“فيما يتعلق بالوضع الراهن في الجمهورية العربية السورية، ننصح وزير الدفاع الأمريكي بدراسة خريطة الوضع في هذ البلد. جميع بؤر مواجهة إرهابيي “داعش” في سوريا موجودة فقط في المناطق، الخاضعة لسيطرة واشنطن”. المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف.
اعتبر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، James Norman Mattis، تدخّل روسيا وإيران العسكري، ودعمهما للرئيس السوري، بشار الأسد سببا “قاد الشعب السوري إلى كارثة”!!
رد وزارة الدفاع الروسية الناري والمفحم على “مزاعم” ماتيس، – وإن دحضته الوقائع الميدانية وفنّدته حصيلة التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن الهزيلة وأقوال تناقض أفعال المسؤولين الأمريكيين- لم يتأخر كثيرا! فقد صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف –موجّها كلامه لهذيان ماتيس قائلا: “فوجئنا بالتلاعب اللفظي من قبل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس فيما يتعلّق بما يجري في سوريا. وأريد قبل كل شيء أن أذكّره بأن ظهور تنظيم “داعش” جاء نتيجة لغزو بلاده العراق تحت ذريعة كاذبة بوجود أسلحة كيميائية لدى صدام حسين”.
تذكرة ماتيس بجريمة العدوان على العراق بتعلّة واهية وذريعة زائفة هي الأسلحة الكيمياوية، عقبها اتهام ضمني بالوقوف وراء ظهور التنظيم الإرهابي وتركه يتمدّد جغرافيا وينمو عسكريا وكان بالإمكان محاصرته جغرافيا وتحجيم دوره منذ البداية! لو كانت النية كبح جماحه لا الاستثمار فيه!
حتى أن كوناشينكوف أشار –وهو المحق- إلى أن توسّع “داعش” في سوريا “أصبح ممكنا بفضل التقاعس المجرم من قبل واشنطن وما يسمى بالتحالف الدولي، والذي بفضله سيطر المسلحون على المناطق النفطية الرئيسية في الشرق السوري، والتي درّت عليهم موارد مالية دائمة من البيع غير المشروع للنفط”.
“التقاعس المجرم” أم الرهان على جيوش الجيل من الحروب التي أطلق لها العنان تذبح وتسبي وتدمّر وتتوسّع يوم كان الشعار “باقية وتتمدّد” ! ويوم كان الحديث عن “معتدلين” تزكيهم وكالة استخبارات مركزية وتدرّبهم وتسلّحهم وتموّلهم ثم تُطلقهم لتكتشف في اليوم التالي أنهم انضمّوا لأحد التنظيمين القاعدة أو “الدولة الإسلامية”!! هذا ما قلناه منذ الأيام الأولى يعيده الآن إيغور كوناشينكوف وإن بشكل مختلف: “واشنطن ركّزت كل هذا الفترة على تمويل وإرسال شحنات الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات إلى “المعارضة السورية”. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من تلك الأسلحة والذخائر التي أرسلتها وصلت إلى فرعي تنظيم القاعدة في سوريا “داعش” و” جبهة النصرة”، اللذين تتوافق أهدافهما مع سياسة واشنطن، المتمثلة بالإطاحة بحكومة سوريا الشرعية”.
تبلغ جرأة كوناشينكوف المدى الذي يأبى بعض العرب بلوغه لتعلاّت شتّى أقلها المكابرة ، حين يجهر بالقول: “فيما يتعلّق بالوضع الرّاهن في الجمهورية العربية السورية، ننصح وزير الدفاع الأمريكي بدراسة خريطة الوضع في هذ البلد. جميع بؤر مواجهة إرهابيي “داعش” في سوريا موجودة فقط في المناطق، الخاضعة لسيطرة واشنطن” !!!
هل من تبرير مقنع لهكذا مفارقة، جناب الوزير؟ أ فيدونا يا من تنتظرون إنجازات هذا التحالف الدولي، يرحمكم الله! أم أن الإدارة شملت فقط شلة من المعاتيه غير المسؤولة عن تصريحاتها؟
“الكارثة الحقيقية” – سيد ماتيس- كما يوضح بدقة السيد كوناشينكوف هي “في التنف والرقة حيث تسيطر القوات الأمريكية بشكل غير قانوني” !
د. نبيل نايلي-باحث في الفكر الاستراتيجي، جامعة باريس. المقال لرأي اليوم
تعليق واحد