منذ أن قرر ترامب ارتكاب الجريمة الكبيرة باصدار قرار بإغتيال القائدين الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قلنا – وينبئ الأن صحة القول – أن الولايات المتحدة أعلنت الحرب على ايران ، وحددنا أن هذه الحرب قد لاتعني بالضرورة حرب أهداف داخل ايران رغم عدم استبعاد هذا الاحتمال- بل ستخوض امريكا الحرب على ايران في ساحات محور المقاومة ، وهي العراق وسوريا واليمن وفلسطين ولبنان ، وذكرنا بالتحديد أن الولايات المتحدة لن تشن الحرب بجنودها ، بل من خلال حلفائها وعملائها في المنطقة ، بحيث ان الحرب هذه (التي بدأت) سوف تشن من قبل حلفاء امريكا ، وعلى رأسهم اسرائيل وعملائها وأجهزتها السرية.
وحذرنا من لجوء الولايات المتحدة وحلفائها الى ضربات تحت الحزام ، واقترحنا معادلة لحماية مكاسب وانجازات محور المقاومة ، وهي معادلة الدفاع بالهجوم أو الهجوم الدفاعي حتى تجبر قوى الأستعمار الجديد وحلفائها على التراجع ، فما لم يذق هؤلاء مرارة مايفعلونه هم لن يتوقفوا بل سيتمادوا ، واذا نظرنا الأن الى خريطة المنطقة والقوى المتصارعة فيها نجد أن الملف الذي يقوده الصهيوني ترامب أصبح واضح المعالم :
اذ يضم اسرائيل كوكيلة رئيسية للاستعمار الامريكي ، ودفع ترامب الثمن بكل ماقدمه لها عبر خرق القرارات الدولية والمعاهدات والقانون الدولي ، ودستور الولايات المتحدة .
والأن وعند الاعلان اغتالت واشنطن القائدين ، وأعلنت عن مشروع من العار على أي انسان شريف وعادل وموضوعي أن لا يرفضه ، أو أن يعتبره سرقة وجناية يحاسب عليها من يرتكبها أو يحاول ارتكابها .
مشروع ترامب ، هو اعطاء اسرائيل ما لا يملك ومكافأة لاتستحقها اسرائيل ، فهي مطلوبة لمحكمة الجنايات ، وأعلن كوشنر – تأخرت زيارته لاسرائيل بقرار من ترامب- وذلك كي يتم بعد الاعلان عن مشروعه ، ولتكون دفعة انتخابية لنتنياهو ، جاء ليقول بكل وقاحة المافيا بأن ضم أجزاء من الضفة لاسرائيل لن يتم الا بعد الانخابات ، لكن ما أخفي أعظم ولولا تفوهات بينت لما كشف أمر الاتفاق الذي جاء ليضعه موضع التنفيذ ، وهو أن تبدأ اسرائيل بحرب استنزاف في سوريا ، وضد سوريا وضد حلفاء سوريا تحت يافطة منع ايران من تثبيت أقدامها في سوريا ، وأكد هذا لاحقاً نتنياهو.
لكن الحديث عن الاستهداف توضح على لسان نتنياهو الذي قال بالحرف : – سنضرب نقليات السلاح لحزب الله ، وهذا يعني الطائرات (ربما مدنية) ، أو الشاحنات أو شن غارات ضد سوريا دون وجود شحنات ، وذلك اضافة لكل” البنية التحتية الايرانية ” ، وهذا يعني سوريا وقواعدها العسكرية ، ومطاراتها وقواعدها الجوية ، وربما كلياتها ومدارسها ومستشفياتها وبنايات مدنية مستغلة الضوء الأخضر ، والمخطط الذي أحضره ترامب والذي يلخص الاتفاق الأولي بشن الحرب على ايران ، والذي وقع بين السعودية والامارات (الخليج اجمالاً) وواشنطن وتل ابيب.
وتؤكد معلوماتنا الدقيقة : –
(أن السيسي قد أبلغ بذلك ، وأضيف له الخط العام الذي اتفق عليه لتوجيه ضربات لغزة ولمواقع المقاومة في غزة) ، كما أعلمت بذلك الكويت وتركيا والأكراد البرازانيين.
وبدأت اسرائيل بغارات كادت أن تؤدي الى كارثة انسانية عندما شنت طائراتها F35 ، من فوق الجولان وجنوب لبنان (شمال فلسطين) ، غاراتها على مطار دمشق ومواقع اخرى اذ كادت الصواريخ أن تسقط طائرة ركاب مدنية ، ولولا توجيهات برج “حميميم” وتغيير مسار الطائرة لتفتت بصاروخ اسرائيلي.
كانت الطائرة المدنية طائرة روسية
لقد أعلن اتفاق امريكا واسرائيل والرياض والامارات على شن الحرب وهذا يتضمن حسب قولهم سوريا والعراق وحزب الله وحماس ، والاتفاق يوزع المهمات وهي كثيرة لكن مانريد ان نتناوله هو دور دور الجماهير العربية بتوقع موقف حاسم من موسكو بعد ان اصبحت بكل وفاء وشجاعة وصدق منغمسة في معركة تحرير سوريا من الارهاب ، والقوات الأجنبية التي تحتل اجزاء من سوريا.
بطبيعة الحال نعود للقول ان الهجوم الدفاعي ، والخطط الاستباقية هامة وضرورية كونها غير متوقعة ، وكونها تتعامل بالمثل مع العدوان الأسرائيلي المستمرعلى محور المقاومة ، والبلدان التي تزداد قوة المحور فيها.
اما العراق فقد تكفلت الولايات المتحدة بشن الحرب فيه لكننا اردنا ان نركز على دور اسرائيل الراهن الذي سيصعد في عدوانه على سوريا وغزة وحزب الله .
اذا كان دور اسرائيل في هذه الحرب هو بالغارات على سوريا وحزب الله تحت عنوان محاربة ايران (والروس ) ، كما نعلم الكذب الاسرائيلي ، وكيف اسقطوا طائرة مدنية روسية أو طائرة تحمل ركاباً (قد يكونوا ضباطاً) ، وكيف انهم شنوا غارات على أهداف سوريه بعد أن وعد نتنياهو بوتين بعدم شن غارات .
الأن اعلنت الحرب ، ولا مكان للتخمين أو للانتظار أو للمراقبة ، والغارة التي شنت قبل يومين تشير الى نوايا اسرائيل الاجرامية ، ولم تكن الأهداف ايرانية ، وسقط مدنيون ودمرت محلات تجارية وغيرها .
روسيا قادرة على التصرف الآن بعد كل الكذب الاسرائيلي ، وقبل ان تتحول ضربات اسرائيل الى حرب استنزاف ، فروسيا قادرة باتصال هاتفي بين بوتين ونتنياهو على لجم اسرائيل وتعطيل هذا الجزء من حرب ترامب على محور المقاومة لتمرير مشروع تدمير قضية فلسطين ومصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه ، فروسيا لها موقف واضح معلن يؤكد باستمرار على تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ورفض ضم الجولان .
اذا قامت روسيا بالضغط على اسرائيل لاتهامها بوضوح انها لن تسمح بشن الغارات على سوريا ، فان أجزاء اخرى من الحرب ستتعطل ، وستصاب حركة واشنطن وتل ابيب لتطبيق ما ارتكبه ترامب بالتعثر، فالمعارك الأن تشن لتحرير ادلب وريف حلب والشمال السوري وتستغل اسرائيل (هذا الوضع) ، للقيام بالدور الذي كلفتها به واشنطن بشن الحرب على سوريا تحت عنوان شن الحرب على الوجود الايراني ، وستفعل كذلك مع مواقع حزب الله ، وهذا ماصرح به بومبيو علناً ، فقد قال: ان حزب الله هو أداة ايرانية في سوريا ولبنان .
بسام ابو شريف-كاتب وسياسي فلسطيني والمقال من رأي اليوم