canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

في ذكراه الأولى: إتفاق التطبيع مغنم لإسرائيل ومغرم للمغرب/د. طارق ليساوي

أشرت في اليوم الموالي للثلاثاء 22 دجنبر 2020 ، تاريخ توقيع النظام المغربي رسميا على اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني بالرباط ، إلى أن  هذا اليوم “موشوما في ذاكرة المغاربة لما جلب على المغرب، وأهله، وتاريخه من عار”…وقلت في حينه: “أن ما يحز في النفس حقيقة ليس هو التطبيع مع هذا الكيان الغاصب للأرض و العرض، فهذا الأمر تحصيل حاصل و يعلم الجميع أن العلاقات بين النظام المغربي و الكيان الصهيوني، علاقات تعود إلى ما بعد نشأة هذا الكيان مباشرة، وتوسعت قبل 1967 و بعدها و لم يعد شيئا مخفيا، فمن حسنات الصهاينة أنهم أقاموا نظاما ديموقراطيا على البلد الذي إغتصبوا أرضه و شردوا شعبه، نظاما لا يجد حرجا في إعلان خيانات الأنظمة العربية لشعوبها و لمقدساتها الإسلامية..”، و بحلول الذكرى الأولى لهذا الاتفاق المشؤوم، من حقنا التساؤل ماهي المكاسب السياسية و الاقتصادية و الجيواستراتيجية التي حققها المغرب من هذا الاتفاق؟

ومن باب التذكير، فقد  وقع كل من المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء 22  ديسمبر/ كانون الأول 2020 ، على إعلان ثلاثي مشترك في العاصمة الرباط على هامش الزيارة الرسمية التي قام بها للمغرب الوفدان الأمريكي والإسرائيلي برئاسة مستشار ترامب وصهره “جاريد كوشنر”، والمستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق  “مائير بن شبات”.

ووقّع المسؤولان الأمريكي والإسرائيلي ورئيس الحكومة المغربية السابق “سعد الدين العثماني” على هذا الإعلان إثر اجتماع مع الملك محمد السادس.. وفي المؤتمر الصحفي المشترك بين ممثلي الدول الثلاث كشف ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن إقامة علاقات دبلوماسية سلمية ودّية وكاملة بين المغرب وإسرائيل لخدمة السلام في المنطقة وتعزيز الأمن الاقليمي.

و تضمن الإعلان الثلاثي ثلاثة محاور أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، وثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي البلدين وإقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة، وثالثها تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلاّق ومواصلة العمل في مجال التجارة والمالية والاستثمار وغيرها من القطاعات الأخرى، مع التوقيع على أربع اتفاقيات بين المغرب وإسرائيل تهمّ الطيران المدني وتدبير المياه والتأشيرات الدبلوماسية وتشجيع الاستثمار والتجارة بين البلدين..وأضاف بوريطة في مداخلته خلال المؤتمر الصحفي أن المغرب وإسرائيل اتفقا على إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط و تل أبيب خلال الأسبوعين المقبلين.”اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء إنجاز جيوسياسي للرباط”

مبدئيا ، في الذكرى الأولى للاتفاق لازال الشعب المغربي على موقفه المناهض للكيان الصهيوني، والرافض  لكل أوجه التطبيع مع هذا الكيان المغتصب لأرض فلسطين و لحقوق الشعب الفلسطيني، فقد شهد المغرب في الذكرى الأولى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وقفات تحت شعار “الشعب يريد إسقاط التطبيع” جرت في ما يزيد عن 30 مدينة مغربية..وأشارت  جريدة “هسبريس” الإلكترونية إلى أن السلطات العامة قابلت هذه الوقفات التي نظمت يوم الأربعاء 22 دجنبر  بالمنع، بحجة “حالة الطوارئ الصحية المعلنة، المرتبطة بتفشي جائحة كورونا”.

لكن في مقابل الرفض الشعبي للتطبيع نلاحظ خلال السنة الماضية، أن العلاقات المغربية -الصهيونية ، عرفت نموا في وثيرة الزيارات الرسمية و عقد الاتفاقيات الثنائية و المبادلات التجارية، و قبل أيام قام  وزير الحرب الصهيوني  بزيارة إلى الرباط،  و قام بتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري مع نظيره المغربي..أما على مستوى المبادلات التجارية، فالأرقام تشير إلى حدوث طفرة كبيرة في الصادرات الصهيونية  إلى المغرب بنسبة زادت 165 في المائة خلال الشهور التسعة الأولى من السنة الحالية، مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم.

