الشعب الجزائري يرفض كل أشكال التدخل الأجنبي/ علي بن فليس
19 مارس 2019، 01:07 صباحًا
تتحدث بعص الأخبار الإعلامية عن انتشار ديبلوماسي للنظام السياسي القائم، حيث يتضح بأن هذا النظام قد أفزعته تصريحات بعض الشركاء الأجانب بخصوص حق الشعب الجزائري في التظاهر السلمي، وتنامي تعاطف الرأي العام الدولي، لاسيما الغربي منه، تجاه هذا الحراك السلمي في بلدنا. و كردّ على ذلك، يبدو أن هذا النظام قد باشر حملة باتجاه الشركاء الأجانب للمرافعة عن قضيته الخاصة، وتسويق ورقة طريق رئيس الجمهورية التي رفضها الشعب الجزائري، مناشدا تفهم الغربيين الذين يتحسسون، أكثر من غيرهم، لضغط رأي عام بلدانهم، وساعيا لكسب دعم البعض الآخر، لاسيما روسيا والصين.
أليس من الغريب و من التناقض مشاهدة نظام سياسي كان يندد بالتدخل الأجنبي كلما كانت ترتفع بعض الأصوات عبر العالم لمساندة الحق الدستوري للجزائريين في التظاهر السلمي، أليس من الغريب أن يتخذ هو نفسه مبادرات تصبّ في اتجاه تدويل الأزمة عندما يشعر بأن بقاءه و ديمومته أصبحت في خطر؟؟.
إن حل الانسداد السياسي الحالي هو بين أيدي الجزائريات والجزائريين أنفسهم، و يجب أن يبقى كذلك. وإن تدويل الأزمة ينجر عنه، حتما، فتح بلدنا أمام تنافس القوى الأجنبية التي نعرف آثارها المدمرة على البلدان التي تعرضت لذلك.
إن اليد الأجنبية لم تأت من الجهة التي كثيرا ما كانت محل إدانة ظالمة وجائرة من النظام السياسي القائم، والتي هي المعارضة، و كل من كان يندد وينتقد انحرافاته. فقد اكتشف النظام السياسي القائم الآن، و يا للعجب، فضائل في اليد الخارجية و لم يعد يتردد أو يمتنع أو يوقفه أي ممنوع أو محرم، بل أصبحت اليد الخارجية بالنسبة إليه هي يد منقذة له.
إن الشعب الجزائري مصمم، دوما، على رفض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لبلدنا، وقد صرخ عاليا وبكل قوة، منذ بداية المسيرات الأولى، رفضه لذلك. ولا يسمح إطلاقا بأي تدخل أجنبي من أي جهة كانت وتحت أي ظرف من الظروف.
علي بن فليس ـ رئيس حكومة أسبق ورئيس جزب “طلائع الحريات” ـ الجزائر والمقال من رأي اليوم