مواطن جزائري يصفع أخاه الإفريقي ورئيس فرنسا يقبل رأسه!
21 يوليو 2018، 16:19 مساءً
كنت قد نشرت مقطع فيديو لجزائري، يقطن مدينة من المدن الجزائرية بشرق البلاد، وأعتقد أنني لست الأول، يصفع طفلا افريقيا محتاجا، أسقطته الصفعة أرضا…وجعلته يصرخ دون توقف… وجعلت من يرى المشهد من أصحاب القلوب الرحيمة يبكي على حال الجزائر في الوقت الراهن.
من كان حوله من ضعاف النفوس، كان يقهقه، وكأن هذا التصرف الارهابي يدعو للقهقهة، بدل أن يبكي هذا المُخدّر… ويتأمل الآية الكريمة: “وأمّا السّائل فلا تنهر”.
رأيت مشاهد أخرى لجزائريين ضد جزائريين، والحسرة تقطع أحشائي، رأيتهم كيف يضربون بعضهم دون شفقة وكيف يعتدون على بعضهم كذلك…
وقرأت تعليقاتهم على موقع الفاسبوك واليتيوب وهم يتهكمون من إخوانهم، ومنهم من يدعو الى طرد الأفارقة وعدم السماح لأي منهم دخول الجزائر، متهما اياهم بالأمراض والفسق والسرقة…والتسجيلات موثقة وموجودة في موقع اليتيوب لمن أراد مراجعتها.
لوكان الأمر نفسه مُنطلقة المبدأ والمعاملة بالمثل، لتجردنا من جزائريتنا… ولقلنا أمر لا يحتاج الى فلسفة وطول كلام…
لكن المحير أن من بين هؤلاء، من ربما يقطع البحار ويخاطر بحياته طمعا أن يعيش في أوربا…مثلما يطمح الأفارقة في الجزائر.
وعندما يعبر المحيط …بمجرد أن تطأ قدماه اليابسة يطالب بحقوقه…
في المقابل نجد من يصرخ غيظا ويستشيط غضبا لمّا يسمع الفرنسية مارين لوبان رئيسة حزب اليمين المتطرف، وهي تطالب بطرد الحراقة وارجاعهم الى بلدانهم الأصلية دون قيد أو شرط…ويصفونها بالعنصرية وعدوة الأجانب…وأنا هنا لا أدافع عنها بل أتحدث من باب المنطق والموضوعية.
إنه الأمر المؤسف الذي يطبقه هؤلاء الاخوة الجزائريين حرفيا على اخوانهم الأفارقة الذين دفعهم الفقر والعطش والظروف المختلفة… للمجيئ إلى الجزائر…ولو لمرحلة مؤقتة.
دعونا الآن ننتقل الى حادثة تقبيل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لرأس اللاعب من أصول جزائرية – افريقية…اللاعب الدولي كيليان أمبابي، الذي سجل الهدف الأخير من مباريات كأس العالم، و قضى من خلاله على أحلام الفريق الكرواتي ورئيسة كروايتيا الشقراء التي لفتت أنظار الجزائريين الى درجة أن أصبح من يتمناها رئيسة للجزائر بدل من قال أنه لن يقبل أن يكون ربع رئيس.
قلت: قبل رأسه، اعترافا بجميله …وهنا وجب طرح أسئلة موضوعية حول نفس العنصر الافريقي.
ماذا لو عومل اللاعب ذو الأصول الافريقية بنفس المعاملة التي عومل بها الأخ الافريقي في الجزائر، ويعامل بها الأفارقة عموما… في أوربا مثلا؟ هل يستطيع أن يرتق وأن يصل الى المرتبة التي وصل اليها… ؟ لعلكم تذكرون قبل شهر أو شهرين حادثة انقاذ المالي لطفل، وكيف استقبل من طرف الرئيس في الإليزيه وكيف تم تكريمه.
انّ تقبيلة الرئيس الفرنسي لرأس لاعب من أصول افريقية، صفعة قوية لكل من لازال يمارس العنصرية ضد الأفارقة، مهما كانت خلفياته ومعتقداته
وهي رسالة لكل من يشكك في قدرات الأفارقة ويحتقرهم بسبب بشرتهم السوداء
إن ما قام به الرئيس الفرنسي من خلال هذه الحركة، درس لكل المسؤولين في الجزائر الذين يحتقرون الارادات والكفاءات… والذين جعلوا من الحمير فرسانا… ومن القطط أسودا، وهجروا الطاقات في المقابل وبددوا الأموال في التفاهات، ووزعوا الاراضي والعقارات والقروض على من لا يستحقها، وساهموا في تفكيك الاسرة التي يقوم عليها المجتمع.
تحظرني وأنا أكتب هذه الخربشات عدة أسماء…أصبح لها شأن كبير في فرنسا وأمريكا وفي دول أخرى…طالها التهميش والاحتقار في الجزائر واضطرت للهجرة…وأذكر على سبيل المثل لا الحصر، نورالدين مليكشي ومسعود أوزيالة…
كيف استطاع زين الدين زيدان أن يهدي كأس العالم لفرنسا؟
قد يقول مريض نفسي لماذا تحاول مغازلة فرنسا…فأقول : لو وجدت الحرية في الجزائر ما كتبت حرفا من فرنسا…يكفي أنني منعت من النشاط السياسي واسألوا يزيد زرهوني وخدمه يعطونكم التفاصيل.