فنزويلا تنتصر: لا لن يعيدوا عقارب الساعة الى الوراء.. ورحل برنارد لويس فمتى ترحل أفكاره.. ظلم وتجن في الرياض/معن بشور
24 مايو 2018، 00:03 صباحًا
فوز الرئيس نيكولاس مادورو الساحق في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية هو تأكيد على ان النهج الذي ارساه الرئيس الراحل هيوغو تشافيز واكمله الرئيس مادورو هو نهج الشعب الفنزويلي البوليفاري العريق في كفاحه ضد الاستعمار وادواته وضد الاحتكار وشركاته.
ومما زاد في غبطتنا بفوز الرئيس مادورو هو انه جاء بعد ايام على موقفه الشجاع والمبدئي من المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، لا سيما في غزة، والذي ترافق مع موقف ممثل بوليفيا في مجلس الامن مما يؤكد ان امريكا اللاتينية تشهد تحولا هاما لن يغيّر من حقيقته الموقف المشين لحكومة باراغوي بنقل سفارتها الى القدس المحتلة.
نهنىء الشعب الفنزويلي العظيم بفوز رئيسه الوفي لمبادئ بلاده، كما نهنئ الرئيس مادورو بفوزه المظفر على كل من حاول اعادة عقارب الساعة في فنزويلا الى الوراء.
2- رحل برنارد لويس
فمتى ترحل افكاره ومخططاته
رحل بالامس “المفكر” الانكلو امريكي الجنسية والصهيوني الفكر برنارد لويس عن عمر تجاوز المئة عام ونيف بعد ان أطلق نظريات ومخططات هادفة الى تفتيت الوطن العربي وتمزيقه الى دويلات ذات طابع عرقي وطائفي ومذهبي وبعد حروب داخلية شرسة تدمّر اقطار امتنا من المحيط الى الخليج…
لم تنحصر نظريات لويس به وحده، بل قامت مدرسة واسعة من مثقفين ومفكرين عرب ومسلمين واجانب اخذوا يروجون لهذه المخططات والمشاريع التي يمكن اعتبارها “الوسيط” بين سايكس بيكو وبين مشاريع الشرق الاوسط الكبير، والتي ما زلنا نعيش تداعياتها منذ عقود في وطننا الكبير لا سيما بعد الاحتلال الاسرائيلي لاجزاء واسعة من لبنان عام 1982، والاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 والذي كان بعض تلامذة لويس العراقيين من ابرز المحرضين عليه…
في الوقت الذي يحرص فيه الحاكمون في الرياض على وصف أنفسهم “حماة” للعروبة بوجه أعدائها “الفرس الصفويين”، تقوم السلطات هناك باعتقال وتخوين مجموعة من النساء والرجال المعروف عن أكثرهم التزامهم القومي العربي الصارم، بل إن بعضهم كالدكتور محمد الربيعي هو من أبرز الشباب القومي العربي في نجد خصوصاً، والجزيرة العربية عموماً، فيما القانوني الكبير إبراهيم المديميغ صاحب المواقف الجريئة معروف باتجاهاته القومية العربية وبعدائه للمشروع الصهيوني، ناهيك عن عدد من الناشطات من ذوي الانتماء العروبي والتحرري والمناهض للتطبيع.
فهل بات “الدفاع” عن العروبة في الرياض يتطلب اعتقال العروبيين؟ وهل باتت السجون العربية مفتوحة لكل اصحاب المعتقادت الفكرية من إسلاميين وعروبيين ويساريين وليبراليين؟. أسئلة بحاجة إلى أجوبة صريحة وسريعة، كما الحاجة ملحة إلى إفراج سريع عن كل معتقلي الرأي في السجون السعودية.
4- ظلم وتجن في الرياض
من يعرف المعتقلات والمعتقلين في الرياض الذين اتهمهم الامن السعودي امس باقامة علاقات مع “منظمات مشبوهة لزعزعة العقيدة” يدرك كم في هذه الاتهامات من تجن وكم في اعتقالهم من ظلم…
فالحقوقي المتميز الدكتور ابراهيم المديميغ والناشط الشبابي محمد الربيعة من اهل الثقافة والفكر والقانون وتاريخهم يشهد لهم بالنزاهة والاخلاص، كما يشهد للاخوات المعتقلات المعروفات بانهن رائدات في الحركة النسائية في مجتمعهم…
وقد استفزتني كثيرا طبيعة التهم الموجهة لهم واستفزني اكثر ملصق جرى توزيعه على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن صورا للمعتقلات والمعتقلين وقد كتب عليها “خونة” في وقت يدرك مواطنوهم وعارفوهم من النخب الفكرية والثقافية مدى اخلاص كل منهم لبلده واحترامه لحكم القانون….وان كل جريمتهم انهم دعاة اصلاح في زمن تحتاج فيه كل اقطارنا العربية الى اصلاح ومشاركة ومراجعة.
اننا ندعو السلطات المعنية في الرياض الى الافراج الفوري عن المعتقلات والمعتقلين الاصلاحيين كما ندعو كل المنظمات والهيئات الحقوقية والانسانية الى التحرك للافراج عنهم…
5- لماذا المغرب
سالني صديق عن سر نجاح الشعب المغربي في تنظيم المسيرات الضخمة من اجل فلسطين وكان جوابي بسيطا يشير الى ثلاثة اسباب رئيسية اولها عراقة التنظيمات السياسية والنقابية والجمعوية في المغرب والتي صمدت في اصعب الظروف لاسيما فيما سمي بسنوات الجمر…وثانيها العلاقة التاريخية بين المغاربة وفلسطين وتحديدا القدس حيث هناك حي كامل اسمه حي المغاربة الذي هدمه الصهاينة بعد الاحتلال الكامل للقدس…
اما السبب الثالث والاهم فهو في حرص التيارات الرئيسية في المغرب من اسلامية ويسارية وليبرالية وقومية على العمل المشترك من اجل فلسطين التي لكفاحها اولوية تتجاوز كل الخلافات الاخرى…
الجميع يقول فلسطين توحدنا والقدس تجمعنا…ولكن القليل منا نجح في ترجمة هذا الشعار الى صيغة عملية…من هذا القليل كان قادة مناضلون في المغرب لم يستسلموا لزلازل الانقسامات التي عصفت بالامة في السنوات الاخيرة…
فتحية لهم….وكلنا امل ان يحذوا حذوهم اخرون في اقطار اخرى…
٢2 ايار/مايو في اليمن
في مثل هذا اليوم 22 ايار/مايو قبل ٢٨ عاما استبشر العرب عموما ،واليمنيون خصوصا، بإعلان الوحدة بين شطري اليمن باعتبارها فعلا وحدويا اولا وفعلا ديمقراطيا ثانيا وفعلا مبشرا بقيام دولة قوية في الجزيرة العربية ستلعب دورا هاما في تغيير المشهد الراهن فيها…
والقليل يعرف ان الاجواء التي رافقت انتفاضة الحجارة في فلسطين في اواخرعام ١٩٨٧ ساهمت في التمهيد لعودة الاتصالات بين صنعاء وعدن لاسيما ابان انعقاد ندوة المئة مثقف من اجل الانتفاضة التي دعا اليها رئيس جامعة صنعاء انذاك الشاعر والمناضل والمثقف الكبير عبد العزيز المقالح وإشترك فيها نخبة من اهم المثقفين والمبدعين العرب…
ورغم فرحتنا بقيام الوحدة الا اننا لم نخف تخوفنا من ان قيام الوحدة اليمنية سيقود الى تعاظم المؤامرات عليه مستفيدة من ثغرات وانقسامات ومصالح وعصبيات لا لضرب الوحدة ذاتها بل لتمزيق اليمن الى” اشطار “بدلامن شطرين فقط…وهذا ما نراه اليوم مصحوبا بوحشية العدوان وتغليب المصالح الذاتية على المصلحة اليمنية العليا…
ولكنني من الذين يعتقدون ان اليمنيين بصمودهم الاستثنائي وشجاعتهم وحكمتهم قادرون على الخروج من محنتهم اكثر قوة ووحدة وتقدما…
103 تعليقات