canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

انتصار سوريا يرفع منسوب الخطر على مشاريع وصفقات التصفية للقضية الفلسطينية

“لايوجد سياسة أمريكية في الشرق الأوسط بل سياسة إسرائيلية تنفذها أمريكا” بهذه العبارة الشهيرة عالمياً للرئيس القائد حافظ الأسد إختصر الرؤية السورية لموضوع الهيمنة الصهيونية في أمريكا، ولم تقف القيادة السورية عند هذه المفصلية الهامة فقط، بل تجاوزتها بمواقف ستظل مضيئة في سماء العتمة العربية، ولسنا ببعيدين عن التاريخ الذي سطر للدولة السورية مواقفها المتسمة بالمبدأية من القضية الفلسطينية في اللحظة التي تخلف عنها الكثيرون ممن هم محسوبون عرباً، فكان سجل المقاومة السورية للهيمنة الصهيونية الامريكية حافلاً وواضحاً من بداياته، وضحَّت سوريا بالكثير في سبيل مبادئها وهي ترى نفسها بأنها تقوم بأقل الواجب الذي تراه طبيعياً تجاه الهجمة الصهيونية الامريكية الهادفة لمناهضة الشعوب الحرة ومصادرة حقوقها، وكان أول الطريق في ذلك هو تصحيح المسار العربي وتصويب الرؤية للواقع القائم، ولنا أن نستحضر هنا مقولة القائد حافظ الأسد الشهيرة في مؤتمر للقمة الاسلامية بالكويت حينما قال “لا يمكن أن يكون العربي من العرب ومع “إسرائيل” في آن واحد، لا يمكن أن يكون المسلم مع المسلمين ومع أعداء المسلمين في آن واحد، لا يمكن أن يكون العربي مع العرب كلاماً ومع “إسرائيل” موقعاً واتفاقاً ” .

الانشعال الكثيف والهم الكبير الذي حمله القائد حافظ الأسد بقضية فلسطين عبّر عن حالة استثنائية في العمل النضالي تجاه القضية، التي لم تغب حتى عن المبادئ العامةى لدستور حزب البعث العربي الاشتراكي .

ما سجله التاريخ من خطابات للقيادة السورية قديماً وحديثاً عكست جوهر العمل ومحورية التحرك تجاه القضية الفلسطينية والذي يخلص إلى نتيجة تحكي التمسك بكل أساسيات القضية والإيمان الراسخ بأن القضية ما هي إلا صراع على مدى أجيال ستنتهي بانتصار الحق العربي مقابل العنصرية الصهيونية .

وهنا لو أذن العرب لأنفسهم بالعودة إلى رؤية الرئيس القائد حافظ الأسد لقضية فلسطين لكان الوضع على خلاف ما هو عليه الآن، ولما أوصلنا الصهاينة الى مرحلة فرض ما يُسمى “صفقة القرن” بكل ما تحلمه من مصادرة للحقوق الفلسطينية وتصفية للقضية .

كانت القيادة السورية تدرك جيداً على صعيد السلام ومتطلباته، بأن الكيان الاستعماري الاستيطاني المسمى “إسرائيل” لا يرى في السلام ولا يتعامل معه إلا كعمل تكتيكي ولم يكن يمثل بالنسبة له خياراً استراتيجياً في أي مرحلة من المراحل، من هنا كانت استراتيجية القيادة السورية في التعامل مع الكيان مبنية على حالة اللاسلام معه، والجزم بأن العمل المقاوم بكل أشكاله هو الطريق المقدس لاستعادة الحقوق العربية، فكانت كل المبادرات السورية في كل المحافل العربية والدولية تصب في قدسية النضال ضد الصهيونية العالمية .

مخطئ من يظن أن ما سمي بـ”صفقة القرن” وليدة العهد الترامبي إنما يعود هذا الحلم الأمريكي الصهيوني لعقود مضت حاولت خلالها الإدارات المتتالية للولايات المتحدة الأمريكية والحكومات المتعاقبة للكيان الصهيوني تمرير استراتيجيتهم وتكريسها عبر عناوين مختلفة تارة باسم مشروع وأخرى باسم صفقة، لكن مضمون هذه التسميات لم تغيره كل تلك السنوات إنما زادت في غطرسته الاستعمارية وتوسيع رقعته الاستيطانية .

وهنا لا بد من العودة لاول مشاريع تصفية القضية الفلسطينية الذي أعلن عنه مستشار وزير الخارجية الأمريكية  لشؤون الشرق الأوسط ماك غي في عام ١٩٤٩، الذي يقضي بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم وما تلاه من مشاريع مثل مشروع جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكية، الذي أطلقه عام ١٩٥٥ ومشروع جونستون الذي تبلور فيه حاجات الكيان الإسرائيلي وكيفية التخلص من العجز الاقتصادي وتأمين مبالغ مالية عبر سرقة المياه في كل من سورية وغور الأردن وحوض اليرموك ولبنان ليتم تحويلها إلى النقب، وبالتالي يساعد دولة الكيان للتخلص من قلق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم والحفاظ عليهم في دول الجوار، وبالنظر إلى بنود ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي في فترات سابقة من فترة حكمه وتسخير المكنات الإعلامية الأمريكية الغربية للتسويق له ليس بالجديد ،إنما التوقيت لهذا  الاعلان من ناحية التعرية لأنظمة عربية وبشكل واضح وفاضح هو الجديد فسقوط آخر أوراق التوت عن جسد حكام وأمراء وملوك دول في وطننا العربي هو الذي حكم التوقيت .

