كتاب عربموضوعات رئيسية
العلاقة العربية الايرانية بين حقائق التاريخ والجغرافيا و الحضارة وزيف الاعداء “الاشباح”
بلاد فارس وعالمنا العربي لا يملكان ترف فك الارتباط بينهما فجوارهما الجغرافي وتشابكاته القومية والحضارية والتاريخية تفرض نفسها عليهما . وحيث أن الطرفين متجذران في التاريخ فيجب أن يكون مقالنا هذا لتحديد نوع العلاقات بين دول الجوار هذه. يجب أن ننطلق من نقطة ما من هذا التاريخ الطويل .
حيث أن ” الاسلام يجبُ ما قبله” حسب حديث رسولنا العظيم فذلك يعني أن نعت شعب ايران ما بعد الاسلام بالفرس عبدة النار لا يقل خطأً عن نعت المسلمين العرب بالاعراب (الذين هم اشد كفراً ونفاقاً) وعبدة اللات والعزى . يقرأ الايرانيون صلاتهم من قرآن عربي ويؤمنون باركان الاسلام الخمسة وساهم علماؤهم في اثراء كافة العلوم من الطب والفلك والكيمياء في حضارتنا العربية الاسلامية , بل وان أبا اللغة العربية سيباويه وكذلك العديد من اهل الفقه هم من بلاد فارس ! هذا يعني أن تلك البلاد قد ساهمت في بوتقة الحضارة العربية الاسلامية الجامعة ما بين اصحاب تلك الحضارة والتي تصهر داخلها وحدودها القومية المسلم والمسيحي واليهودي فهي حضارة جامعة . لم يلغي الاسلام القومية ولا الوطنية حيث اعترف بها (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ ). وهنا اُذكر بأن القوميات داخل النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي كانت تتعايش بوئام. أما النظام الغربي الرأسمالي فإنه نظام يهومسيحي (Judeo-Christian) .
تصف الإنسايكلوبيديا ويكي بيديا اليهومسيحية هكذا : “يرى المؤرخون أصل مصطلح الثقافة اليهومسيحية يعود إلى الثورة البروتوستانتية … وفي السياق الأمريكي يرى المؤرخون بأن استعمال هذا المصطلح هو للدلالة على تأثير العهد القديم اليهودي (التوراة) والكتاب الجديد (الإنجيل) على الفكر البروتوستانتي ومفاهيمه بشكل خاص. … لقد رأى المهاجرون الأوائل لأمريكا أنفسهم الوارثين للكتاب المقدس العبري وتعاليمه … والتي أصبحت بدورها أساساً لمفاهيم النظام الأمريكي … لتصبح تلك المفاهيم العبرية أساساً للثورة الأمريكية ، وميثاق الاستقلال ، ودستور الولايات المتحدة.” اذن ما دمنا نعتمد النظام الغربي الرأسمالي فإننا مسيحيين ومسلمين نتبع حضارةً يهومسيحية اساسها التلمود والتوراة وعبادة المال.
اذا كان رسول الله صل الله عليه وسلم قال عن سلمان الفارسي ” سَلْمَانُ مِنَّا آل الْبَيْتِ” وقال “لا فرق لعربي على أعجمي الا بالتقوى ” فإن نعت الجمهورية الاسلامية في ايران بنعوتها القومية لا الحضارية او الدينية كلما راى الاستعمار مصلحةً في ذلك فليس هذا من العقل في شيء . كان شاه ايران يسعى جاهداً لاحلال الفارسية بدل الاسلام في بلاد فارس وقد فرض والده خلع الحجاب وكان جنوده يخلعونه بالقوة في شوارع المدن , ولم نكن نسمع كلمة الفرس . ولما جاء نظام جعل الحضارة الاسلامية والاسلام جزءاً من اسمه تم نعته بالفارسي. علماً بأن ايران فارسية لا يعني اكثر من نعت اي من الدول العربية بانها عربية . الملخص المفيد أن الله اراد من الجغرافيا أن يكون العرب والفرس جيراناً منذ الاف السنين وقيض للحضارة الاسلامية العربية ان تكون جامعةً بينهما . اما الغريب فهو الحضارة اليهومسيحية الغربية . ولا ضير في أن يعتز العربي بعروبته والفارسي بفارسيته ما دام ذلك ضمن بوتقة حضارتنا الجامعة .
منذ نشوء الجمهورية الاسلامية في ايران تآمر عليها المستعمرون الذين كانوا ينهبون ثرواتها ووظفوا ايران الشاه كشرطي لتحصيل الجزية من دول الخليج العربي . لم نكن نسمع حينئذٍ بكلمة الفرس وكان المبعوثون العرب الى شاه ايران ينحنون ليصبحوا زاوية قائمة 90 درجة . وبعد اقل من سنة من نجاح الثورة تم شن حرب ضروس على ايران الثورة يعرف الجميع نتائجها الكارثية . قال هينري كيسنجر “في كل الحروب رابح وخاسر لكننا نريد من هذه الحرب ان يكون بها خاسران.” وهكذا كان بعد ثماني سنوات من الحرب رجع العراق الى نفس حدوده ما قبل الحرب مع خسارته لاحتياطاته من الدولارات البالغة حوالي 40 ملياراً واصبح مديناً باكثر من 100 مليار دولار. وتضعضع الاقتصاد العراقي مما جعله يدخل في مغامرات غير محسوبة العواقب أدت الى احتلاله وتفكيكه .
هذا يأتينا الى العلاقة الايرانية العراقية . بدايةً دعنا نقول ان النظام العراقي ايام صدام حسين قد أمن فوائد كثيرة للعراق . اقام بنية تحتية متقدمة عن مثيلاتها في العالم العربي بل والخليج آنذاك . كما أنه قدم نظاماً تعليمياً وصحياً وصناعياً مشهودٌ له .
الا انه كنظام شمولي كثيراً يهدم ما يبني . تم ازاحة كل من عارض الحرب على ايران بدءاً من رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر وليس انتهاءاً باعضاء اللجنة التنفيذية لحزب البعث .
بعيدا عن السفسطة وتحميل الامور من التعقيدات ما ليس لها لزوم فلنسأل وبكل بساطة:
-
-
هل ساعد الحشد الشعبي بوقف هجوم داعش الكاسح نحو بغداد؟ ثم هل ساهم في دحر داحش لاحقاً ايضا؟ واذا كان الاحتلال قد نصّب العديد من اولياءه، واذا كانت العراق وايران مستهدفتين من الولايات المتحدة تحت مسمى “محور الشر”، فما المشكلة لو تعاون القطران في درء هذا الخطر خصوصاً وان الاحتلال الامريكي جاء بالبعض على ظهور دباباته لنهب مقدرات وموارد العراق ليصبح مديناً ب165 مليار دولار في الوقت الذي ينتج حوالي 5 مليون برميل في اليوم؟
-