ماذا في جعبة السعودية حتى يفتح سفيرها النار على دمشق؟ الدكتور محمد بكر/
20 ديسمبر 2021، 00:00 صباحًا
“لا تصدقوهم ” كلمة جرت وراءها الكثير من مفردات الهجوم على الدولة في سورية جاءت على لسان السفير السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي خلال كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان ، هنا نعود بالذاكرة لمجريات الحرب في سورية وكيف قادت المملكة الملف السوري من بابه لمحرابه لجهة دعم وتسليح فصائل بعينها من المعارضة السورية ، واستضافتها لقيادات سياسية فيما عرف بمنصة الرياض ، صاغ بعدها الأسد تحالفات في مشهدية الحرب وجاء التدخل العسكري الروسي ليقلب موازين الميدان ، وكان ذلك من الأسباب المؤثرة لصياغة المملكة نوع من التحول الجزئي، عندما تغير خطاب وزير خارجيتها مع المعارضة، وحظرت المملكة رفع علم ” الثورة السورية ” والتقى مدير مخابراتها مع نظيره السوري واستضافت مؤخرا وزير السياحة السوري، وكانت من ضمن الموافقين على رئاسة سورية لمجلس وزراء النفط العرب السنة المقبلة، حتى السفير نفسه كان قد دعا بشار الجعفري السفير السوري حينها لدى الأمم المتحدة، إلى حفل بمناسبة رئاسة المملكة لقمة العشرين .
إذا مالذي طرأ على السعودية حتى صاغ سفيرها هذا الخطاب الناري ضد الأسد؟ وهذا مايمكن تلخيصه في ثلاث نقاط رئيسة:
الأولى: فشل المساعي السعودية في محادثاتها مع إيران في بغداد لجهة تحصيل ضغط ايراني على أنصار الله ،ووقتها قيل أن الإيرانيين أبلغوا السعوديين أن هذا الموضوع من الممكن أن يكون المفيد فيه هو التواصل مع حزب الله ، وهذا شكل بطبيعة الحال ” إهانة ” أزعجت السعوديين وانعكس ذلك على سلوكها وهجومها على كل أطراف محور إيران .
الثانية: الانفتاح العربي على دمشق لن يكون وفق التقييم السعودي على قاعدة قطع العلاقات الكامل مع طهران وإخراج الأخيرة من سورية .
الثالثة: رغبة السعودية في قيادة كل المشهد في العلاقة مع سورية وأن لا تبدأ به دول عربية بعينها من دون قيادة المملكة التي ترى في نفسها القائدة للعالم العربي بكليته .
خطاب السفير السعودي هو خطاب سياسي مرحلي هدفه توجيه الرسائل السياسية للأسد على قاعدة عدم ” الاعتداد ” بالنفس والتصرف بموقع المنتصر ، بعد التحول الأردني والمصري والجزائري والإماراتي في العلاقة مع دمشق وإدراك مكانة وأهمية وموقع المملكة في المشهد العربي وضرورة تغليب البعد العربي وامتلاك الشجاعة للطلب من إيران بمغادرة الجغرافية السورية .