يريدون كسر شوكة شعب اليمن ولكنهم سيفشلون/ بسام أبو شريف
24 يناير 2022، 01:11 صباحًا
لن نصف ما جرى في الحديدة وفي صعده وصنعاء، فالوصف لن يفي بما جرى و يجري من دمار وقتل للبشر معظمهم مدنيون و نساءً وأطفالاً،
لكننا بكل وعي نركز على أن في تلك الغارات الدموية اللاإنسانية الهمجية المتوحشة قتل المدنيون عندما التقت في نقطتهم في موقعهم ثلاثة عوامل هي:
العامل الاول هو الفشل الذريع في سياسات بايدن الخارجية خاصة في المأزق الذي وضع نفسه فيه عندما ركز على اوكرانيا لخلق بؤرة توتر بينه وبين روسيا وبين اوروبا وبين روسيا وبين الناتو وبين روسيا عند الحدود الاوكرانية الروسية.
وفشل بايدن يكمن في ان الروس كانوا واضحين جداً من حيث عدم تخطيطهم لأي غزو لاوكرانيا او تدخل مباشر وان المشكلة في اوكرانيا هي بين الاوكرانيين الحاكمين وهم صهاينة وبين أقلية لها مطالب وحقوق ديمقراطية داخل اوكرانيا ترفضها الطغمة الصهيونية الحاكمة في كييف، وعمد بايدن خلال اثارة هذه الأزمة كلها على استخدام اوروبا استخداماً سيئاً لصالح واشنطن واستخدام الناتو استخداماً سيئاً لصالح واشنطن،
فشل البيت الابيض وفشل محمد بن سلمان وفشل بينيت التقيا عند تلك الغارات التي صبت جام نيرانها وحممها الامريكية الصنع على المدنيين اليمنيين سواء كانوا في سجن مركزي في صعدا او في بيوتهم وهم نائمون واطفالهم نائمون في صعدا والحديدة و صنعاء لقد قصفت احياء سكنية كالحي الليبي في صنعاء وهم يعلمون ان من يسكن تلك البيوت هم اطفال و نساء ورجال مدنيون, قصفوا مطار صنعاء تحت حجج غير صحيحة وهي استخدام المطار لاغراض غير عسكرية.
حجج مضحكة حتى للاطفال فمطار صنعاء الذي تستخدمه الامم المتحدة في محاولات منفردة لانقاذ بعض الجرحى ونقلهم للعلاج خارج اليمن وجلب بعض الاجهزة والادوية الضرورية لمعالجة امراض مزمنة, لا يمكن لاي عامل في اليمن ان يستخدمه لاغراض عسكرية لان ذلك يغلق على اليمن باباً او نافذة ضيقة جداً تستخدمها الامم المتحدة ومنظمات انسانية لجلب بعض المساعدة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه السعودية واسرائيل والولايات المتحدة على اليمن بحراً و جواً.
من هنا نقول ان ما جرى في ارض اليمن من تدمير وقتل همجي للشعب اليمني هو قرار امريكي يحاول من خلاله بايدن ان يرفع من معنويات الامريكيين والسعوديين حلفاؤه والاسرائيليين و أمرت الامارات بارسال قوات والدخول في معارك مباشرة ضد الشعب اليمني بعد ان كانت قد وعدت ايران وغيرها وعمان بانها ستنأى بنفسها عن الحرب على ارض اليمن, النأي بالنفس الذي وعدت به الامارات شطب بقرار امريكي وامرت الطغمة الحاكمة في الامارات بالدخول مباشرة في اتون الحرب ضد الشعب اليمني لمساندة السعودية التي كانت تتراجع وما زالت هزيمة تلو الاخرى خاصة في مأرب.
انها محاولات بايدن التي عبر عنها الناطقون الرسميون الامريكيون سواء من البيت الابيض او من الخارجية بوضوح تام, لقد مهدت الادارة الامريكية بقولها متهمة الجيش واللجان الشعبية بالتصعيد بان التصعيد الذي يشنه الحوثيون سوف يضعفهم و يعزلهم.
