الحوار المطلوب لحل الأزمة الجزائرية.. عقباته ومواصفاته/ علي بن فليس
4 مايو 2019، 00:58 صباحًا
مما لا شك فيه، ولا نزاع يلاحقه، أو خلاف يدور حوله هو أن الحوار يمثل جوهر وروح العمل السياسي المسؤول والبناء. كما يشكل، أيضا، الوسيلة المفضلة التي يتوجب توظيفها في حل الأزمات. وإن حتمية الحوار فكرة وقناعة يتقاسمها الجميع، ولا أحد يشك في ضرورتها القصوى وطابعها الاستعجالي المطلق في وجه الأزمة ذات الخطورة الاستثنائية التي يعيشها بلدنا الجزائر. وعليه، فإن رهان الساعة المفصلي يكمن في بعث وتفعيل هذا الحوار بتهيئة كل الظروف الملائمة لحسن صيرورته ونجاعته و نجاحه.
إن ما هو جلي تمام الجلاء، هو أن بلدنا يواجه أزمة سياسية ودستورية ومؤسساتية. ولكن ما هو أكثر جلاء وخطورة يستشف في الانسداد الكامل الذي يعترض سبيل البحث عن حل الأزمة. ومن هذا المنظور، فإن أولوية الأولويات في هذه الساعات الحرجة تكمن في تجاوز هذا الانسداد وفسح المجال لتوافق حول مضمون هذا الحل.
إن هذا الانسداد واضح المعالم والأركان. فهو نتاج تعارض عميق وتباعد صريح بين مسار مبني على أساس تطبيق حرفي وحصري للمادة اثنتين بعد المائة “102” من الدستور والمطالب المشروعة المعبر عنها من طرف الثورة الديمقراطية السلمية التي يعيشها البلد. وفي هذا السياق، فإن ما يكتسي الصبغة الاستعجالية المطلقة هو العمل الحثيث على تجاوز هذا التعارض والتباعد بين المسار المتبع راهنا والتطلعات الشعبية الملحة.
وخلاصة القول: يتوجب على كل حوار هادف وواعد وموجه نحو البحث عن حل فعلي وسريع للأزمة أن يتخذ موضوعا محوريا وعلة وجود من سد فجوة هذا التعارض والتباعد. وعليه، فإن حوارا بهذه الميزات والمواصفات يقتضى مخاطبين ذوي مصداقية وثقة، كما يتطلب وضع أطره الدقيقة ورسم أهدافه المتوخاة وتشخيصها بكل وضوح.
علي بن فليسـ رئيس حكومة سابق، ورئيس حزب “طلائع الحريات” ـ الجزائر والمقال من رأي اليوم