لتتفرد الدولة السورية كقيادة وأحزاب وهنا اخص حزب البعث  العربي الاشتراكي بمناهضة هذا الاحتلال واتخاذ قرار مقاومته من خلال التأكيد على وحدة الدم السوري الفلسطيني . واعلان تبني ودعم انشاء منظمات التحرير الفلسطينية وحركات المقاومة المتعددة .. فانطلقت اول عملية فدائية من سورية بدعم وتأييد كاملين من الدولة السورية عام ١٩٦٥  ، حيث فتحت الدولة السورية أبوابها على مصرعيها للمقاومة الفلسطينية فأسست لها مكاتب بالعاصمة دمشق ومدت المناضلين الفلسطينين بالأسلحة وكل أنواع الدعم لتكون سورية اول بلد عربي فتح أبوابه للمقاومة  .

واستمر نهج الدولة السورية في دعم القضية الفلسطينية وتبلور ليأخذ طابعا إقليميا ودوليا في عهد القائد الخالد حافظ الاسد الذي كانت فلسطين في روحه وعقله فقال فلسطين الجزء الجنوبي للدولة السورية ولم يدخر جهدا لدعم القضية الفلسطينية وهو أول من وصف احتلال اسرائيل لأرض فلسطين بأنه استعمار استيطاني وطالب الدول العربية بمناهضة هذا الاستيطان ودعم فصائل المقاومة لدحر المحتل وتحرير الأراضي المحتلة ونادى بالكفاح المسلح على المدى الطويل لتكون القضية الفلسطينية القضية الأكبر في وجدان القيادة السورية  … إلا أن مواقف سورية المبدئية تجاه القضية الفلسطينية  ورفضها لكل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بتصفية هذه القضية المقدسة وتحويلها من قضية سياسية إلى قضية لاجئين، جعل سورية هدفا استراتيجيا لدول الاستعمار وضرب وحدة سورية واستقرارها ضرورة لا مفر منها لأنها تشكل عقبة كبرى في تحقيق مشاريعهم … واستمر هذا الاستهداف بدعم الارهاب الدولي وتمويله وإرساله إلى سورية لضرب أمنها واستقرارها واشغال القيادة السورية والجيش العربي السوري بالحرب على الإرهاب و الحضور الأمريكي في الشمال السوري والعمل على تمركز القوات الأمريكية المحتلة لسرقة النفط السوري واستهداف الكيان الصهيوني المستمر للاراضي السورية تأتي لتاخير النصر السوري بهدف استمرار انشغال الدولة السورية بالداخل السوري واستنزاف قوتها  لشل حركتها في مقاومة مشروع تصفية القضية الفلسطينية وعدم التمكن من تحقيق ما أعلنت عنه الدولة السورية باطلاق عملية المقاومة في الجنوب السوري لتحرير الجولان ولعل هذا أكثر ما يقلق الكيان الصهيوني وأمريكا فتعافي الدولة السورية وخروجها منتصرة على الإرهاب العالمي سيشكل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي لصالح محور المقاومة وهذا ما لا تتمناه اسرائيل وأمريكا وعملائهم من دول الخليج النفطية التي باركت مشروع صفقة القرن وعملت على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني . ولن تحظى صفقة ترامب إلا بما حظيت فيه عشرات المشاريع السابقة لاسلافه وهو الفشل الكبير، لتبقى ما سميت بصفقة القرن محاولة عبثية ضمن سلسلة من المحاولات الفاشلة تضاف لرصيد الإمبراطورية الاستعمارية في العصر الحديث .

سوريا حاضرة في الصراع مع هذا العدو الصهيوني وما كان بالأمس لن يتغير أو يتبدل اليوم، وما يصدر عن القيادات السورية من مواقف يثبت ذلك، بل والأبعد من ذلك ما أكد الرئيس بشار الأسد من أن ما يجري في سوريا لا يمكن فصله عما يُسمى “صفقة القرن” -ومخطىء من يتوهم أن هذا الكلام هو من قبيل المبالغة- موضحاً أن هذا الأمر قديم قدم القضية الفلسطينية، ولكنه تسارع مؤخراً بغية الاستفادة من خروج العديد من الدول في المواجهة مع الكيان الصهيوني، وهذا يؤكد أن انتصار السوريين في معركتهم الحالية ستؤدي الى فشل خطط الصهاينة، وأن تعافي الدولة السورية سيشكل خطراً كبيراً على مشروعهم في المنطقة، سواء كان مشروع “صفقة القرن” أو غيرها من الصفقات والمشاريع .

 

الدكتورة حسناء نصر الحسين-

باحثة في العلاقات الدولية – دمشق والمقال لرأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى