canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عرب

لا تقولوا لي الحقيقة ولكن قولوا لي ما أحب أن اسمعه

كنت سنة 1966 في لوس أنجلوس كاليفورنيا  اثناء تصميم وادارة اول مشروع من نوعه في العالم  لتحويل المشتقات النفطية الثقيلة جداً الى منتجات فائقة الجودة وحسب الطلب بواسطة تكنولوجيا جديدة آنذاك اسمها (التحطيم الهيدروجيني)  وذلك في اكبر شركة هندسية  في الولايات المتحدة . كان هناك رئيس قسم متسلط لا يحب أن يناقشه احد إذا أصدر أمراً أو تعليمات . وكان أحد ‏موظفي ذلك  القسم  مشاكسا لا يقبل ان يتلقى أمرا دون مناقشته ولكن  دون جدوى. اخيرا كتب الموظف  المشاكس على لافتة علـى الحائط  خلف مكتبه تقول “لا تقولوا لي الحقيقة ولكن قولولي ما أحب أن أسمعه”.

‏‏‏ أسوأ أنواع العبودية هي عبودية أمة غُسلت دماغها  لمدة قرن من الزمان فاصبح ابناؤها شعوبا وقبائل يدمرون بيوتهم  ‏بايديهم فأصبحوا كالإبل ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ.

وتذكرت قصة من قديم الزمان كان سيدا قد سأل عبده ماذا سيفعل لو أعطاه الف دينار  واعطاه حريته ، فأجابه العبد “سوف أشتري بها سيدا آخر”.

***

قرن من مأسسة الفساد والطائفية  والمحاصصة و الجاهلية:

‏خلال المائة سنة من الاستعمار المباشر وغير المباشر كان الحليف الأول للاستعمار هو الفساد وهو المنتوج الوحيد للطائفية والمذهبية والاثنية والمحاصصة في كيانات الاستعمار المستحدثة و وهكذا تم مأسسة الفساد ‏وخلق طبقة من الفاسدين المحليين الذين تتطابق مصالحهم الشخصية مع مصالح الاستعمار ويضعون مصالحهم الضيقة فوق أي اعتبارت وطنية أو قومية أو أخلاقيه. ‏كما خلق الاستعمار ورعى جيوش تلك الكيانات و اجهزتها الامنية وكان هدفها الوحيد هو الحفاظ على المصالح الوظيفية التي حددها الاستعمار لكل كيان . وبخلاف المؤسسات الامنية و مؤسسة الفساد تم افراغ مجتمعات تلك الكيانات من اي مؤسسات أو تنظيمات مجتمعية كما هو الحال في الدول ‏لتصبح شعوبها كقطيع الغنم يسوقها راعي واحد مع حماره و كلبه. ‏وبعد ترسيم حدود الوطن العربي إلى كيانات تم

سَن القوانيين الطائفية والمذهبية وانظمة المحاصصة بدءاً من ايام سايكس بيكو وليس انتهاءاً بالاحتلال الأمريكي للعراق . خلال هذه المائة سنة ‏اُخرِجت الشعوب من حضارتها و ثقافتها وثوبها فأصبحت كالغراب الذي اراد ان يكون حمامة فلا حمامة اصبح ولا عرف كيف يرجع ليكون غراباً !

***

هل حراكات اليوم والربيع العربي هي ثورات ام فوضى غير خلاقة؟:

كما ذكرنا اعلاه فالفساد وليد أنظمة الاستعمار  السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد خلق اوضاعاً لا تُحتمل من انظمة شمولية جاءت عن طريق تبعيتها للمستعمر في الخارج واقتصاد يتمُ حلبه من فئة لا تتجاوز 1% تأخذ الفتات وتُسهل نهب ثروات شعوبها، وتبيع مؤسساتها الاقتصادية لتحميل المديونية على شعوب فتصبح تلك الكيانات بلا سيادة اقتصادية وبالتالي بلا سيادة سياسية كما هو الواقع اليوم في اكثر تلك الكيانات. فكيف يعقل ان يكون دخل بلد أكثر من ربع مليار دولار في اليوم من النفط فقط كالعراق بل وأن يصبح مديناً بمئات مليارات الدولارات في الوقت الذي لا يكون هناك وظائف لمواطنيه بل وعدم توفير ابسط متطلبات الحياة من ماء وهواء نظيف ومن كهرباء بدونها تم ارجاع البلد الى العصر الحجري.

 وفي لبنان كيف يمكن أن تتزايد المديونية منذ 1992 لليوم الى حوالي مئة مليار وحالات فساد بالمليارات يعرفها القاصي والداني وهناك مليارات من الدولارات المنهوبة في خارج الاوطان من اقطاعيي الطوائف والمذاهب، بينما يخسرُ افراد الشعب البسيط المكافح ثروته إن وجدت عن طريق خفض سعر العملة. ولماذا لا يتم استثمار النفط والغاز في بحر لبنان الاقتصادي ومعلوماً من نفس الوقت الذي تم اكتشاف حقول الغاز الفلسطينية المنهوبة والتي تم بيع اكثر من 25 مليار دولار منها الى قطرين عربيين بينما يقوم اقطاعيو السياسة والاقتصاد بإعاقة استخراج ثروة بلادهم  وذلك لابقاء فسادهم في شراء المحروقات من الخارج وارباح المليارات المتحققة عن ذلك؟