كانت هذه هي المقدمة لتلك الغارات التي اعقبها خطة عمل تم من خلالها انسحاب القوات السعودية من جنوب الحديده وترك المواقع تلك تهيئة للقصف الجوي الذي ابتدأ ينصب على رؤوس اليمنيين المدنيين دون تمييز وأدخلت الامارات في تلك المعركة وغدت قواتها المسمى العمالقة وهي قوات يقودها خبراء امريكيون واسرائيليون غزت شبوه او بعض شبوه ومازالت المعارك محتدمه وما زالت صواريخ الشعب اليمني تدك مواقع تلك القوة الغازية التي تمدها البحرية الاماراتية بالذخيرة والاسلحة والطعام من البحر مباشرة وكذلك توجه الى مأرب مجموعة من الخبراء الامريكيون والاسرائيليين في محاولة لرسم خطط لدحر قوات الشعب العربي اليمني التي اطبقت على مارب وكادت ان تسيطر عليها كلياً, و ما زالت المعارك محتدمة هناك ولم تتوقف رغم ان اخبار الغارات الدموية الهمجية قد طغت على مجريات الامور في مارب وفي شبوه وفي الحديده.
هذا القرار الامريكي النابع من فشل بايدن في كل معركة اطلقها هو وكل ازمة خلقها هو ليبرر سياسته ذات الوجهين من ناحية ينادي بالحلول الدبلوماسية ومن ناحية اخرى يشن الحروب الهمجية ويقتل المدنيين بالآلاف عبر وكلائه وحلفائه ويمدهم بالسلاح وذخائر قاتلة محرمة دوليا كما يجري في اليمن الآن.
اذا كانت موسكو قد بدأت بمثل هذا الموقف الحازم المتصدي في كزخستان وفي اوكرانيا فانه من المتوقع ان لا تتراجع موسكو عن هذا الزخم الجديد وان تستمر في التصدي لمخططات بايدن في كل مكان تثار فيه ازمة يستهدف منها بايدن جني المصالح للولايات المتحدة وتوزيع الفتات على حلفاءه الاوروبيين والاسرائيليين, من هناك لابد من تغيير في الموقف ورغم حساسية ذلك فنحن نعلم ان لموسكو مصالح اقتصادية و تجارية مع دول الخليج ومع السعودية وان هذه المصالح تجبرها على عدم اتخاذ مواقف واضحة وحاسمة في ما يتعلق بحق الشعب اليمني بالحرية والاستقلال والسيادة الكاملة على ارضه فموسكو مترددة او تتردد واعلامها لا يعكس حقيقة ما يدور على الارض اليمنية ولابد من تغيير هنا لاسلوب تحافظ فيه موسكو على مصالحها ولكن في الوقت ذاته تحافظ فيه على مبادئها ونحن نقصد من ذلك التالي:
لا بد لموسكو من ادانة قتل المدنيين واستخدام الذخيرة الامريكية المحرمة دوليا ضد المدنيين والاحياء السكنية والمؤسسات والبنية التحتية اليمنية وهذا موقف مبدئي لا يمكن ان يلوم احد موسكو اذا ما اعلنته واصرت عليه, من ناحية اخرى لابد لموسكو من اتخاذ موقف سياسي ولا نطمع هنا الى موقف تعلن فيه موسكو تاييدها لجيش انصار الله واللجان الشعبية بل ان تعلن موقف مبدئي من حيث الحل السياسي بي اطراف الازمة اليمنية بعد خروج القوات الغازية من اراضي اليمن وترك اليمنيين لحل مشاكلهم بالتفاوض ولا مانع من اشراف واشتراك دولي تساهم فيه روسيا والولايات المتحدة.
ان النقلة النوعية في الموقف الروسي سوف تؤدي الى وقف النزيف الذي يزداد يوماً بعد يوم في تلك المنطقة من الارض العربية.