وأوضحت البيانات أن الشركات الإسرائيلية قد صدرت بضائع بقيمة تزيد عن 26 مليون دولار خلال أول 9 شهور من العام 2021، وأن شهر سبتمبر الفائت شهد تصدير بضائع بقيمة 10 ملايين دولار، مسجلة زيادة بقيمة 16 مليون دولار خلال السنة الجارية، والتي بلغت 9.3 ملايين دولار أميركي تقريبا. .. وقد بلغت صادرات الشركات المغربية باتجاه الكيان الصهيوني خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري حوالي 8.6 ملايين دولار أميركي.

ومهما يكن من مكاسب هامشية يروج لها الساسة المغاربة، وانتصارات  زائفة جلبها التطبيع، لأن ما تم الترويج له لم يتحقق عمليا على الأرض فسيادة المغرب على الصحراء لم تحسم بعد و خريطة المواقف الدولية لازالت على حالها، و في المقابل شهدت العلاقات المغربية الجزائرية توثرا متزايدا على خلفية هذا الاتفاق المشؤوم، كما ان الاتفاق أضر بصورة المغرب في العالم العربي و الإسلامي، خاصة و أن العاهل المغربي رئيس لجنة القدس ، بل إن الميزان التجاري في صالح الكيان و مكاسب المقاولات المغربية هامشية جدا و لا يمكن أن تحقق أي مكاسب ذات قيمة مستقبلا..المستفيد من الاتفاق هو الكيان الصهيوني الذي نجح في استقطاب دولة بحجم المغرب لها مكانة تاريخية بالغة الأهمية في دعم القضية الفلسطينية، و أيضا بموقعها الجيواستراتيجي المتميز… فالمغرب الخاسر الأكبر من هذا الإتفاق، إقتصاد يا الكيان يملك إقتصاد متقدم و صادراته في الغالب ذات قيمة مضافة عالية، في حين أن الاقتصاد المغربي لازالت صادراته فلاحية و ذات قيمة مضافة هامشية، فالميزان التجاري سيكون لصالح الكيان و هو ما سيؤدي إلى  تعميق العجز التجاري للمغرب، أما الدعاية بأن هذا الاتفاق سيجلب للمغرب الرخاء و الإزدهار، نظرا لحجم الاستثمارات الإجمالية التي ستتدفق باتجاه المغرب و السياح الصهاينة الذين سيزرون المغرب، فكل ذلك مجرد أوهام و أضغاث أحلام، فقد تم المراهنة في السابق على استقطاب الاستثمارات الأجنبية بمناسبة عقد اتفاق التبادل الحر بين المغرب و أمريكا، فهل نجح المغرب حقا في أن يتحول لواحة للإستثمارات الأمريكية…!!؟ و القول بأن الاتفاق مع الصهاينة سيشجع السياحة، كم عدد اليهود من أصول مغربية أصلا، الإحصائيات الصهيونية تقول حوالي 700 ألف، لنفترض أن هذا العدد قام فعلا بزيارة المغرب، فماهي القيمة المضافة التي سيقدمها للقطاع السياحي الذي إستقطب قبل اندلاع جائحة كورونا حوالي 10 ملايين سائح..وهل سيحظى هؤلاء الزوار الجدد لاستقبال و ترحيب المغاربة، خاصة إذا علموا أنهم من إسرائيل، و قد رأينا كيف رفض غالبية المغاربة كراء شقة لسفير الكيان..سوف يقول لي أحدهم أن بعض المغاربة تلقى مساعدات من قبل يهود مغاربة في شكل مواد غدائية ،و قد تم تداول ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، و بعض الطلبة ذهبوا لإسرائيل…سأقول له كم عدد هؤلاء؟!، و كل مجتمع يحتضن الصالح و الطالح، لكن غالبية الشعب موقفها واضح و لا غبار عليه، فالتطبيع من الكيان الصهيوني خيانة، وقضية فلسطين قضية وطنية ..

فالتطبيع مع هذا الكيان الغاصب،  خذلان للشعب المغربي بداية، لأن هذا الشعب لا يعتبر القضية الفلسطينية قضية ثانية أو ثانوية يتضامن معها، وإنما  هي قضية كل مغربي، و المظاهرات الحاشدة التي شهدتها المدن المغربية طيلة العقدين الأخيرين كان مفجرها الانتهاكات الصهيونية ضد حقوق الشعب الفلسطيني و ضد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف،  نأسف و ندين مجددا الهرولة الرسمية باتجاه التطبيع مع هذا الكيان العنصري الغاصب …

لكن من واجبنا تنبيه “الحالمين” المغاربة و العرب، إلى مخاطر الانزلاق وراء أوهام التعاون و التكامل مع الكيان الصهيوني، لأن ما تداولته القصاصات الإخبارية طيلة السنة الماضية، تحمل في العمق ملامح مستقبل مظلم ينتظر البلدان العربية المطبعة مع هذا الكيان الاستيطاني الإحلالي، فيكفي النظر إلى تجربة مصر التي كانت سباقة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، فماذا حققته مصر من هذا التطبيع مع الصهاينة؟ نفس الأمر ينطبق على الأردن؟ بل ماذا حققته السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق غزة أريحا أولا، ألم يتم تسميم الراحل “ياسر عرفات” وتصفيته جسديا ومعنويا رغم الجهود التي قام بها في إيجاد تسوية مع الكيان الغاصب للأرض وللحقوق  الفلسطينية التاريخية؟

أيها السادة، الحركة الصهيونية اغتصبت  وطن فلسطين من أهله، و نهبت بيوت و أملاك الفلسطينيين عام 1948 و ما بعدها، ذلك أن ” احتلال العصابات الصهيونية لفلسطين عام 1948 لم يكن مجرد عمل عسكري، تقني، جاء بمقتضيات الحرب، بل هو كما أصبح معروفًا، كان خطة منظمة لعملية نهب واسعة النطاق، تجاوزت احتلال الأرض نحو نهب كل ما يملكه المجتمع الفلسطيني، حتى على الصعيد الخاص، يتساوى هنا احتلال منزل، بنهب سجادة فارسية أو الاستيلاء على كرسي، أو سرقة مكتبة”[1]

و قد إستند التقرير على كتابات كتاب صهاينة عاصروا حقبة 1948 و ما بعدها، و قد أقروا بأن ما حدث هو نهب لجميع مناحي الحياة، وقد وصف “فيرنر سيناتور” المدير العام للجامعة العبرية أن ما حصل في القدس من نهب بأنه “هجوم جراد على الميدان” (من أرشيف بن غوريون).. في كتاب “تيشا كابين: القدس في معارك حرب الاستقلال” بدأت عمليات السطو والنهب بمشاركة جنود ومدنيين اقتحموا المنازل الخالية وحملوا الأثاث والملابس والأجهزة والمنتجات الغذائية …”[2] هذا الهجوم الذي عانت منه فلسطين قبل نحو 7 عقود سوف يمتد في القادم من الأيام للبلدان العربية المطبعة، و صيغة الهجوم ستكون المطالبة بتعويض و استرداد ممتلكات اليهود في البلاد العربية قبل أن يهاجروا منها إلى أرض فلسطين، التي إغتصبوها بقوة الحديد و النار و هجروا أهلها و نهبوا ممتلكاتهم و حقوقهم كما لو أن أرض فلسطين كانت خاوية على عروشها و لم يكن بها شعب عربي مسلم.

ما حدث و ما سيحدث من اتفاقيات مستقبلا مع هذا الكيان الإستيطاني الإحلالي، هي تنازلات مجانية من جانب العرب ، و خاصة أن البلدان المطبعة لا علاقة لها بالكيان الصهيوني فهي لم و لن تشن حربا على هذا العدو، و لا حدود جغرافية لها مع أرض فلسطين التاريخية، و مع ذلك يتم عقد اتفاقيات سلام، أي سلام سيأتي من كيان إغتصب و طنا و شرد شعبا، و جرائمه في حق الشعوب العربية لا تعد و لا تحصى؟؟

 المنطقة العربية بنظرنا ليست في حاجة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني ، فإذا أردنا تريب الأولويات فإن الأولوية الأولى التي ينبغي الإسراع بها هو السعي لتأسيس لحكم رشيد، السعي باتجاه التحرر من قيود الاستبداد و الفساد الذي ينخر جسد العالم العربي ..

و الواقع العربي لا يحتاج لتوصيف ، فالمنطقة تتجه نحو مزيد من التفكك و سفك الدماء ،  والسنوات العجاف تتوالى، بإستمرار أنظمة الفساد و الإستبداد، و أنظمة الخنوع و الإستسلام، و أنظمة العمالة و الهوان… وعلى الرغم من تكالب أنظمة الخنوع و هرولتها بإتجاه الصهاينة، فإننا ندعو الشعوب العربية و قواها الحية النابضة ،إلى ضرورة الإبتعاد عن الخلافات ضيقة الأفق، و تجاوز منطق المذهبية الحزبية، و تغليب منطق التعاضد و التأخي، فهناك قواسم مشتركة تجمعنا بإختلاف إنتمائتنا الفكرية و السياسية، فالتحرر من الإستبداد و الطغيان ، و الخروج من دائرة التفقير و التجويع و التجهيل الذي يمارس ضد هذه الشعوب بشكل ممنهج… كلها قواسم مشتركة كفيلة بجمع كل الفرقاء للجلوس على طاولة واحدة و الإلتزام بأجندة إسقاط الأنظمة الفاسدة و إقامة نظم حكم تعبر عن إرادة الناس و توسيع خياراتهم، و هذا التوجه كفيل بإقبار كل المشاريع الإستعمارية والتوسعية التي تحاك ضد شعوبنا و أوطاننا..

بوصلة التغيير الأمن تمر عبر بوابة مواجهة و مقاومة و كسر شوكة  التحالف الأسود، الذي يسيطر على المنطقة العربية و الإسلامية و يعمل على تدمير شعوبها و تشويه دينها و نهب ثراواتها  و إعاقة تحررها.. و هذا التحالف و إن بدا في الظاهر أنه متصارع و متنافر، إلا أنه في الباطن و العمق، يخدم نفس الأجندة و ينفذ ذات المشروع و دعائمه : 1-الأنظمة الحاكمة العميلة و2- الصهيونية و رعاتها الغربيين و  3- المجموعات الإرهابية التي تحمل لواء إقامة الخلافة و هي في الواقع تحارب الإسلام و المسلمين و تنسف نظرية الإسلام في بناء الدولة و الإنسان، وعمارة الأرض بمنهج الإستخلاف…

لأجل هذا فإن  الشعوب العربية ملزمة  بأن تكمل ما بدأته في 2011 ، و لازال النزول للميادين و المقاومة السلمية و مقاطعة الأنظمة الفاسدة و داعميهم هو الخيار الأنجع، فعلى الرغم من سوداوية الواقع إلا أن هذه المنطقة سيكون لها كلمة الفصل في تقرير مصير العالم و مستقبل البشرية، فقبل 14 قرن نجح عرب الجزيرة العربية، الحفاة العراة رعاة الغنم و الإبل، عندما تمكن نور الإسلام من قلوبهم ووحد صفوفهم و جعلهم أمة واحدة متعاضدة متعاونة، نجحوا في نشر العدل و مواجهة الظلم و طواغيت العصر في جهات العالم الأربع، و أخرجوا العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد ، و أقاموا نموذجا في الحضارة والإعمار و التنمية، برغم من أنه لم يعمر كثيرا إلا أن فعالية النموذج و طبيعته العادلة و المتكاملة، جعلت منه تطلعا يراود نفوس العقلاء في الغرب و الشرق في الماضي و الحاضر، و الحرب الدائرة غايتها تشويه و إعاقة هذا التطلع الذي إقتربت ساعته…و الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون…

إعلامي و أكاديمي متخصص في الاقتصاد الصيني و الشرق آسيوي، أستاذ العلوم السياسية  أستاذ العلوم السياسية و السياسات العامة..

[1]  – أحمد مصطفى جابر  “الاستيلاء على فلسطين تقرير نهب الممتلكات الفلسطينية عام 48: كالجراد نهب اليهود البيوت من الخيط إلى الثلاجة دون ترك المكتبة” ، جريدة الهدف 06 أكتوبر 2020 رابط المقال :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى