المشروع الاميركي الصهيوني يتسارع في الانهيار.. وترامب وقع في كمين صعب الخروج منه
6 يونيو 2019، 03:33 صباحًا
ذشرت الواشنطن بوست اليوم : أن مشروع ترامب أو ما يسمى “صفقة العصر”، لم يكن لترامب فيه دور المبادرة ، بل ان ترامب تلقى هذه الأفكار من الشيخ محمد بن زايد وتبناها لأنها أعجبته !!! ، وكان محمد بن زايد قد أدلى بأفكاره لطاقم ترامب قبل نجاحه في الانتخابات واستمرببحثها مع الجانب الاميركي .
من هنا يمكننا أن نربط التصريحات الاعلامية السياسية لتفسير التراجع الاميركي ، واعادة النظر فيما سبق لترامب أن اتخذه من قرارات ، فقد قال ترامب : السعودية فشلت في اليمن ولم تصل قواتها لصنعاء خلال اسبوعين كما وعد السعوديون ، وقال عن مقتل الخاشقجي : هذه أسوأ عملية سرية سمعت عنها في حياتي .
واليوم ، وبعد كل جولات كوشنروايفانكا وبومبيو وبولتون في الشرق الأوسط نسمع بومبيو يقول : نحن على استعداد للتفاوض مع ايران دون شروط مسبقة ، ويقول : لن يكتب لصفقة القرن النجاح فهي لاتجيب على تطلعات الفلسطينيين ، ولا تلبي الا مصالح اسرائيل .
وسمعنا كوشنر يقول اليوم : للفلسطينيين حق تقرير المصير ، ولكنني أرى أنهم غير قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم !؟ ، وكأنه يكرر كلام مندوب اميركا وبريطانيا عندما قررت عصبة الأمم انتداب بريطانيا لتحضير الفلسطينيين ليحكموا أنفسهم في دولة !؟
أي أن السيد كوشنر يريد أن تحكم اسرائيل الفلسطينيين لأنهم غير قادرين على حكم أنفسهم !؟
وفي اليمن أُحرجت واشنطن بسبب فشل التحالف ، ومعارضة الغرب اجمالا لبيع أسلحة للتحالف ، وفي سوريا فشل التحالف واسرائيل واميركا في تحقيق أهدافهم ، ومصر قالت انها لن توافق على أي مشروع لايوافق عليه الفلسطينيون .
انهارت السلسلة حلقة بعد اخرى ، ولم يبق من مشاهد المسخ سوى اسرائيل وهمجيتها في القصف والغارات ومحاولات ضرب سوريا والعراق وحزب الله .
أما تركيا فمازالت تلعب دور اللاعب على الحبلين تدفعها أطماعها وأحلام اليقظة القديمة وهي تستخدم النصرة ايضا ودعم قطر المالي للابقاء على حرب الاستنزاف في سوريا ، لكن من الواضح أن القرار السوري المؤسسي لانهاء خطر الارهابيين في ادلب قد اتخذ لذلك نرى واشنطن تحث روسيا وتطالبها بالتوقف .
فشل التحالف على كل الجبهات مما أدى الى تفكك الموقف الاميركي الذي استبدل أثناء اوباما الاخوان المسلمين كأداة بالوهابيين وحلفهم ، فهزم الاثنان .
ونرى الآن بقاياهم وما خبئ من خلاياهم يقاتل قتالا تراجعيا ، ولا ندري كيف ستتصرف واشنطن مستفيدة من الخوازيق التي جلست عليها في المشرق حيال ليبيا والجزائر وتونس وربما مصر خلال الفترة القادمة ، فواشنطن تشكك الآن في كل مايطرحه التحالف ، وهي لاتريد الا جني الأموال وتكبير الحصص ، ودعمها لحفتر قد لايستمر طويلا وما خططت للجزائر قد يتراجع …، هذا يفسر مسارعة آل سعود للدعوة لقمم ثلاث خليجية وعربية واسلامية ، وهي تريد أن تقول لواشنطن انها مازالت قادرة على قيادة هذه الأمم وأن رأيها هو السائد ، وأن موقفها هو الذي سيتبعه الجميع ، لكن واشنطن تعي الآن أكثر من قبل جزء من الحقائق ورأينا ذلك في حرب التصعيد مع ايران ، وسنراها في اليمن قريبا وسيتراجع ترامب عن مشروعه وسيحاول اعادة صياغته …
لكن هذا لايعني استسلام واشنطن بل سيعني تبديلا وتغييرا في خططها ومشاريعها ، وسوف تلجأ لكل الوسائل السرية والعلنية في محاولة لضرب محور المقاومة الذي بدأ يثير الرعب في أوصالها ، ونحن لهذا السبب نرى أن الجو مهيأ للمغامرات العسكرية الاسرائيلية ولألاعيب كوشنر، ولعمليات ارهابية تشمل الاغتيالات والقصف والنسف والوصول بانزالات الى مواقع بعيدة وغير مكشوفة ، ولهذا ايضا نقول ان أخذ زمام المبادرة الآن من قبل محور المقاومة سيحدث زلزالا .
لم تتعرض اسرائيل منذ عام 1948 ، لحرب وصلت جوفها وداخلها كل الحروب كانت خارج حدودها ، وحتى الأراضي المحتلة تعاملت معها اسرائيل كمناطق خارج حدودها فاستخدمت الطائرات لقصفها والدبابات والصواريخ والاغتيالات ، فكيف سيكون وضعها اذا ما أجبرت على القتال داخل خطوطها وفي مثلثاتها القريبة من الشاطئ ؟!
بسام ابو شريف-كاتب وسياسي فلسطيني والمقال لرأي اليوم
192 تعليقات