كتاب عربموضوعات رئيسية
واحد.. اثنين.. (خلصنا) يابو حسين / سهير جرادات
بغض النظر عن هوية كاتب السيناريو ومخرج المسرحية التي عرضت تحت قبة البرلمان في أضخم عرض ( سياسي ) مفتعل ومدبر ومخطط له من قبل ( قوى سياسية وتحالفات برلمانية والأجهزة مع الأخوان).
مسرحية استخدم فيها العراك بالأيدي وتبادل للكلمات النابية والصراخ والشتائم ، للتأجيج وتأجيل مناقشة التعديلات الدستورية وإقرارها؛ بهدف إيصال رسالة الى (عقل الدولة )بأن المشروع الإصلاحي الذي تبناه الملك (غير مفهوم) وبعض بنوده (غير مرغوب ) فيها، وهناك رفض لمخرجات اللجنة الملكية بصورتها الحالية ، وهناك أصوات ( رافضة ) يجب الاستماع اليها..
أرادت هذه ( القوى ) التنبية الى خطورة هذه التعديلات واهمها قانون الأحزاب القائم على تقوية الهويات الفرعية على حساب الهويات الرئيسية .. والهوية الجامعة التي لم تكن مقبولة على دولة احتفلت بمئويتها وتريد ان تخط هوية جديدة لها وكأننا نتحدث عن بدايات جديدة ومرحلة جديدة خاصة بعد قضية الفتنة والقضاء على المنافسة ..
هذا الى جانب هدف المخرجات (السير) في تنفيذ بنود صفقة القرن التي من اخطرها (التجنيس) لحوالي مليون ونصف المليون من أبناء الأردنيات المتزوجات من غير الأردنيين وغالبيتهم من المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا وأبناء قطاع غزة ، والتي ستكون آثارها خطيرة على التركيبة السكانية للاردن ، وستلقي بظلال الخطر على الهوية الفلسطينية الامر الذي من شأنه إلغاء اللجوء وحق العودة وتصفية القضية الفلسطينية، مما سيحدث خللا كبيرا سيهز اركان الدولتين .
ثبت بالوجة الشرعي أن (مجلس النواب) غير مؤهل ولا يمتلك الخبرة السياسية الكافية ، ولا ضوابط له ، وضعيف وركيك وغير مسيس ، وبعيد عن التكتلات الحقيقية التي تميز البرلمانات ، وأغلب اعضائه ليسوا أكثر من مجموعة ( سنافر ) ما زالوا “مش داخلين ” بالجو .. تحيط بهم الأجواء المحتقنة تحت القبة وخارجها ..
قضي الأمر .. (رئاسة مجلس النواب ) تم الإجهاز عليه وحرقه ، وصدر بحقه حكم (الإعدام السياسي)، بعد أن فشل في إدارة البرلمان ، وخسر شعبيته ، بعد ان ظهر (نرفوز) ، عصبي، لسانه بلا ضوابط، و( ضعيف ) في إدارة والجلسة وضبطها، وهو من يتحمل مسؤولية النية المبرمجة لتأجيج الجلسة (المعيبة) ، بغض النظر اذا كان (يقصد ) تعطيل استكمال مناقشة التعديلات ام لا، خاصة انه صاحب الاعتراف المدوي بان ( المجلس مجرد ديكور !!) .. ولكننا شاهدنا عدة ديكورات في الجلسة نفسها وتحت القبة ذاتها.
للأسف هذه ( الحكومة ) لم تخذلنا نحن الشعب فقط ، وإنما خذلت الملك الذي كلفها بعملية الإصلاح السياسي (ولم تنجز شيئا ) ، حتى شكل الملك اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية وأوكل لها مهمة إيصالنا الى حكومات حزبية منتخبة ، إلا ان مسلسل ( إخفاقات ) الحكومة استمر في عدم توضيح مخرجات اللجنة الى مجلس الامة ، مما زاد (السخط ) على سوء أدائها ( إن وجد )..
صح النوم .. نقول لـ (جماعة الجندويل ) ، من زمان ونحن ننتظر معرفة رأيكم ، لان الجلسة ( الخلاوي ) مع مجموعة من الكتاب والصحفيين لاثبات حسن النوايا لم تقنعنا نحن المتابعين ، بل زادت شكوكنا بمخرجات اللجنة الملكية .. الى ان ظهرت بعض ( التنفيسات ) ..
لنتفق على أن هناك (قوى غير صديقة ) تريد أن تظهر بأن النخب السياسية والمتمثلة في تصريحات رؤساء وزراء سابقين يحذرون من هذه الإصلاحات والتعديلات ،و الذي كان الملك قد وصفهم في مقابلات صحافية ب(الصالونات السياسية) المعادية للإصلاح ، وأنهم يقفون وراء ( وأد ) الإصلاح السياسي ، كونهم أصحاب مصالح .. الى جانب ( اظهار) الشعب وممثلي الشعب بالرافضين للإصلاح ، ويقفون ضد الإصلاحات لتفشي الجهل المجتمعي .
بما ان مخرجات اللجنة الملكية ( أثبتت ) أنها لا تحمينا من الفساد .. ولا تعيد ما بيع من الوطن ..ولا تحمي حقنا الوطني ، و( حل ) البرلمان لن يفيد ، و ( ترويحة ) الحكومة لن يغير الحال ، فالحل الأمثل يكمن في سحب مخرجات اللجنة الملكية ( المثيرة للجدل ) ، بهدف ( التروي ) في أخذ حقها في الدراسة والحوار ، وإجراء بعض التعديلات عليها ، ثم طرحها ( للاستفتاء ) العام من قبل أبناء الشعب ، كما هو معمول في أغلب الدساتير في بلاد العالم .
يا من ترى بنصحى يوم وبنلاقيك يا بو حسين ( …) بالثلاثة
كاتبة أردنية-
رأي اليوم