون على الحشايا البدينة من حفر هي آثار جلوسهم، ومرافقهم، مع ضغط الزحام وأنفاس الناس، والرائحة الكريهة للعرق السائل من المغارق، وأخاديد بطون الرجال السمان، ثم الإصغاء الجبري لكذبهم، وتهافت ما يقرؤون من هزيل العبارة، و(بوسوير لغن) و(بو اسلبك) الشعر..
يحد المهنأ نفسه متسمرا في ركن كالمثبت بالغراء المركز، تحيط به قطعان كدواجن حررت بعد حبس، وهو بينها أسير لا يحسن الردود المناسبة على ما يسمع من كذب التنويه، وزيف الإشادة، فيكون كراقص على أوتار متشاكسة، ومتنافرة الإيقاع شأن كثير ممن لا يميزون بين(كر، وطز)و (التحرار والتبزاز)..
ويتواصل التيه، والرحلة إلى المجهول..
المصدر: الفيسبوك – صفحة المرتضى محمد أشفاق.



