canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

الفكر الضوء الذي يمنع الحروب / قاسم صالح

يخشى البشر الفكر كما لا يخشون شيئا آخر على وجه الأرض، يخافونه أكثر من الخراب، بل أشد من خوفهم من الموت ذاته. فالفكر ـ حين يولد في بيئة راكدة ـ يصبح قوة خارقة تقوض الامتيازات، وتعري المؤسسات المترهلة، وتفضح العادات التي اعتاد الناس أن يختبئوا وراءها.
الفكر كائن متمرد بطبيعته لا يطلب إذنا من أحد، ولا ينحني لسلطة، ولا يقدس ما اعتاده السلف إذا كان باطلا. إنه فوضوي بمعنى الخلق الجديد، لا بمعنى الهدم الأعمى، يقف على حافة الهاوية ولا يرجف، يحدق في النار ولا يحترق، لأنه ـ ببساطة ـ لا يعرف الخوف.
لذلك يكره أهل الامتيازات ظهور الفكر كما يكره المريض ضوء الصباح، فالفكر امتحان للقوة الزائفة، وفضيحة للمفاهيم التي لم تعد تقوى على حمل زمنها، وكل مجتمع يخشى الفكر، إنما يخشى مواجهة نفسه قبل مواجهة العالم.
ومع ذلك، يظل الفكر هو الضوء الوحيد القادر على اختراق العتمة، هو مجد الإنسان حين يتحرر، وهو البوصلة التي تمنع الحضارات من السقوط في عبادة الأصنام الحديثة أصنام السلطة، والقبيلة، والمال، والخوف.
لماذا نتقاتل؟، حين نضع الفكر في كف، والعنف في كف أخرى، نفهم أن القتال ليس قدرا بيولوجيا كما تشيع النظريات السطحية. الرجال يتقاتلون لأن
1. غياب الفكر يترك الأرض فارغة، فتملؤها الغريزة.
حين يعجز المجتمع عن إنتاج سؤال واحد، يسهل عليه أن يرفع السلاح.
2 . الخوف من المجهول يدفع البشر للعودة إلى قبائلهم الأولى.
كلما ضعف العقل، قويت العصبية.
3. الصراع على الامتيازات يتحول إلى صراع على الوجود.
حين يحتكر بعضهم الثروة والسلطة والمعنى، يتحول الآخرون إلى وقود للصراع.
4. الذاكرة الجريحة في المجتمعات الفقيرة والهشة تجعل العنف لغة بديلة عن الحوار.
5. غياب مشروع جامع يجعل الناس شتاتا؛ فلا يجمعهم سوى الغضب.
الناس يتقاتلون حين تغيب الفكرة الجامعة التي تمنحهم معنى، وحين يستبدل المجتمع نور الفكر بضجيج القوة،
فالفكر هو الضمانة الوحيدة لمنع البشر من الانزلاق إلى القتال، حين تهزم الفكرة، ينتصر السلاح. وحين يعلو العقل، تسقط أسباب الحرب.

قاسم صالح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى