فجر اليوم انطلقت الصواريخ تحمل توقيع محور المقاومة دون أن يعلن أيا من أطرافها بمفرده انه الفاعل ، الاعلان المفصل عن المواقع العسكرية التي تم استهدافها بالصواريخ وهي عشرة أهداف في أربع مراكز عسكرية أساسية في الجولان السوري المحتل يؤشر إلى أن محور المقاومة وعلى رأسه ايران إعلن مسؤوليته ضمنا ، وأن هذا المحور جاهز للمواجهة والرد وايلام إسرائيل وتدفعيها الثمن .
وصول جل الصواريخ المنطلقه من الارض السورية إلى أهدافها ثبت حقيقة أن القبة الحديدية الإسرائيلية عاجزة عن حماية الجبهة الداخلية في إسرائيل ، وهو السبب الذي يدفعنا هذه الليلة إلى وضع تقدير أولي بأن الأمور لن تتطور إلى حرب مفتوحة . بالإضافة إلى أن الأطراف جميعها ليس لها مصلحة في نشوب حرب شاملة في المنطقة .
إسرائيل نجحت في إخفاء الخسائر ، المعلومات تقول ان ثلاثين جنديا نقلوا إلى المستشفيات ، ثمن ثقيل على حكومة نتنياهو أن صحة المعلومات .
إسرائيل ربما كانت تتوقع الهجوم وايزنكوت قائد هيئة الأركان الإسرائيلي انتقل منذ صباح أمس إلى جبهة الجولان ، الإعلام الإسرائيلي حمل فيلق القدس الإيراني المسؤولية ثم تراجع عن ذلك . المستوى السياسي في إسرائيل طرح السؤوال باكرا على نتنياهو ” إلى أين نحن ذاهبون “
نتنياهو كان يتبجح قبل ان يتلقى الصواريخ ويقول” صوت ايران عال ولكن اليد العليا لنا “، ليتضح بأن إسرائيل تحت الخطر، وأنها لن تكون بمنأى عن دفع ثمن عدوانها المتكرر على الأرض السورية . إسرائيل لن تذهب إلى حرب وستبتلع هذه الضربة الموجعة، ولكن لن يكون هذا نهاية المطاف أو نهاية الاحتكاك العسكري ، بل على العكس هذا التصعيد سوف يستمر ما دون الحرب المفتوحة ، وهي تهدف من خلاله إلى تحويل الوجود الإيراني في سوريا إلى أزمة دولية ، تدفع الأطراف والقوى الدولية إلى تصعيد الحديث عن وضع ايران في سوريا ، وتأثيره على أمن إسرائيل الذي يجب أن ترعاه وتحميه الدول الكبرى والغرب على وجه التحديد كما فعلوا خلال أكثر من ستين عاما.
مواجهة ايران في سوريا العنوان العريض للمرحلة المقبلة لأن الاستثمارالاسرائيلي في الحرب السورية على مدار 8 سنوات كان محصلة الربح فيه صفر، بل أكثر من هذا… انتصار محور المقاومة ووجود ايران وحزب الله في سوريا على جبهة الجولان ضاعف من الخسائر الإسرائيلية في المعيار الاستراتيجي .
لاشك في أن الرد العسكري وضرب إسرائيل بالصواريخ يشكل علامة فارقة في الصراع العربي الإسرائيلي الذي بدأ ينزاح إلى صراع بين محور يضم بعض العرب وإيران ، بعد أن خرجت السعودية ومن قبلها دول عربية كثيرة نهائيا من الصراع . وفي المشهد أكثر من هذا ، حيث تدفع السعودية إسرائيل والولايات المتحدة إلى مواجهة ايران عسكريا ليس فقط في سوريا إنما ضرب طهران ذاتها . وهذه رغبة لن تتحقق للرياض برأينا.
ايران لديها خيارات متعددة ولديها أوراق قوة في المنطقة من أفغانستان إلى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن ، وليست مضطرة إلى خوض حرب إقليمية شاملة ، إنما تستطيع خلق المتاعب لأمريكا وتل أبيب وحلفائهم في المنطقة . وإسرائيل ذاتها بقدر ما تبدو مرتكز قوة للضغط على إيران وعصا تضرب عسكريا الأهداف الايرانية وأخرى لحزب الله في سوريا ، إلا أنها قد تتحول إلى نقطة الضعف واليد التي تلويها ايران وحلفاؤها لردع الولايات المتحدة .
تدرك ايران جيدا ان إسرائيل هي السبب الأبرز لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتدرك أن هناك محاولات استفزاز ممنهجة تستهدفها ، لذلك تعمل بحذر ، وحتى وان نسقت لهجوم اليوم على إسرائيل فإنها لن تنجر إلى حرب مباشرة ، إنما ستكيف أوضاعها مع مرحلة تصعيد ستكون طويلة وصعبة على المنطقة برمتها .
23 تعليقات