اذ ان الرد على غارات صعدا ومأرب والحديده وقتل المئات من اليمنيين والرد على الحصار الذي يقتل يوميا بين خمس مئة والف يمني اكثر من نصفهم اطفال بسبب عدم وجود الدواء وعدم وجود الغذاء وعدم وجود الكهرباء وعدم وجود الطاقة, الرد على ذلك لن يتوقف بل سيزداد والرد على ذلك هو بما تملكه القوى المناضلة اليمنية واذا كانت هذه القوى الاستعمارية و عملاء الاستعمار و الصهيونية يقتلون المدنيين في اليمن فان اليمنيين لا يقتلون المدنيين لانهم لا يقتلون العرب بل سوف يوجهون اسلحتهم التي لا يمتلكونها وهي محدودة الى مواقع حساسة واستراتيجية سوف تجلب الدمار لهذه الدول وسوف تضر بالشعوب التي لم تتحرك حتى الان لمعارضة الخط الهمجي بقتل المدنيين الذي تمارسه انظمتها هذه الدول سوف تتعرض لنكسات اخطر بكثير من غارات السعودية الاسرائيلية الامريكية على الشعب اليمني فبامكان اليمنيين ان يحولوا الامارات مرة اخرى الى دولة معزولة يخشى اي اجنبي ان يستثمر امواله فيها ولقد كذبوا في وعودهم بالنأي بالنفس عن الحرب في اليمن,
لكنهم يسلمون جزر اليمن والامارات لاسرائيل و يقيمون القواعد العسكرية التي يسمح للاسرائيليين فيها التطرف و يمنعون الجنسية لخمسة الاف اسرائيلي و يفتحون ابواب ابو ظبي للاسرائيليين, انهم قاعدة جديدة لعدوقديم ولن يرحم الشعب الغربي من فعل ذلك, من حق الشعب اليمني والمقاتلين المناضلين اليمنيين ان يدافعوا عن انفسهم وما هذا اللحن الكاذب الذي تغنى عليه وعلى نوتاته كل الدول الاوروبية وكل الدول الغربية وكل الدول العربية للاسف باستثناء البعض,
مجلس الامن بالاجماع ادان بشدة الغارات التي استهدفت مطار ابو ظبي ومطار دبي تلك الغارات التي استهدفت جوانب في المطارين يعلم اليمنيون علم اليقين انها تستخدم لاغراض عسكرية, لكن ليس هذا ما يلفت انتباهنا بل ما يلفت انتباهنا هذه الدول التي صوتت بالاجماع و بشكل متحمس ضد الغارات على مطار ابو ظبي ومطار دبي لم تفتح فمها بكلمة واحدة على المجازر الدموية التي ارتكبت و ترتكب ضد اطفال اليمن ونساء اليمن ورجال اليمن على الغارات التي تدمر البيوت على رؤوس الاطفال النائمين في اسرتهم تدمر المدارس تقصف باصات الاطفال وهم ذاهبون للمدارس تقصف السجون والمستشفيات لم يفتحوا فمهم لان هذا الفم مليء بدولارات السعودية ودولارات الامارات, لكن الى متى تبقى هذه الدولارات سوف يشل اقتصاد البلدين بعد ضربات يرد بها الشعب العربي اليمني على قتل اطفاله بتدمير مؤسساتهم الاقتصادية, فعندما يتوقف تصدير النفط وعندما تضرب المصافي وعندما تهرب الشركات الغربية لان هذه المواقع ليست آمنة يكون الرد قد بدأ, فستعلم هذه الدول التي صوتت في مجلس الامن انه لا يمكنها الاستمرار بان تكليل بمكيالين وان تستخدم مقاسين في الحكم على نفس الموضوع, ان قتل الاطفال هو قتل الاطفال وادانة قصف المطارين يجب ان تترافق مع ادانة قتل الاطفال المدنيين من قبل الولايات المتحدة و بريطانيا واسرائيل والسعودية والامارات, كلهم يتجمعون ضد هذا الشعب الابي الفقير الذي يقاتل من اجل ما تنادي به دساتيرهم الحرية والاستقلال,الديمقراطية وحق تقرير المصير وحق السيادة على ثروات البلد برا و بحرا وجوا, وهنا نضيف ان الحلف الذي انشيء بالامس بين الصين وايران وروسيا هذا الحلف يشكل سندا قويا لمقاومة الامبرياليين ومخططاتهم ولذلك فان هذا الحلف مطالب بالوقوف من حيث المبدأ مع حق تقرير المصير للشعب اليمني مع حق السيادة للشعب اليمني على كامل ترابه و مياهه و سماءه مع حق الشعب اليمني في ان يفضى خلافاته من خلال مفاوضات بين الاطراف اليمنية من حق الشعب اليمني ان يدعم من قبل هذا الحلف لاجلاء كل القوات الغازية عن اراضيه وفك الحصار عن هذا البلد الابي الذي يرفض الخنوع ويرفض الخضوع لاملاءات واشنطن وتل ابيب.