كتاب عربموضوعات رئيسية
ليس لايران مستقبل بدون رد.. وبدون حلفاء حرب.. أين روسيا والصين..
7 يناير 2020، 01:02 صباحًا
ليس لايران مستقبل بدون رد.. وبدون حلفاء حرب.. أين روسيا والصين.. هل كان لامريكا ان تقتل سليماني لو كانوا معها
عشرات الضربات الإسرائيلية على مواقع ايرانية في سوريا منذ 3 أعوام، كان الرد عليها هو ” نحتفظ بحق الرد” فلو كانت ردت إيران في سوريا على إسرائيل وقتها ، لما تجرأت عليها امريكا في العراق، وقتلت قائدها الحقيقي، القائد الذي اوجد فعليا إيران في المنطقة
السؤال الأهم هنا: أين روسيا والصين،هل تركوا إيران في المواجهة منفردة، لماذا سمحوا البارحة بضربها في سوريا،واليوم في العراق؟
بدى واضحا أن إيران ازيحت من موقعها القوي في سوريا، لقد خسرت جزء كبيرا من نفوذها السوري، لصالح تركيا بدعم امريكي، وصمت روسي، برغم شراسة الحرب التي خاضتها هناك، والتضحيات التي قدمتها، حتى أن روسيا ظهرت أنها تنافس تواجد إيران في سوريا.
وتبعا لموقعها في سوريا،جاءت رغبة امريكا بازاحة ايران وإضعاف تواجدها في العراق، وهو ما قوبل برد ايراني شرس، هاجم السفارة الأمريكية لثاني مرة منذ قيام الجمهورية الإسلامية، وهو ما جعل امريكا تتخذ القرار الجريء بقتل اهم رجل في إيران.
لاشك أن “قاسم سليماني” رجل استثنائي، قائد ذكي وشجاع، فهو بطل قومي لإيران، لكن لإيران فقط، وليس للعرب، برغم انه ليس عدوا للعرب، لكنه لم يكن يعمل لتقوية النفوذ العربي، بل الإيراني.
فلو كان سليماني عربيا، لكان العرب والمنطقة في منطقة أخرى الان، انه رجل يحمل كل مواصفات القيادة التي تحتاجها اي أمة، رجل مثله يمكنه تغيير موازين القوى، لكن نقطة ضعف الرجل القوي كانت انه ايراني يحارب نفوذ امريكا في بلاد العرب، في بيئة غير صديقة، وسط شحن عاطفي وطائفي، جعلته عدوا للسنة، وهو مالم يكن واقعيا، لكنه فخ وقعت فيه إيران.
وبحساب السياسة لا العواطف،كان سليماني من يواجه عدو العرب الحقيقي، فقد كانت امنيته ضرب بوارج امريكا في الخليج.
ولكنه كان يعمل في مناخ اقل ما يوصف انه ليس صديقا له،أو ليس بيئته، ولم يكن له حلفاء اقليميين أو دوليين أقوياء، كروسيا والصين، فهو يستند فقط على الأذرع التي كونها وتعمل تحت ادارة الحرس الثوري.
ان نفوذ إيران في المنطقة على المحك، إضعافها في سوريا، سيمهد لسقوطها في لبنان، ولو سقطت في لبنان فمن نافلة القول الحديث عن تواجدها في اليمن “الحلقة الايرانية الأضعف “
لكن العراق هو رأس المحور الإيراني، ولن تتنازل عنه إيران بسهولة، لأن هذا يعني انتهاء نفوذ إيران في المنطقة إلى الأبد، برغم بقاء النظام الإيراني.
فلو كانت روسيا حليفا عسكريا قويا لإيران، لما اضطرت إيران لدخول مواجهة منفردة مع امريكا، في العراق، بل لما تجرأت عليها امريكا وقتلت قائدها.
ان قتل سليماني بالنسبة لإيران، يوازي بأهميته قتل جيفارا بالنسبة للحركة الثورية اليسارية وقتها، مع بقاء النظام في كوبا بقيادة كاسترو، أي بلا تأثير خارج حدودها، وهذا ما تريده امريكا من إيران ، أن تبقى داخل حدودها.
لذلك لا مستقبل لإيران بعد سليماني خارج العراق ، فالعراق يمثل نقطة الصراع الأبرز بين الثورة الإسلامية وأمريكا وحلفائها العرب، منذ الثمانيات.
وسقوط بغداد أو النظام العراقي، على يد القوات الأمريكية، كان لصالح إيران، التي لم تتوجه ضد التواجد الأمريكي في العراق بشكل مباشر.
فلم يكن أي منهما يهدد الآخر، بحسب ما صرح به مسؤولين أمريكيين مؤخرا ، فقد كان قاسم سليماني هدفا مكشوفا للمخابرات الأمريكية طوال سنوات حربه في سوريا والعراق ضد داعش، ولكنه أصبح الهدف حين بدأ بالتخطيط ضد النفوذ الأمريكي في العراق.
“بوليتيكو” الأمريكية أكدت أن الأجهزة الأميركية كانت تعرف مكان سليماني في كل دقيقة من كل يوم، «لا توجد لحظة في أي يوم لا تستطيع فيه خمس أو ست وكالات استخبارات أن تخبرك أين هو».
ووفقا للمجلة فإن سليماني كان يعرف أنه من السهل إيجاده لا سيما مع تحركاته الكثيرة بين العراق ولبنان وسوريا لكنه كان يظن أنهم لا يجرؤون على ضربه، «لقد كانت واحدة من نقاط حديثه: يمكن للأميركيين أن يجدوني في أي وقت ، إنهم فقط لا يجرؤون على ضربي»
لكن أمريكا تجرأت وقتلت سليماني، وهو يعني انها تعلم ان ايران لن تجد حلفاء حقيقين يقفون معها “عزل الضحية”.
لذلك على أيران اليوم أن ترد مباشرة باتجاه امريكا، وليس عبر الأذرع او الوكلاء، عليه ان يكون ردا يناسب حجم الحدث.
أما باغتيال المسؤول الأول الابرز في واشنطن، أو بتدمير كل قواعدها العسكرية في المنطقة، وهزيمتها انسحابها ،أو بقصف تل أبيب.
عدا ذلك فإن أي رد آخر عبر الوكلاء، في أي دولة خليجية او حتى في العراق، سيؤكد لامريكا أن إيران سقطت وان نفوذها أصبح ضعيفا.
وهي رسالة تعني أنه يمكن لامريكا أن تتمادى على أيران وتواصل هجماتها المباشرة دون خوف.
وهذا على المدى القصير يعني انتهاء المحور الإيراني، وسيطرة امريكا وحلفائها بالكامل على الشرق الاوسط، وهو ما يخل بتوازن اللعبة.
كل هذا يحدث وسط صمت وربما رضى روسي،صيني، فروسيا والصين لن تحارب من أجل إبقاء نفوذ إيران، فهم ليسوا حلفاء حرب. برغم أنهم في محور واحد، لكنهم ليسوا بصدد سن رماحهم في مواجهة امريكا في الشرق الاوسط.
روسيا والصين .. يضغطون لعدم الرد الإيراني، انهم يريدون ايران بدون رد، لتبلع إيران الموس،مقابل صفقة مع امريكا، تبقي تواجدها في العراق،وهو أمر بالغ الصعوبة على أيران، لانه أيضا يشي بضعف قدرتها على الرد الذي يرد اعتبارها.
واضح ان امريكا اقحمت إيران ووكلائها في مواجهة لم تكن تريدها،فالتواجد الأميركي ليس جديدا في المنطقة،ولا وليد الأمس،القواعد الأمريكية موجودة منذ 3 عقود،تحيط بحدود إيران، ومناطق نفوذها العربية،ولم تشن إيران أي هجمات ضدها.
إضافة إلى الهيمنية الاقتصادية”هيمنة الاي فون والشيفرولية” والتي تتعجب أن التأثير الاقتصادي الأمريكي، متغلغل في المحور الإيراني.
إيران الان ملزمة بالرد، لتؤكد لوكلائها انها ماتزال قوة إقليمية، فامريكا لم تستهدف قائدا عراقيا، أو لبنانيا، بل استهدفت رأس الهرم، رجل إيران الاول، الرجل الذي كان ينتظر اللحظة التي يعلن فيها بنفسه ساعة الصفر لمهاجمة قواعد امريكا في الخليج، وهذا ما عجل بنهايته على يد امريكا، والرد الإيراني يكون بتنفيذ خطة سليماني.
منى صفوان-كاتبة يمنية والمقال من رأي اليوم
الوسوم
منى صفوان7 يناير 2020، 01:02 صباحًا