كتاب عربمواضيع رئيسية
مشاكل أمتنا في أنظمة ولدت من أب غير شرعي حدد لها وظائفها لخدمته
مصالح هذه الأنظمة ومصالح شعوبها خطان متوازيان لا يلتقيان !
بعد انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى حكم الاستعمار العالم العربي وقسمه الى دويلات . حسب ما بينت في مقالات سابقة كان هناك شبكة يهودية ماسونية في طول الدولة العثمانية وعرضها وثيقة الصلة بحزب الاتحاد والترقي كما جاء في تقرير للسفير البريطاني لوثر الى وزارة خارجيته آنذاك .
حركات (التحرر العربية ) كان يقودها ضباط مخابرات بشكل مباشر . كان فلبي مع عبد العزيز آل سعود تمويلاً و تنظيماً وتسليحاً وتوجيهاً .كان فلبي يتبع المخابرات البريطانية في الهند كما كانت مشيخات كل دولة من دول الخليج تدار من قبل (معتمد سياسي بريطاني) يتبع مخابرات الهند ايضاً . اما الثورة العربية فقد كانت تدار من المخابرات البريطانية من القاهرة عن طريق لورنس . لم يكن التنسيق بين لورنس وفلبي وإنما كان التنسيق بواسطة المخابرات في لندن ووزارة المستعمرات . عندما طالب الشريف حسين بريطانيا بالوفاء بما قطعت له من عهود ووعود نصحه لورنس بالتخلي عن تلك المطالب والاكتفاء بمملكة الحجاز. لم يقبل الشريف حسين النصيحة فتم الايعاز الى عبد العزيز آل سعود بإحتلال الحجاز حيث تم نفي الشريف الحسين الى قبرص حتى نزعه الاخير حيث تم احضاره الى عمان ثم دفنه في القدس .
اثناء فترة الاستعمار المباشر تم تنصيب ابناء العوائل والعشائر والقبائل على الانظمة الجديدة التي رسم الاستعمار حدودها ووظيفتها . كان اكثر هؤلاء من الماسون . ما يُعرف عنهم ان هدفهم الاخير هو اعادة بناء هيكل سليمان على انقاذ المسجد الاقصى . وكثيرٌ منهم كانوا ضمن الحركة السرية اليهودية الماسونية التي ذكرها السفير البريطاني لوثر والمشار اليها اعلاه . من هؤلاء مثلاً كان نوري السعيد والذي اصبح ركناً من اركان النظام في مملكة العراق .
تم تجهيل وغسيل دماغ واعادة قولبة أجيال اثناء فترة الاستعمار وشبه الاستعمار الذي تلاه . فمثلاً درسنا في الابتدائي اثناء الانتداب صفحة أو صفحتين عن الخلفاء الراشدين ودرسنا مجلداً عن تاريخ العبرانيين واليهود في فلسطين . كانت فترة الاستعمار المباشر هي فترة اعداد اجيال جديدة مغسولة الدماغ تكاد لا تعرف شيئاً عن تاريخها أو حضارتها . تم التركيز على عصور الانحطاط في التاريخ العربي والاسلامي وعلى الفردية والانانية في صقل الشخصية الجديدة . علمونا التطرف في التفكير كقول الشاعر (لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ) وعلمونا عن عصر الجاهلية اكثر مما علمونا عن عصر الحضارة والاشعاع العلمي والفكري فخرجنا أننا نظن ان تاريخنا كله تافه وشقاق ونفاق وغزو واقتتال بين القبائل والعوائل بحيث اصبح ذلك مغروساً في العقل الباطن للكثيرين .
في عصر ما أسموه عصر الاستقلال. تم تنصيب من تم برمجتهم بثقافة غير ثقافة شعوبهم وبقي لديهم مستشارين وتم هدم اي روابط جامعة لتكوين مجتمع مدني . وتم بناء احزاب لتتناحر الواحدة مع الاخرى لزيادة الفرقة وليس للديمقراطية . وما لبثت تلك الفترة اكثر من بضع سنين فاستولى العسكر على الحكم هنا وهناك . وبقي الامر كذلك حتى يومنا هذا .
قام العميد حسني الزعيم باول الانقلابات العسكرية في العالم العربي. وتبين لاحقاً انه كان أول انقلاب تدبره المخابرات الامريكية وذلك لان البرلمان السوري قبل الانقلاب رفض قانون تمرير انبوب نفط التبلاين الذي يربط بين حقول النفط السعودية مروراً بالاردن وسوريا فلبنان . كان اول ما فعله حسني الزعيم هو حلّ البرلمان ثم تمرير مرسوم حق عبور خط التبلاين . أما صاحبنا حسني الزعيم رافع شعار القومية العربية فقد كان كردياً كما كان نائبه كذلك وكما كان رئيس وزرائه محسن البرازي . واخيراً اصبحت الجمهوريات العربية (ملكيات جمهورية عائلية ).
كان الانقلاب الثاني في مصر بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر ذو ال32 سنة . لا يشك احد بوطنيته . المشكلة هنا أن الامور تحكم بالنتائج لا بالنيات ! جاء عبد الناصر بإنقلاب بالتنسيق مع المخابرات الامريكية . كان مكتب كيم روزفيلت عميد المخابرات المركزية في الشرق الاوسط بجانب مكتبه ! تم اعادة تأهيل المخابرات المصرية من الـCIA وكان زكريا محي الدين وغيره من المبعوثين للولايات المتحدة للتدريب على ادارتها وتم تجنيد بعضهم. اغلب الظن ان الشاب جمال عبد الناصر كان يظن ان الولايات المتحدة كما كان شائعاً هي رائدة للحرية والديمقراطية وزاد في قناعته انها ستساعده في اخراج الانجليز من قناة السويس . لم يكن لديه من الخبرة آنذاك أنها ليست جمعية خيرية وانها في حقيقة الامر تمثل الاستعمار الجديد بأبشع صوره . عندما اكتسب شيئاً من الخبرة وعرف نوايا الولايات المتحدة كانت مؤسساته مخترقة حتى العظم من المخابرات الاجنبية وخصوصاً الامريكية كما برهنت الاحداث لاحقاً . عين صديقه البكباشي عبد الحكيم عامر ليقود الجيش المصري ظننا منه انه سيكون وفياً له. الا انه حول الجيش الى مركز قوة وشلل وغرزات تحشيش ومجالس انس مع الفنانات … الخ مما تسبب في نكسة بعد نكبة بعد أخرى .
كانت افعاله ردود افعال لا افعال ضمن خطط مؤسسية فَسَهُلَ جره الى حرب الاستنزاف في اليمن ثم جره الى حرب لم يكن يريدها ولم يكن مستعد لها في مسرحية دخول الجيش الى سيناء و طرد المراقبين الدوليين.
اذا كانت الامور بخواتيمها :
-
عند انقلابه كانت مملكة مصر والسودان مملكة واحدة وعند وفاته رحمه الله خسرت مصر السودان بالاضافة الى سيناء . وحدة السودان مع مصر كان يمكن أن تكون قوة مركزية لعالم عربي قوي، ففي مصر الخبرة والكثافة السكانية وفي السودان الاراضي الخصبة والمياه والثروات الطبيعية . أليس هذا اكثر اولوية من الاتحاد مع دولة يفصلها البحر الابيض المتوسط كسوريا ؟
-
دلت حرب 1967 أن اجهزة الدولة وخصوصاً الجيش مخترق من المخابرات الامريكية بل والاسرائيلية الى درجة أنهم كانوا يحددون كل شيء ! حفلات سكر وعربدة للطيارين ما قبل الهجوم ! ابعاد جميع قيادات الجيش من مواقعها في سيناء الى قاعدة عسكرية لاجتماع المشير الخطير مع قياداته في مطار عسكري على الضفة الغربية لقناة السويس حيث تم تحديد ساعة الاجتماع الثامنة صباحاً في نفس دقيقة الهجوم على المطارات المصرية وتحطيم المطارات والطائرات .
-
تم تعطيل اقلاع طائرة المشير الخطير عبد الحكيم عامر لتكون في الجو ساعة ضرب المطارات أي الثامنة مساء بحيث تم منع الدفاع الجوي اثناء تواجد طائرة المشير في الجو .
-
وهناك الف دليل ودليل وكأن قيادة الجيش الاسرائيلي ومخابراته هي التي كانت تصدر الاوامر ويتم تنفيذها مباشرة .
-
وكأن كل ذلك لا يكفي فلقد قام بتعيين انور السادات نائباً له في وقت كان يعلم انه كان ضابطاً في الحرس الحديدي لفاروق وتعامل مع المخابرات الالمانية في حرب العالمية الثانية. وكما يقول الكاتب الامريكي بوب وودورد وثيق الصلة بالمخابرات الامريكية بأن انور السادات كان يقبض راتباً شهرياً من كمال أدهم مدير المخابرات العامة السعودية والمنسق لوكالة الاستخبارات الامريكية المركزية CIA في الشرق الاوسط. فقام السادات بنسف انجازات جمال عبد الناصر وبالتعاون مع كاتم اسراره محمد حسنين هيكل .
-
مع احترامي لشخص جمال عبد الناصر لكن اسلوب الحكم واعتماده على الاشخاص الذين اثبتوا عدم الكفاءة او ما هو اكثر من ذلك قد ادى الى نتائج كارثية وتتابع حكم العسكر في مصر التي كانت منارة الشرق بحيث اصبحت دولة شبه فاشلة .
تعليق واحد