ليس هناك شعوباً محقةً بالمطالبة بالتغيير اكثر من شعوبنا المظلومة . لكن هل الحراكات كما نراها اليوم في العراق ولبنان هي الاسلوب الصحيح لتغيير الامور ؟ وهل ما يحدث هو ثورة ؟

كنت في مقالات سابقة قد ذكرت أن  متطلبات الثورة ثلاثة: قيادة قوية  الشكيمة والعزيمة وتنظيمات مجتمع مدني فاعلة من احزاب وغيرها واهداف واضحة ومحددة وطريقة الوصول اليها . ليس لاي من الحراكات السابقة واللاحقة في لبنان والعراق اكتمال مثل هذه المقومات ليسمح لها أن تكون ثورة . هي عبارة عن وضع لا يطاق تماماً كما جاء في المثل الصيني   : تُشّبه الأوضاع في عالمنا العربي هذه الايام :”كسمكة كبيرة اُخرجت لتوها من الماء تتحرك بعنف علها تستطيع استعادة مكانها . وفي هذه الحالة لا تسأل السمكة إلى أين تأتي بها حركتها التالية لأنها تشعر فقط أن وضعها الحالي لا يمكن احتماله ، وهو أصلاً غير قابل للاستمرار”

مطالب الشعبين اللبناني والعراقي بالتغيير هي محقة تماماً ويجب تحقيقها ووضع الاليات والمقومات لذلك. لن يتم تصحيح  المشكلة بالخروج الى الشارع على غير هدى . إن هذه الحراكات نتيجةً الى ما ذكرنا اعلاه بدون قيادة ولا هياكل تنظيمية . بدأت هذه الحراكات بطريقة عفوية صادقة لتعبر عن مظالم واوضاع لا تحتمل واهمها محاربة الفساد. وتم سرقة هذه الحراكات من فئات من المجتمع المدني التي شكلها ومولها الاستعمار في الخارج فاستطاعت ان تختطف هذه الحراكات لتصبح أداةً لتحقيق اجندات لا وطنية غير ما خرجت الشعوب من اجلها للشوارع .

***

ما يجري بلبنان والعراق اليوم؟:

فلنقلها بوضوح . لم ترضى الولايات المتحدة ووكلائها في المنطقة عن اشتراك حزب الله في الحكومة اللبنانية . وتم اعتقال رئيس الوزراء في السعودية واُجبر على القاء بيان استقالته من الحكومة وهو قيد الاقامة الجبرية وذلك لاسقاط الحكومة التي شارك بها حزب الله. الحراك المختطف يريد تحقيق نفس الهدف الذي لم يتحقق باعتقال الحريري واعلان استقالته من الخارج . كان مطلب الحراك في البداية واضحاً وكان يجب التركيز عليه ويجب وضع الية لتنفيذه. وأما (كلن يعني كلن) فهي نتاج شركات العلاقات العامة المستأجرة من الخارج . يجب استهداف الفاسدين فقط ولا يؤخذ الصالح بجريرة الطالح ويجب وضع آليات واضحة لتحقيق ذلك بل وتسمية قيادة للمتابعة(steering committee).

في العراق دعني اقتبس ما كتبته جريدة الراي الكويتية :

“اليوم يسيطر المحتجّون في العراق على الشارع بأجندة واحدة: تغيير الفساد والفاسدين.لكن لاعبين محليين وإقليميين ودوليين يحاولون ركوب الموجة. فإلى أين تتجه البلاد وما أدوار أميركا وإيران؟ تسعى طهران وواشنطن إلى إيجاد حكومة صديقة في بغداد لا تهدّد خططهما الإستراتيجية. فأميركا لا تهتمّ بالديموقراطية في الشرق الأوسط ولا يهمّها نوع النظام في بغداد ما دام يخدم مصالحها. وتودّ الولايات المتحدة أن تتصرّف بغداد مثل اربيل المُتَعاوِنة التي توفّر مكاناً للقوات الأميركية والمستثمرين الأميركيين والصديقة لإسرائيل. أما أهداف إيران فهي كسْر العقوبات الأميركية والحفاظ على قواتٍ غير حكومية تتناغم مع إيديولوجيتها في حال أصبحتْ حكومة بغداد معادية، ورؤية آخِر جندي أميركي خارج العراق. في المقابل لدى الشعب العراقي أجندة أخرى، …. وتَعتبر أميركا خروج عبد المهدي إنتصاراً لها. وسبق أن حضر ترامب ونائبه مايك بنس إلى العراق دون الذهاب إلى بغداد  وهما هبطا في قاعدة عين الأسد. ” واستطردت  الراي قائلة أن” وزير الدفاع مارك أسبر عند زيارته الأخيرة لبغداد قد سلم رسالة الغضب الأميركية وذلك بسبب إجراءات عبد المهدي.

اذ غضبتْ أميركا على رئيس الوزراء لإتهامه إسرائيل بضرْب قواعد عراقية في البلاد، ولتوقيعه على عقود بمليارات الدولارات مع الصين وقراره بفتْح الحدود مع سورية ورفْضه الخضوع للعقوبات الأميركية على إيران وأخيراً رفْضه حلّ وإنهاء الحشد الشعبي”.

أليس هذا ما نقوله نحن.

نحن قلباً وقالباً مع حركات التحرير والمقاومة للعالم العربي ونود تسليط الضوء كي لا يتم اختطاف حراكات وانتفاضات محقة قادمة ان شاء الله .

د. عبد الحي زلوم- مستشار ومؤلف وباحث – رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى