انعكاسات الصفقة: الكارثة القادمة لاسرائيل.. قلق وثقة أقل.. وتخوف من المستقبل.. وهبوط بشعبية نتنياهو يسود في اسرائيل
1 فبراير 2020، 00:33 صباحًا
ماهي ردود الفعل على ما أعلنه ترامب ونتنياهو في واشنطن في أوساط الاسرائيليين ؟
هذا سؤال مهم ، والجواب عليه لابد أن يشكل أسسا لخطة تحرك لافشال الاتفاق الثنائي بين ترامب ونتنياهو ، السؤال هو حول ردود الفعل وليس التبعات لأن ماطرح حتى الآن ، هو اتفاق وصفقة بين الرئيس ترامب الذي يواجه وضعا معقدا داخل الولايات المتحدة ( بسبب محاكمته حول قضية اوكرانيا ) ، ويزيده تعقيدا الخلافات المتنامية بينه وبين مجموعة من كبار ضباط البنتاغون لايجد وزير الدفاع القدرة على تحديد موقف منها ، ويضاف الى ذلك بداية تساؤلات من عدد من أعضاء الكونغرس حول جدوى مشروعه ، وقناعتهم بأنه كمشروع لن يؤدي الى قيام دولة فلسطينية ، ولن يحقق السلام ولن يؤمن الأمن لاسرائيل .
ويواجه نتنياهو ظروفا صعبة داخليا قد تؤدي الى خسارته الانتخابات القادمة ، من هنا يبدأ القلق الذي انتشر بسرعة غير مسبوقة في أوساط الاسرائيليين ، فقد كانت حساباتهم السابقة مستندة الى قدرة الجيش الاسرائيلي وقوى الأمن على ردع المعارضة والمقاومة الشعبية الفلسطينية ، أما في هذه المرة فالأمر مختلف فهنالك خطر التصدي الشعبي الفلسطيني “وينصب ويتركز القلق بشكل أكبر في هذا المجال لدى المستوطنين ” ، وهنالك خطر الانتقال لمرحلة المشروع دون امكانية التنفيذ الفعلي ، وهنالك الفراغ السياسي بدون حكومة ، وهنالك مصدر آخر للقلق ، وهو عدم اتزان وثبات ترامب على موقف اذ قد يواجه ترامب ظروفا تضطره للتراجع عما تعهد به ، وتخلي ترامب عن تعهداته أمر مستسهل لديه اذ لايعتقد ترامب كلاعب قمار سياسي أن هنالك شيء مقدس أو محرم ، وهذا مثبت في تاريخ ترامب كرجل أعمال أو كرئيس نادي أو كرئيس لأقوى دولة في العالم .
حسب مصادر اسرائيلية ” متزنة ” ، ومحللين فان هذا القلق سيستمر وسيتعمق ولايستبعد هؤلاء أن تبدأ نسبة المهاجرين من اسرائيل ( خاصة المستوطنات ) ، بالارتفاع تدريجيا وتختار هذه الأيام أجهزة الاستخبارات الاسرائيلي في تقاريرها على أولويات التركيز ، فهي مضطرة لتتبع الأجواء التي تسود أوساط الاسرائيليين …. اذ قد تقود هذه الظروف الى تغيير تدريجي في موازين القوى السياسية والحزبية الداخلية ، وهذا من شأنه أن يعكس نفسه على الاتفاق المبرم بين ترامب ونتنياهو ، وقد يفقد الليكود عددا من مقاعده في الكنيست وليس مضمونا أن تذهب المقاعد ل” أزرق أبيض ” ، بل قد تذهب لحزب العمل أو لمستقلين .
وتركز الاستخبارات هذه الأيام على تتبع المظاهرات التي بدأت تعم أنحاء الضفة الغربية كما استنفرت عملاءها في أنحائها ، ولاشك أن نتنياهو يلمس الى حد كبير هذا القلق فقد انتابه هو شخصيا أكثر من مرة أثناء تلاوة ترامب أو ” ارتجاله ” ، الأفكار حول مشروعه فهو لم يقرأ جيدا المشروع المصاغ في 181 صفحة المشروع تمت صياغته منذ فترة طويلة “عام 2010” وقام بالاشراف على انجازه اليوت ابرامز الذي لم يظهر اسمه خلال سنوات حكم ترامب رغم أن أول قرار اتخذه ( ترامب عند دخوله البيت الأبيض ) ، هو تعيين اليوت ابرامز وكيلا لوزارة الخارجية قبل أن يعين وزيرا للخارجية ، ورغم سجل اليوت ابرامز الذي لايؤهله لهذا المنصب فقد ثبت انه كذب فقد أقسم أمام الكونغرس لكنه سومح لقربه من أعلى الدوائر الصهيونية في الولايات المتحدة .
مشروع ترامب المدون في 181 صفحة ، هو مشروع اسرائيلي صهيوني لم يقرأه ترامب انما لخص له من حيث الأفكار الأساسية من قبل صهره كوشنر الذي عين في البيت الأبيض لمتابعة هذا الموضوع فقط ، ولذلك نراه ينبري الآن للدفاع عنه واقناع شركائه في الأعمال غير المشروعة ( أمراء الجزيرة والخليج ) ، ببيع فلسطين ودفع ثمنها وليس مقابل ثمن .
لم تتمكن الاستخبارات الاسرائيلية حتى الآن من اعداد تقريرها ورسم خططها واعطاء النصح والرأي للحكومة ” نتنياهو ” ، لكن مسؤولين سابقين في أجهزة الأمن ووزارة الداخلية بدأوا يتحدثون عن المشروع والاتفاق بانتقاده ، واعتباره مشروعا لايضمن أمن اسرائيل !!!
وتوقع مسؤول سابق في المخابرات الاسرائيلية أن يصبح ” المشروع ” ، نقطة خلاف حادة بين القوى السياسية والحزبية عشية الانتخابات ، هل طلب نتنياهو بالحاح رؤية بوتين لهذا السبب ، فروسيا لها تأثيرها على عدد كبير من المهاجرين الروس يهودا وارثوذكس أم فقط ليشكره على الافراج عن الجاسوسة الاسرائيلي !؟
ويريد من روسيا أن تساعده لكن روسيا والرئيس بوتين شخصيا أكدا أن روسيا ملتزمة بقرارات الشرعية الدولية وهذا مايقلق نتنياهو أكثر ، فلروسيا موقف واضح من الأراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وبينت ذلك بوضوح عندما منح ترامب الجولان لاسرائيل ، هذا الوضوح لاشك سيتطور وسيكون من العوامل المربكة لاسرائيل ، وعلينا بذل الجهد في المجتمع الاسرائيلي نفسه لأشعارهم أن هذا المشروع سيجلب كارثة للاسرائيليين .