الكويت خارج الصف العربي المتخاذل
قال كوشنر لسفير الكويت في واشنطون إن الكويت خارج الإجماع العربي، وإن الدول العربية الكبرى قد نسقت الموقف مع مصر والسعودية بشأن غزة. لكن الكويت عقرت الولايات المتحدة في مجلس الأمن وصوتت ضد المشروع الأمريكي الذي تدعمه دول عربية.
كلام المسؤول الأمريكي الذي هو صهر ترامب صحيح ودقيق. الكويت بالفعل خارج الإجماع العربي. أغلب الأنظمة العربية تقيم علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني وتنسق مواقفها مع الولايات المتحدة المعادية للشعب الفلسطيني والتي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية. الكويت دولة ما زالت تقبض على الجمر، أي ما زالت عند موقفها من الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني نظريا وميدانيا . لقد دعمت الكويت الفلسطينيين منذ عقود، وسهلت لمنظمة التحرير عملها في البلاد، ووافقت على إقامة الجمعيات الفلسطينية والمدارس الفلسطينية، وأفسحت المجال الواسع لكي يعمل الفلسطينيون فيها ما يرونه مناسبا لقضيتهم. ولم تتأخر الكويت في تقديم الدعم المالي للفلسطينيين، وإتاحة المجال لجمع التبرعات، الخ. وكان لمندوبها في مؤتمر اتحاد البرلمانات موقف رائع أثلج قلوب الفلسطينيين وصدور كل المؤيدين للحقوق الفلسطينية. وقف السيد مرزوق الغانم موقفا رجوليا عربيا أصيلا عندما وبخ مندوب الصهاينة وأجبره على مغادرة القاعة. ووقفت الكويت موقفا صلبا وشجاعا في مواجهة المشروع الأمريكي القاضي بتحميل حماس مسؤولية ما يجري في غزة على اعتبار أن الحركة، وفق التصنيف الأمريكي، حركة إرهابية بينما الاحتلال قوة سلام ومحبة. لقد أفسدت الكويت على أمريكا مشروعها وكذلك على الدول العربية الأخرى.
وطبعا تشذ الكويت بهذا عن الموقف العربي العام الذي هو موقف تخاذل وخنوع وخضوع واستسلام. ولهذا لم يخطئ المسؤول الأمريكي. وواضح أن موقف الكويت أرقى من الموقف الفلسطيني، وما تجرأت الكويت على قوله ورفضه، لا يجرؤ أهل أوسلو الفلسطينيون على القيام به.
الكويت تقف مع الحق الفلسطيني على الرغم من موقف منظمة التحرير المخزي من دخول العراق للكويت. لقد أساءت المنظمة للكويت في تلك الفترة وسببت الكثير من الآلام والأحزان للفلسطينيين الذين كانوا يعملون في الكويت مكرمين ومعززين.
فشكرا للكويت، وكلنا ثقة بعد تجاربنا الكثيرة أن الكويت ستبقى قابضة على الجمر على الرغم من أن الدول الاستعمارية لن تتركها تقرر لنفسها بنفسها ومن المحتمل أن تسبب لها المتاعب.
المقال لرأي اليوم
تعليق واحد