canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
كتاب عربموضوعات رئيسية

“بي بي سي”… اعتذار بوريس جونسون.. اعترافات بن علي.. والحقائق المؤجلة/ اسيا العتروس

تتداخل الاحداث بشكل مثير بين  حدثين لا رابط بينهما  في الاحداث او الاشخاص سوى ان الاعلام البريطاني  كان له الدور الحاسم في اخراجهما و كشف ملابساتهما للراي العام البريطاني و الدولي و الراي العام في تونس  بما يعزز موقع السلاح الاعلامي و يجعل منه سلطة قائمة قادرة على اسر اهتمام المتابعين و تحويل الانظار الى حيث تريد تحويله و ازالة الغطاء عما يجب كشفه من احداث او ملفات او قضايا مرتبطة بمصير الشعوب …

بين الاعتذار الصادر عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون و بين التسجيلات المسربة للرئيس الراحل زين العابدين بن علي نجد انفسنا أمام سلطة رابعة نافذة فرضت على رئيس الوزراء البريطاني الاقرار بالخطء و الاعتذار للشعب , اعتذارات قال انها “من القلب” توجه بها للراي العام و للعائلة الملكية بعد تسجيلات  لصحيفة “دايلي تلغراف” و قناة “أي تي في نيوز “عن  انتهاكات  و خروقات قام بها خلال الحجر الصحي و خداعه الراي العام بتنظيم حفل  في مقر داونينغ ستيرت كان بالتزامن مع حالة الحداد الوطني اثر وفاة الامير فيليب الامرالذي اثار موجة من الغضب الشعبي و الرسمي ودفع الى مسائلة جونسون امام البرلمان في جلسة مفتوحة , بدا رئيس الوزراء البريطاني خلالها كالتلميذ الصغير يتعرض للتقريع و يواجه الانتقادات و الاتهامات على الاستهانة بحياة المواطنين البريطانيين في الوقت الذي كان العامة يموتون  ليطالب زعيم  المعارضة العمالية كير ستامر علنا باستقالة بوريس جونسون من منصبه لا بسبب فشله في ادارة ازمة الكوفيد  فحسب و لكن و هنا مربط الفرس بسبب الكذب  على مواطنيه  و استخفافه بعقولمواطنيه …و الحديث اليوم في المشهد البريطاني ليس حول ما اذا كان بوريس جونسون سيستقيل و لكن متى ..

لا خلاف ان دور السلطة الرابعة في انارة الرأي العام  البريطاني كان له دوره في قضية الحال التي شاءت الصدف ان تتزامن مع ما نشرته قناة “بي بي سي” في الساعات القليلة الماضية حول تسجيلات تكشف ملابسات الساعات الاخيرة لهروب بن علي من تونس و هي تسجيلات  اعلامية  تاتينا من الخارج و لم يكن لاعلامنا دور فيها و هي على اهميتها لا تزيل في الحقيقة كل الغموض الذي رافق ما حدث قبل احد عشرة عاما و لا تقدم بالتالي الحلقة المفقودة في كيفية و ظروف عملية الهروب و ما اذا كان فعلا واعيا او غير واع او اجبر على الهروب . . تماما كما أنها تعزز القناعة لدى اغلب المراقبين بان عقلية الحاكم اوالمسؤول في مجتمعاتنا وثقافاتنا لا تقبل الاعتراف بالخطئ ولا تدرك اهمية التقييم و المحاسبة و المسائلة التي بدونها لا يمكن تغيير السائد او اصلاح ما يستوجب الاصلاح ..

ندرك جيدا ان مصير بوريس جونسون سيكون مرتبط بما ستحمله الساعات القادمة من نتائج التحقيق الذي طالب بها  لتحديد مسؤوليته ازاء ما حدث و قد بارد الرجل الى الاعتذار علنا عما بدر منه و لن يهرب من الاستقالة اذا ثبت ادانته…

الى هنا قد يبدو الامر طبيعيا في بلد يعتبر بأنه احد اعرق الديموقراطيات حيث ينسحب القانون على الجميع و يكون فيه القانون الفيصل والحكم على قاعدة المساواة و ما ستنتهي اليه  نتائج التحقيقات المرتقبة في قضية الحال التي قد تعيد بعثرة الاوراق في الساحة السياسية البريطانية  و ربما يعجب بتنظيم انتخابات سابقة لاوانها … ما يدعوالى التوقف عند هذه التطورات في الساحة السياسية البريطانية مرتبط بحصول  قناة “بي بي سي ” البريطانية على تسجيلات غير مسبوقة  لم تكشف مصدرها و لا كيفية الحصول عليها حول اتصالات بين بن علي و عدد من  مستشاريه عشية الذكرى الحادية عشرة لاحداث 14 جانفي حول الساعات التي تلت هروب الرئيس الراحل زين العابدين بن علي متن طائرة خاصة الى السعودية مع عائلته و اتصالاته بعد ذلك مع  ثلاثة من القيادات العسكرية و السياسية لبحث مسالة عودته الى البلاد او هذا على الاقل ما يمكن فهمه من خلال التسجيل الذي أكدت هيئة البي بي سي انها استندت الى خبراء و امكن التاكيد على صحة التسجيلات بين بن علي و بين اربعة  من المقربين منها يفترض انهم رجل الاعمال كمال اللطيف و وصديقه رجل المال و الاعلام  طارق بن عمار ووزير الدفاع رضا قريرة و رشيد عمار قائد الجيوش الثلاثة ..و حتى هذه المرحلة لم يكذب احد من هذه الاطراف او ينفي ما ورد في التسجيلات التي فرضت نفسها بالامس على مختلف وسائل الاعلام في تونس و اعادت الى المشهد ما حدث في البلاد قبل اربعة عشرة عاما و اعادت الكثير من نقاط الاستفهام و التساؤلات العالقة التي لا يمكن للتسجيلات التي تم تسريبها ان ترفع الغموض الذي رافقها منذ البداية في ظل استمرار غياب اكثر من حلقة حول ملابسات هروب بن علي و احتمالات تورط اطراف داخلية او خارجية في دفعه للمغادرة ثم اقناعه بعدم التفكير في الرجوع لان الشارع بلغ درجة من الاحتقان و الغضب الذي يعقد ربما مسؤولية امنه و حمايته ويصعب التكهن بما سيؤول اليه رد فعله …

والحقيقة ان التسجيل يجعلنا امام اكثر من قراءة للاتصالات الهاتفية التي قام بها بن علي و التي اشار فيها في جانب من التسجيل الىأن ما حدث كان انقلابا ليظل السؤال المطروح لماذا اختارت بي بي سي هذا التوقيت لبث هذه التسجيلات و هل هي مجرد صدفة ان يكون ذلك بعد  مضي احد عشر عاما على سقوط  نظام بن علي و مرور سنتين على وفاته في السعودية حيث قضى سنواته الاخيرة دون ان يقدم أي تصريحات او حوارات لاي وسيلة اعلامية كانت وفق ما يعتقد انه الاتفاق الذي منحته السعودية الامان مقابل الصمت طوار وجوده هناك  , وبالعودة الى التسجيل فانه و بالاضافة الى ظهور بن علي في موضع الرجل الضعيف المرتجف الخائف من العودة الى تونس التي حكمها بقبضة من حديد طوال ثلاث وعشرين عاما يبدو و كان المقربين منها ارادوا التخلص من الرجل و دفعه الى عدم التفكير بالعودة …المثير فعلا اننا لا نسمع في أي لحظة من اللحظات طزال التسجيل ان هناك مجرد اشارة او اعتراف بالخطء او احساس بالندم  على الخيارات التي اعتمدها في ادارة البلاد ..وحتى عندما تحدث عن خطابه الاخير للتونسين فانه لم يخل من التهكم الذي يعكس عقلية الحاكم بأمره الذي لا ينافسه احد في سلطته …بالامس مرت الذكرى الحادية عشرة لهروب بن علي و لم نسمع حتى اليوم اعترافا او اعتذارا من مسؤول او زعيم حزب او زير شارك في الحكم طوال الفترة الماضية عما الت اليه الاوضاع في البلاد من انهيار اقتصادي اجتماعي و افلاس اخلاقي و احباط يلازم التونسيين …

كاتبة تونسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى